اصدرت وكالة المغرب العربي للانباء كتابا بالغ الأهمية يعد بمثابة دليل لصحفيي المؤسسة، وهو تجسيد لتراكم تجربة المؤسسة منذ تأسيسها، وذلك بفضل مجهودات قام بها مجموعة من قدماء أطر الوكالة الذين نقلوا خبراتهم المهنية لتكون في متناول الاطر الجديدة ... ومن شأن هذا المولود الصحفي الجديد ان يطبع مسار صحفيات وصحفيي الوكالة، وهي خطوة للارتقاء بالاداء المهني لوكالة المغرب العربي للانباء وثوثيق ذاكرتها وتمكين الاجيال القادمة من الحفاظ على التقاليد العريقة التي راكمتها خلال حوالي 60 سنة الماضية، كما جاء على لسان وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة.. وإذا كانت صحافة الوكالة ذات طابع اخباري بالاساس، حيث يهتم صحافيو الوكالة بشكل دائم بطريقة قبلية على المعلومة المجردة، بخلاف باقي وساسل الاعلام الورقية منها او السمعية البصرية اوالالكترونية التي تتجاوز الاخبار إلى التعليق والتحليل، فإن عمل الصحافي داخل الوكالة لا يختلف في شيء عن ذاك الذي من المفروض ان يقوم به أي صحفي يروم المهنية، وذلك من خلال احترام اخلاقيات المهنة والتحلي بالصرامة والمسؤولية التي تفرضها مهنة الصحافة..
ويعتبر هذا الانجاز غير المسبوق في هذا المجال، لأنه كذلك حسب قناعتنا بعد الاطلاع على مضامينه، أداة لا محيد عنها سواء بالنسبة لصحفيي وكالة المغرب العربي للانباء او بالنسبة لجميع الصحفيين الذين يطمحون إلى تطوير اداءهم في مهنة المتاعب، ونبراسا ينير لهم الدرب في مجال عمّته الفوضى والانحراف عن مبادئ المهنة وطغت عليه قيم السوق والسعي نحو الربح السريع على حساب المهنية وأخلاقية المهنة ..
دليل صحفيي وكالة المغرب العربي للانباء، كما قدمه مدير الوكالة خليل الهالشمي الادريسي، من شأنه ان "يشكل نبراسا أكيدا لاخلاقيات المهنة، في وقت تواجه فيه مهنة الصحفي تهديدا جديا يعكسه الانحراف المتزايد عن هذه الاخلاقيات في سوق وسائل الاعلام التي مافتئت تبحث عن نموذج اقتصادي جديد.."
ويتوزع الكتاب، الذي يقع في أزيد من 240 صفحة من الحجم المتوسط باللغتين العربية والفرنسية، بالاضافة إلى تقديم لمدير وكالة المغرب العربي للانباء ومقدمة حول المؤسسة ومحيطها الاعلامي وملحقات وعشر وصايا لصحافي الوكالة، على عشرة محاور تشمل "تحرير قصاصة إخبارية"، و"بطاقة تقنية للقصاصة الإخبارية"، و"بروتوكول سكرتارية التحرير"، و"تقسيم القصاصة الإخبارية"، و"التغطية الإخبارية"، و"الإعداد للتغطية"، و"تنوع الأجناس الصحفية"، و"مراسل الوكالة"، و"أدوات اشتغال سكريتارية التحرير"، و"موقع وكالة المغرب العربي للأنباء"..
وتعد الوصايا العشر وكذا مضمون المحاور التي جاءت في الكتاب بمثابة دليل ومرشد لصحفيي الوكالة، إلا انها تكتسي اهمية كبيرة بالنسبة لباقي الصحفيين في جميع وسائل الاعلام بمختلف انواعها وتفرعاتها، ومن المفروض ان يكون الدليل نبراسا لجميع المؤسسات العاملة في المجال الصحفي..
وصايا الدليل لصحافيي الوكالة ارتكزت أساسا على جاهزية الصحفي والتكتم والجدية خلال القيام بعمله، وكذا السرعة في التقييم والتحلي بروح النقد وتملك ثقافة عامة والالمام باللغات والتكنلوجيات الجديدة في مجال الاعلام والتصال، ونسج علاقات جيدة مع الناس والسلاسة في التواصل مع الآخر والاشتغال في الظل ونقل الوقائع كما هي خامة ومنسوبة بالضرورة إلى مصدر ووضع تقابل بين المواقف من خلال إقامة توازن في القصاصات واستقاء وجهات نظر كافة الاطراف حرصا على الموضوعية والنزاهة، كما يجدر بالصحفي ان يحترم الحقيقة والحياة الخاصة للاشخاص وعدم الخلط بين حب الاستطلاع (الفضول) والطيش، واخد الكثير من الاحتياطات عند معاينة حياة الاشخاص، كما ان الصحفي لا يمكن ان يحل محل رجال الشرطة او القضاء لدى تناوله لقضايا ذات طابع قضائي..
ويالاضافة إلى التحقق من الخبر عبر تنويع مصادره، يعمل الصحفي دائما على الحفاظ على المسافة بينه وبين هذه المصادر كما أنه لا يكشف عن هويتها إلا لرئيس التحرير الذي يعمل تحت إمرته، فضلا عن احجامه عن كشف السر المهني او اللجوء إلى سلوك غير شريف وغير نزيه للحصول على الخبر..
كما يجدر بالصحفي الابتعاد عن تسخير قلمه لخدمة اغراض شخصيات معينة او بوقا للدعاية لها، وهو مطالب بنبذ الانتحال وتقبل الاظرفة وتجنب اتهامات دون اساس والمغالطات والقذف والتشهير، كما انه مطالب برفض أي توجيهات غير توجيهات مسؤولي التحرير..
وبهذا العمل الرائع تكون وكالة المغرب العربي للانباء والزملاء الصحفيين الذين سهروا على انجازه، قد أعادوا للمهتمين بقطاع الصحافة الصورة الحقيقة لعمل الصحفي المهني من خلال تعريفه بالمبادئ الاساسية للعمل الصحفي والتشبث الصارم باخلاقيات المهنة والالتزام القوي بالمهنية في مجال أضحى عرضة للمتطفلين الذين يشتغلون بشكل فوضوي وبدون اي رادع وفي غياب دليل كهذا الذي يعتبر بحق عملا غير مسبوق..
يشار إلى ان هذا العمل، الذي يعد ثمرة إنتاج مشترك بين مؤسسة وكالة المغرب العربي للأنباء ووكالة المغرب العربي للأنباء، قدم يوم الخميس 5 مارس الجاري بمقر الوكالة خلال حفل حضره وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة ومدير الوكالة ومجموعة من الزملاء الصحفيين والمهتمين بالشأن الاعلامي ببلادنا..