في 21 فبراير عام 1848، أصدر كلا من كارل ماركس، وفردريك أنجلز البيان الأول للحزب الشيوعي، من العاصمة البريطانية لندن، بلغتهما الأصلية "الألمانية" للتأصيل للنظرية الشيوعية. مقدمة البيان تقول إن الشيوعيين قد آن لهم أن يعرضوا أمام العالم كله، طرق تفكيرهم وأهدافهم واتجاهاتهم، وأن يواجهوا خرافة شبح الشيوعية ببيان من الحزب نفسه.
ولهذه الغاية، تضيف المقدمة، اجتمع في لندن شيوعيون من مختلف القوميات، ووضعوا البيان الآتي، الذي سيصدر باللغات: الإنجليزية، والفرنسية، والألمانية، والإيطالية، والفلمانية، والدانماركية.
شمل البيان الشيوعي 4 فصول هي "برجوازيون و بروليتاريون، بروليتاريون و شيوعيون، الأدب الاشتراكي و الشيوعي، موقف الشيوعيين من مختلف أحزاب المعارضة".
سار على تلك التعاليم عدد من الشيوعيين حتى أصبحت الشيوعية مذهب أدت إلى قيام الثورة البلشفية في روسيا، على يد فلاديمير لينين، وليون توروتسكي، أحد أهم منظري الشيوعية عام 1917، ليتأسس الاتحاد السوفيتي بين كل من روسيا وأوكرانيا وروسياالبيضاء وجمهوريات القوقاز(جورجيا وأرمينيا وآذربيجان) عام 1922.
وانتشر الفكر الشيوعي في عدة دول حول العالم، ليصبح كتلة مواجهة للكتلة الرأسمالية الغربية حتى سقطت الكتلة الشيوعية الشرقية، بانهيار الاتحاد السوفييتي في 25 ديسمبر عام 1991.
اليوم وبعد مرور 167 عاما على إعلان ماركس وأنجلز، وبعد مرور ما يقرب من 24 عاما على انهيار الكتلة الشيوعية، لم يتبق من الدول الشيوعية سوى 3 دول هي الصينوفيتناموكوريا الشمالية.
رغم أن الحزب الحاكم في الصين هو الحزب الشيوعي الصيني والذي أسسه لي دا جاو وتشين دو شيو عام 1921، وخلفهم في قيادته صاحب النظرية الماوية في الشيوعية ماو زي دونج، إلا أن الصين تعبر عما يعرف باسم رأسمالية الدولة.
صاحب النظرية الماوية في الشيوعية ماو زي دونج
فبعد وفاة ماو زي دونج عام 1976، انفتحت الصين على العالم وتغيرت وسمحت للقطاع الخاص بالعمل داخل الدولة، إلا أن الدولة تتمسك بإبقاء بعض القطاعات مثل المصارف والطاقة والمواصلات والتعليم تحت احتكار الدولة.
رغم ذلك تتشابه فيتنام الآن مع النموذج الصيني في الاقتصاد المتمثل في رأسمالية الدولة، فعدلت عددا من القوانين في ثمانينيات القرن الماضي، لتسمح للقطاع الخاص بالاستثمار في فيتنام، عبر تقليل القيود القانونية المتعلقة بهذا الأمر، ليس هذا فحسب، بل أصبحت الولاياتالمتحدةالأمريكية أحد أهم الشركاء التجاريين مع فيتنام.
تعتبر كوريا الشمالية الدولة الوحيد الباقية من المعسكر الشيوعي بمبادئها الصريحة والتي يسير عليها النظام الكوري الشمالي حيث تحتكر السلطة السياسية في يد حزب واحد هو حزب العمال الكوري الحاكم منذ تأسيس كوريا الشمالية عام 1948.
أسس كيم إل سونج، مذهب آخر في الشيوعية، هو الزوتشيه وهو ما يعني"أن الإنسان هو مصدر كل شيء" وأن جماهير الشعب هي صاحبة الثورة.
وتنص المادة الثالثة من دستور كوريا الشمالية على أن "تهتدي جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية فى نشاطها بفكرة زوتشيه، وهي نظرة عامة إلى العالم، تتمحور على الإنسان، وفكرة ثورية تهدف إلى تحقيق استقلالية جماهير الشعب."
أسس كيم إل سونج، مذهب آخر في الشيوعية، هو الزوتشيه
أما اقتصاديا فتمتلك الدولة كل شيء، حيث ينص الدستور على أن وسائل الإنتاج مملوكة للدولة والمنظمات الاجتماعية والتعاونية، وأن للدولة وحدها تملك كل الموارد الطبيعية فى البلاد، وسكك الحديد، والنقل بالطيران، ووسائط الاتصال، والمصانع والمؤسسات والمرافق والمصارف الهامة، وأن ملكية الدولة تعود للشعب.
أما الملكية الشخصية، فينص دستور كوريا الشمالية على انها ما يملكه المواطنون لاستهلاكهم الشخصي، وتنشأ الملكية الشخصية عن طريق التوزيع الاشتراكي وفق ما يؤدونه من عمل، وعن طريق المنافع الإضافية من الدولة والمجتمع، وأن منتجات الاقتصاد الإضافي الفردي، بما فيها منتجات الأرض التى تخص الأفراد، وغيرها من الدخول الناتجة عن النشاطات الاقتصادية المشروعة، تعد هي الأخرى ملكية شخصية.
أما الاستثمارات الخاصة والأجنبية فتنص المادة 37 من الدستور الاشتراكي لكوريا الشمالية على أن الدولة تشجع على إنشاء المؤسسات والمشاريع الاقتصادية ذات الإدارة المشتركة والاستثمار المشترك بين هيئات ومؤسسات ومنظمات وطنية، وبين أفراد وهيئات ومؤسسات أجنبية معترف بها قانونيا، وإنشاء مختلف المنشآت فى المنطقة الاقتصادية الخاصة.