أكد الدبلوماسي الأمريكي السابق، روبيرت هولي، أن التزام الولاياتالمتحدة لصالح مختلف مشاريع التنمية المستدامة بالأقاليم الجنوبية يشكل "إنجازا كبيرا". واعتبر هولي، في تعليق حول البيان المشترك الذي اختتم الدورة الثالثة للحوار الاستراتيجي بين الولاياتالمتحدة والمغرب، أن "الأمر يتعلق باختراق كبير على اعتبار أنها المرة الأولى التي تقرر الولاياتالمتحدة تعبئة اعتمادات مالية للمساعدة على التنمية لتحسين ظروف عيش سكان الأقاليم الجنوبية".
وأشار البيان المشترك الذي توج أشغال الدورة الثالثة للحوار الاستراتيجي الذي ترأسه بشكل مشترك وزير الشؤون الخارجية والتعاون، صلاح الدين مزوار، وكاتب الدولة الأمريكي، جون كيري، على "الالتزام المشترك من أجل تحسين ظروف عيش ساكنة الصحراء، وببحث السبل الملائمة لتحقيق هذا الهدف".
وأبرز هذا الخبير بالمنطقة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنها "خطوة كبيرة نحو الأمام في التعاون بين الولاياتالمتحدة والمغرب"، معتبرا أنها "المرة الأولى التي تقرر فيها واشنطن الالتزام بشكل فعال لدعم مختلف مشاريع المملكة في مجال التنمية البشرية بمنطقة الصحراء المغربية، خاصة مشروع الجهوية المتقدمة وكذا تفعيل توصيات المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي".
بهذا الصدد، ذكر بأن الرئيس الأمريكي باراك أوباما في السياق ذاته وقع في دجنبر 2014 على وثيقة التصديق على قانون المالية برسم سنة 2015 والتي كرست، بعبارات واضحة، الدعم المتعلق بتنمية الأقاليم الجنوبية.
يشار إلى أن الكلمات المستعملة في قانون المالية الأمريكي لم تكتف بالإشارة فقط إلى أن هذه المساعدة مقدمة إلى هذه المنطقة من المملكة، بل جاءت لتؤكد على أن هذه المبادرة سيتم تفعيلها عن طريق الكونغرس عبر آلية سيتم وضعها من قبل الهيئات التنفيذية والتشريعية للحكومة الأمريكية.
بالتالي، تشكل الميزانية الأمريكية برسم سنة 2015، التي تنص على أن هذه الاعتمادات تندرج في الفصل الثالث من قانون الميزانية الأمريكية "ستكون متوفرة" في إطار الدعم المقدم لتنمية الأقاليم الجنوبية، تجسيدا على أرض الواقع للالتزام المشترك ب "تحسين ظروف عيش سكان الصحراء"، كما جاء البيان المشترك الذي توج لقاء القمة بين جلالة الملك محمد السادس والرئيس باراك أوباما بواشنطن في 22 نونبر 2013.