تحل غدا الجمعة 20 مارس 2015 الذكرى الستون لتأسيس المركزية العمالية الاتحاد المغربي للشغل، إذ في مثل هدا اليوم من سنة 1955 تم الإعلان عن ميلاد أول نقابة عمالية مركزية مغربية متحررة من قبضة الإدارة الاستعمارية ووصاية النقابات الفرنسية، وذلك بأحد أحياء المدينة العمالية الدارالبيضاء، وتحديدا بمنزل أحد المناضلين الوطنيين بدرب السلطان، على بعد أمتار من شارع الفداء اليوم.. وقد كان أول أمين عام للاتحاد المغربي للشغل هو الطيب بن بوعزة، الذي سيتم الانقلاب عليه وإبعاده من طرف المحجوب بن الصديق بموافقة الفقيه البصري والمهدي بنبركة، وقد توفي قبل أسابيع قليلة الطيب بن بوعزة وسط صمت وإهمال تام، وبقي المحجوب بن الصديق على رأس النقابة بعد أن "حررها" من الحزب وسجلها في ملكيته الخاصة، إلى أن وافته المنية سنة 2009، ليخلفه الميلودي موخاريق..
وبمناسبة الذكرى الستين للاتحاد المغربي للشغل يحق لنا التساؤل حول تاريخ الحركة النقابية ببلادنا، حيث أن أغلب الكتابات المنشورة حتى الآن هي كتابات من تدبيج باحثين ومحللين، في غياب شهادات المؤسسين والفاعلين النقابيين، باستثناء الكتاب الذي ألفه الطيب بن بوعزة.
ألم يكن حريا بقيادة الاتحاد المغربي للشغل الحالية أن تولي لهذه الذكرى كل العناية وتحتفل بها؟ لكن التاريخ يكون أحيانا مرعبا ومخيفا لأولئك الذين وجدوا أنفسهم صدفة على رصيفه...