قليل من يعرف مسار رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، إدريس اليزمي، الذي بدأ مشواره كمغني للطقطوقة الجبلية، ثم تحول إلى شاب يساري عنيد، قبل أن يصبح معارضا للنظام ثم مدانا محكوما عليه بالسجن مدى الحياة، قبل أن تتحول حياته ليصبح أول رئيس للمجلس الوطني لحقوق الإنسان منذ أربع سنوات. ولد إدريس اليزمي سنة 1952 في مدينة فاس التي قضى فيها فترة الطفولة والشباب، كان الفتى حريصا على قضاء عطله المدرسية في مسقط رأس والده بأولاد أزام التابعة إداريا لإقليم تاونات، وتحديدا بجماعة مديونة، وكانت خالته ترافقه باستمرار إلى هذه المنطقة الجبلية وتعيد تطبيع علاقاته بأصوله، من خلال التردد على الولي الصالح مولاي بوشتى الخمار.
كما لم تكن تفوت الفرصة لتعلمه أصول الدين والفقه حين كانت ترافقه خلال العطل الربيعية بالخصوص إلى قبيلة أولاد داوود عند جده، الذي كان فقيها بمسجد المنطقة.
وعلى الرغم من محاولات الأسرة ربط الفتى وشقيقه بالأصول الصنهاجية، فإن فاس البالية، كانت لها جاذبية خاصة، وفيها كتب آل اليزمي السطور الأولى في مسار مختلف تماما عما كان ينشده الوالد.
فهل تعلم أن الاسم الحقيقي لليزمي هو الخمار نسبة إلى الولي الصالح؟، و أنه كان مغنيا للطقطوقة الجبلية وشاعرا للجبل، قبل أن يجرفه الفكر اليساري من الفن؟، وهل تعلم أن اليزمي هاجر إلى فرنسا للدراسة فتحول إلى معارض لنظام الحسن الثاني؟ ثم حكم عليه بالسجن مدى الحياة... تفاصيل أخرى في الأخبار.