تواصلت الاحتجاجات الشعبية الرافضة لاستغلال الغاز الصخري بالجنوبالجزائري، أمس الاثنين، ببلدية عين صالح في ولاية تمنراست، على الرغم من التطمينات الصادرة مؤخرا عن الوزير الأول بخصوص هذا الملف، وذلك حسب ما أفادت وسائل الإعلام المحلية .. ووفق وكالة الأنباء الجزائرية (واج)، فإن عين صالح التي دشن بها أول تنقيب تجريبي عن الغاز الصخري، عرفت ، وللأسبوع الرابع على التوالي ، مسيرة سلمية عبر شوارعها الرئيسية شاركت فيها مختلف شرائح المجتمع، فيما تجمع محتجون ضد استغلال هذه الطاقة أمام مقر الدائرة.
ومن جهتها، ذكرت صحيفة (الوطن) أن العشرات من المناوئين لاستغلال الغاز الصخري حاولوا إغلاق الطريق المؤدية إلى موقع الآبار موضوع الاحتجاجات في عين صالح، والواقعة على بعد نحو 30 كيلومترا جنوبالمدينة.
وتبرر ساكنة الجنوب التي شرعت في الاحتجاج أواخر دجنبر الماضي، تخوفها من المشروع لكونه له انعكاسات سواء على صحة الإنسان من خلال استعمال مواد كيماوية لاستخراج الغاز الصخري، أو المحيط البيئي (استنزاف الفرشة المائية)، في وقت تعاني المنطقة أصلا من ندرة في المياه.
ويتطلب استغلال بئر واحد من الغاز الصخري كمية كبيرة من المياه تفوق بكثير ما يتطلبه بئر تقليدي للنفط، مما سيجعل المنطقة معرضة لإشكالية مائية حادة في حال شرعت الشركة الوطنية للمحروقات (سوناطراك) في تنفيذ مخططاتها باستغلال 200 بئر سنويا لإنتاج 20 مليار متر مكعب من الغاز.
وكان الوزير الأول الجزائري عبد المالك سلال قد طمأن في برنامج تلفزيوني، الأربعاء الماضي، ساكنة الجنوب بأن مشروع استغلال الغاز الصخري بهذه المنطقة "لا يوجد حاليا في برنامج الحكومة"، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق فقط بتنفيذ دراسات للتعرف على التقنيات التي تخص مجال هذا النوع من الطاقة.
وتسعى الجزائر إلى الاستثمار في الغاز الصخري في ظل تراجع سعر النفط إلى أدنى مستوياته، على الرغم مما يلقاه المشروع من معارضة شعبية وكذا من قبل خبراء وإيكولوجيين.