نساء مغربيات، مغلوبات على أمرهن، في سياقات سوسيو ثقافية متباينة ترسخ لديهن الاعتقاد الخرافي، أن طقوسا معينة أو أفعالا محددة لها مفعولا سحريا على الرجال، ومن شأنها توثيق العلاقة الزوجية، وحماية قلعة الزواج من "الأنثى" الأخرى المتربصة دوما بالزوج، طقوس تكشفها الصحافة من حين لآخر كأفعال أجرامية، و أخرى تظل طي الكتمان....... الهاجس " خطف الرجال" ......الدفاع طقوس غريبة
وتسلك كثير من النساء سبلا متعددة ومتنوعة للحفاظ على أزواجهن وتحصين قلعة الزوجية من تسلل "الأنثى" الأخرى المحتملة في عالم الهواجس، وأقدم هذه الأساليب اللجوء إلى الخرافة والدجل والسحر بحثا عن قيد تقيد به المرأة زوجها وتضمن الرباط الأبدي الذي لا يقطعه غير الموت، نساء عاديات ومتعلمات، بل تنتمين إلى نخب مختلفة لعالم الفن والثقافة والسياسة والمال، لا يترددن في الانخراط في مسلسل الخرافة للحفاظ على أزواجهن، ومحاربة تطلعات نساء أخريات لرجالهن، الأساليب مختلفة لكن الهدف واحد ...
لا امرأة "تسرق" منى زوجي، ولا أترك للأخرى فرصة "خطف" زوجي في غفلة مني" هي إفادة امرأة لا تفتأ تتردد على السحرة والدجالين وهاجس "خطف" الزوج منها يؤرقها وينغص عليها حياتها. فهاته السيدة الأربعينية التي لا تخجل من تصرفاتها، تبرر قناعتها مضيفة "شوف شحال من رجل سمح ف ولادو ومراتو، راه "........." تدوخهم بالسحور....خصني ندافع على داري، باش ما كان"..
القناعة المضللة والضالة للأسف، تبرر كل الوسائل عند عدد من النساء من مختلف الأعمار و الشرائح الاجتماعية، مهما بدت غريبة وصادمة....فمن الصعب تصحيح هذه التمثلات عند نساء غرقن في بحر الدجل، و صرن إماء لهواجس قد لا تكون إلا من صنع خيالهن أو وجدن أنفسهن وسط حكايات مأساوية، تبرر بالسحر. هي حرب يومية لنساء مصابات بمرض الارتياب أو مضطهدات، لم يتخلصن من النظرية الدونية الذكورية أو فقط لا يثقن في الرجل الذي ارتبطن به ليخترن أعرق السبل إلى قلب الرجل وهي السحر والشعوذة..
مقابر تقرر مصائر أسر والموتى لا زالوا "صالحين"
من الصعب أن تحصل امرأة عادية على جثمان ميت للقيام بطقوس غريبة قصد الحصول على وجبة "كسكس" أعدت بيد الميت، حيث يسود الاعتقاد أن "كسكسة" حفنة من الكسكس بيد "الميت" هي بمثابة ترياق سحري، ضد "رعونة الرجال" والحد من "غزواتهم"، ويسود الاعتقاد بقوة أيضا بالوظيفة السحرية الخارقة ليد الميت الذي لا حول له و لا قوة بين أوساط بعض النساء، اللائي يتلقين النصيحة من نساء يدعين أنهن "خبيرات"، و"جربات"... تأخذ المرأة المضطهدة صدفة برأي امرأة أخرى في جلسة بوح حميمي، حين تشكو جبروت زوجها، وعربدته، و تبوح بخوفها من أن يلقي بها يوما ما وأبناءها إلى الشارع، وطبعا، المرأة "الخبيرة" تنصحها "بالكسكس" العجيب الذي داعبته أكف ميت، هذا الطعام "الجنائري"بروائح الثرى ما إن يصل بطن الرجل حتى يصير حملا وديعا، يأتمر بأمر زوجته ولا يقطع في أمر إلا بمشورتها، وقد انفجرت عدة فضائح لنساء من نخبة المجتمع طرقن باب المقابر للحصول على فرصة "تمريغ يد الميت" على الكسكس، قضايا تورط فيها حراس مقابر، فهذا الكسكس الذي "يكسكس" بيد الميت تقدسه لحد الجنون بعض النساء وتعتقد بعضهن دون أدنى شك أنه المفتاح السحري لمشاكلهن البيتية، وأنه قادر على "ترويض" الرجل " السبع"، المعروف بمغامراته النسائية، وفرضية "قلب البرويطة" راجحة بشدة، من خلال قسوته مع زوجته التي أعياها الصبر والانتظار... "كسكس الميت" يحيل الرجل الجبار حسب الخرافة كالميت، لا يرفع صوتا ولا يدا، بل هو رهن إشارة الزوجة، فلا عجب وهذا الاعتقاد راسخ أن تتجشم المرأة المخاطر وتنفق الأموال للحصول على أغلى طعام في العالم، والأسعار مغرية لكل الأطراف، لبعض حفاري القبور ولبعض "المغسلين" بل لبعض المشرفين أيضا على المشرحات، ومستودعات الأموات، لهذا تختلف الوقائع والأحداث حسب الأطراف إذ يتم أحيانا التواطؤ مع بعض "غسالي" الموتى وأحيانا اخرى مع بعض حراس المقابر الذين ينبشون القبور الحديثة مقابل أموال طائلة.
من الصعب الحصول على شهادات بضمير المتكلم في الموضوع، ولا يمكن أن ننتظر اعترافا أو بوحا لامرأة من هذا القبيل، إلا لأخرى في قمة اليأس والانهيار، لكن السؤال عما تفعله النساء من أجل "ترويض الزوج" يخلق الحوار عن الأخريات، كما تقول فاطنة، تلك المرأة السبعينية "الله استر تشدو إيد الميت وكدوزوها على لكسكسو، ومني تيكلو الراجل ...تيولي بحال الميت ....فين ما دورتو المرا إدور..." وتضيف كأنها تريد أن تسرّ بسر غريب وهي منحنية "سمع اولدي، الراجل تتكون رجلو. خفيفة ، ولا فاسد ولا كيتزوج بزاف، لمرا كدير هذ الشي باش يبقى ديالها ...."
الحقيقية المرة، كف الميت سم قاتل
هل فعلا يد الميت تحول كائنا بشريا قويا نزقيا مزواجا إلى حمل وديع "كيطرا هذا شي آولدي" تضيف المرأة العجوز وهي تتحدث عن وثوقية الأسطورة، والحقيقة حسب الأطباء والبيولوجيين أنه "حينما يموت الإنسان يفرز جلده سموما تلتصق بيده وراحته، إن الرجل الذي يأكل "كسكسا" معدا بيد ميت يتعرض لتسمم بطيء يصيب جهازه العصبي، ومن أعراضه الخمول والكسل والانبطاح ..... بلغة أخرى، التسسم البطئ يجعل الرجل دائم التعب .... "باغي غير يتصنت لعظامو" لهذا ينأى عن كل صراع أو نقاش، ويفوض كل السلطات للمرأة معتقدة أن الكف السحرية كفت بطشه وغزواته، والحقيقة أن الرجل معتل. يموت ببطء وفي صمت .
"ظل راجل ولا ظل حايط"
هل يسعد امرأة تسميم زوجها للحصول على ظل رجل يعيش عزلة الخمول والكسل المرضي تقول العجوز ودائما توعز الأمر إلى "ظل راجل ولا ظل حايط"، النساء مستعدات لكل المغامرات من أجل الحفاظ على ظلهم من زحف النساء الأخريات. يسر أحد "الفقهاء" من حفظة القرآن "أكثر الحيطة نأخذها عندما نقوم بغسل الميت، فلا بد من التخلص من الصابونة والخرقة والإبرة، لأنها غاية تنشدها بعض النساء اللواتي يرغبن في سحر الرجال، فغسل الرجل بالصابونة يجعل يده لا ترتفع أبدا في وجه الزوجة"، هو حسب إفادته لا يصدق هذه الخرافة لكنه يحتاط كباقي "الطلبة"، "أوزيدون عائلة الميت كتبغي دفن معاه الصابونة والخرقة".
"التوكال"....الطريق الصامت نحو الموت المؤجل
"الرباك" الشريف م.أ. شيخ في عقده السابع، ثاقب النظرات وإن غارت عيناه في وجه غزته لحية فضية عشوائية، هو هنا في أحد أحياء الدارالبيضاء ليصحح أخطاء نساء أردن الوصول إلى قلوب الرجال، فلجأن إلى خلطات غريبة دست للرجال في الطعام أو خلطت في شراب ما، هو هناك لغسل مخلفات هاته الخلطات القاتلة، يقول بجرأة رغم خفوت صوته الذي يعكس وقارا من الصعب تحديد ان كان حقيقيا أم مصطنعا "تلجأ بعض النساء إلى إطعام الرجال بعض الأطعمة المهيأة بمواد "سحرية" معينة من إعداد فقيه أو امرأة ساحرة، فيتحول الأمر إلى (توكال)، يضر بصحة الرجل وأنا أقوم بإخراجه حتى ولو كان قديما".
يتحدث الشيخ من موقع العارف العالم بحرفته، وليس له من أدوات إلا شريط يقيس به تناسب طول أصابع اليد والساعد وكل اختلاف في القياسين دليل على وجود "توكال"، وكلما اتسع الفارق كلما كان التوكال قديما وقويا، الشيخ يبرر علميا عملية التشخيص بالقياس مرددا "شوف أولدي راه، التوكال كهد الأعصاب، و تكمش الجلد، والناس العاديين لي ممراضش، عبار صباعهم قد عبار ذراعهم ".
دواءه بسيط وغير مكلف، كل همه أن يدفع "المريض " بالتوكال " إلى الغثيان تم التقيؤ، يقدم مشروبا من أعشاب هو وحده يعرف نوعها ومصدرها، تحفز على التقيؤ ، والأغرب هي "وصفة" رأس الماعز المدهونة "بالصابون البلدي"، هو طعام أيضا يبعث على التقيؤ، وكيف لا، وهو مر، غير مستساغ، وتمجه الانفس، أعداد كثيرة حوله، في حلقات التقيؤ، عصارة معدات منهكة، مرارة الإفرازات الطبيعية، التي هي طبيعيا لزجة، لكن متماكسة، كخيوط المادة البيضاء لبيضة عادية، أفرازات المعدة وهي نفرغ من فراغ، إنزيماتها الهضمية، المتباينة من الاصفرار أو الإخضرار الداكن مع تماسكها اللزج، يخطف الألباب، و يسمي الجميع دون تردد هذا القيء اللزج" توكالا"، " الرباك" لا يناقش في مرجعيته ولا طبه الشعبي، فهو الذي يحدد عدد الحصص ويقرر إن تخلص الجسم من" التوكال المحتمل".
"التوكال" حسب الأطباء، إما تسميم غير مقصود لرجل من طرف زوجته أو خليلته قصد تقوية المحبة وتحصين العلاقة أو تسميم مقصود تنتقم به الفتاة من عاشق تخلى عنها أو حاسد من محسود، ويبقى عامة نوعا من التسمم البطيء يؤثر على الصحة والدماغ.
وهم " التوكال" مرض نفسي يشل حياة الواهم
بعض أطباء النفس يتحدثون عما يسمى رهاب "التوكال" الذي يجعل شخصا ما يعتقد أنه "موكل"، فينعكس ذلك على نشاطه اليومي ويسمم علاقاته اليوميه ، ورغم أنه يقوم بالتحاليل اللازمة التي تؤكد سلامته من أي "توكال"إلا أن الوسواس القهري يسيطر على عقله فيفقد الثقة في الطب ويصدق أن هناك سما/توكالا لا ترصده آليات الطب ومستعصيا على التشخيص الطبي، فيلجأ إلى "المقيئين" الذين يقدمون محفزات للقيء من أعشاب أو مواد مقززة فقط، كأكل رأس الماعز المطبوخ والمطلي بالصابون البلدي.. يكفي التفكير في هذه الوجبة للإحساس بالغثيان والرغبة في التقيؤ.
تتم تجربة وجبة التوكال في الحيوانات الأليفة من طرف المشعوذات والسحرة كالقطط والكلاب ويتتبعون حالتها بدقة تقول إحدى النساء "لا شفت شي مش غادى وكيطيح منو الزغب ودايخ عرف راه مجاربين فيه المسخوطات التوكال".
شفتي الحمار " لتحمير الرجال "
تتحدث شابة عاملة عن دجل النساء وطبعا من باب "سمعت" لم تتجاوز الثلاثين من عمرها في لباسها العصري وأريج عطرها الساطع، تتحدث عن ما تفعله الأخريات لا هي وتعتبر نفسها لا تلجأ إلى أساليب هي في غنى عنها، طبعا ما من امرأة تعترف "بخطيئة" السحر إلا لنفسها أو لصديقة حميمة لها تقاسمها نفس الهموم والمعاناة.... تتحدث هذه الشابة وتتظاهر بعدم الرضا عما سمعت وتسمع. تقول وهي تحاول بصعوبة السيطرة على خجلها "تأخذ المرأة خرقة حيض لضرتها أو منافستها وتهيئ منها ماء تضيفه إلى طعام قوي كالحريرة القوية الرائحة بالكرافس والمعدنوس أو وجبة من "المساخن" لرائحتها القوية أيضا تخفي المخلوطات الأخرى" وتضيف "لو أكل الزوج من طعام مخلوط بدم حيض الزوجة، عافها إلى الأبد"..
حلقة البوح بين الفتيات تتسع، ويبدو أنهن يستمتعن بالبوح والحكي، فهاته عالمة أخرى في سن الأربعينات، تشارك في هذا الإعتراف المجاني موارية فمها بأصابعها، ملوحة برأسها كأنها تهرب بنظراتها من عيون الأخريات " شوفوا كالو لي إلا دوزتي سكرة على لسان الحمار، وعمرتي بها براد ديال أتاي للرجل أولي بحال الحمار، شى شى، رى رى" ارتفعت قهقهاتهن وسط جلبة غريبة، لتقطعها أخرى "واعطيه غير الخبز لي بايت ف فم الحمار وتشوفي آش غادي ولي" ..
الفراقش والعظام خلطة من مطبخ الشيطان
خبز، بانيني، بوكاديوس، سكر.... وغير ذلك من الأطعمة التي تعتقد بعض النساء أنها إذا لمست شفتي الحمار تحولت إلى مادة "مخدرة" تجعل الرجل مثل الحمار. وللغرابة فهن يعتقدن مع الرأي المشترك غير العلمي أن الحمار بليد.
وتصف عزيزة وهي شابة متعلمة أفعال الأخريات بالسخافات، مستنكرة ذلك قائلة في ثقة" بعض "الهبيلات" يعتمدن على خلطات "العطار" كما وصفها الفقيه أو "السبوب"، وتمائم من صنع الساحرات "الشمطاوات" ترفق بمواد غريبة كعظام الكلاب و"فراقش" الحمير ومواد عفنة...."خانزة" وتؤكد في تناقض أن هاته العمليات قادرة فعلا على أن تحد من نشاط أقوى الرجال وتجعلهم يبحثون عن راحة البال فقط و أن لهذه الأساليب مفعولا غريبا على الرجال باعترافهم هم أنفسهم.
ولا تستطيع تفسير قدرة زميلة لها في العمل على احضار خليلها الموجود في مدينة أخرى الساعة التي تبدأ فيها بحرق "الشرويطة" المبللة ب"منيه" وحضر فعلا على وجه السرعة معتقدة، أن إحراق خرقة يستعملها الرجل بعد إقامة علاقة جنسية، يؤدي إلى اهتياجه وإشعال رغبة جامحة لا يستطيع لجمها إلا عند رؤية المرأة التي جامعها.
شمعة تحرق قلب الرجل
تحدثت في الموضوع امرأة ناضجة ودائما بلغة حسب ما سمعت أسلوب غريب لاستعادة الرجال وإحضارهم تو باستعمال الخرقة والماء "القاطع" والشمعة التي تحترق زمنا من الوقت، محاطة ببقعة من الماء "القاطع"، فيحترق قلب الرجل وتشتعل مشاعره. وتقول "والله حتى عاودو لي العيالات تيجي الرجل بحال المسطي، ويبقى يدور حدا الدار بحال الطروبمية.....شاعلة فيه العافية...ولدار هذ شي في عاشوراء، لا ضوس تطلع"..
خوصصة الرجال.....
بعض النساء لا يترددن في لجم شهوة الرجال، وحصر علاقتهم الجنسية على فراشهن فقط ، وذلك بالحد من النشاط الجنسي للرجال وتعطيله جزئيا أو كليا اعتمادا على أساليب غريبة ومضحكة أحيانا، فالقفل الذي يغلق مباشرة بعد الجماع يجعل الرجل عاجزا عن إقامة علاقة جنسية مع امرأة أخرى غير صاحبة القفل، مما يجعله عبدا لجسدها ولا يطمع في غيرها، وهناك دائما وراء هذا "التعطيل الجنسي /الثقاف" أداة تغلق وتفتح، قفل، علبة ثقاب، سكين مطوية، قرشال وعصا الرحى، والثقاف وسيلة لربط الرجل أو الإنتقام من مغامر وعد بالزواج امرأة وأدار ظهره لها.... وبعض الرجال يعتقدون اعتقادا قويا في قدرة هذه الأساليب على التأثير في القدرة الجنسية لهم، بينما تفيد آراء المختصين أن العملية لا تعدو أن تكون برمجة نفسية لفكرة قهرية / وسواس قهري مسيطرة تتحول إلى فعل بيولوجي، أي أن التأثير نفسي اعتقادي لا غير، في حالة ما تم استبعاد المعطى المرضي العضوي. ويلجأ بعض الرجال المصابين بالعجز الجنسي نفسيا أو عضويا إلى تحصين ذكورتهن بتبرير الوضع خرافيا خوفا من اهتزاز صورتهم الرجولية أمام زوجاتهن وأنفسهم...
لكن الذي لا يمكن تفسيره هو كيف يعجز رجل عن إقامة علاقة جنسية مع نساء أخريات بينما يستطيع إقامة علاقة مع امرأة واحدة معينة؟ تفسر بعض النساء هذا الوضع ب "الثاقف" بينما العلم يرى أن العلاقة الجنسية مشروطة بآليات نفسية عضوية والاستجابة قد يجدها الرجل مع امرأة دون أخريات وفق هذه المحفزات الجنسية ..... ا لله يكن في عاون النسا..
خوف حقيقي أم وهم مدمر يفسر لجوء المرأة المضطهدة في مجتمع ذكوري إلى هذه الأساليب للحفاظ على زوجها، أو كف بطشه، والسلوك ليس فعلا معزولا عن واقعها كامرأة راكمت الاضطهاد والخوف من مستقبل مجهول وتجارب مأساوية لنساء أصبحن بين ليلة وضحاها في الشارع رفقة أبنائهن بفعل تصرف طائش لرجل يغير النساء كما يغير جواربه، هذا الخوف من المستقبل وتاريخ العلاقات الزوجية المطبوع بالمآسي والأنانية الذي قد يقتفي رغبة عابرة ليزج بأسرته في الضياع، هو ما جعل بعض النساء يبحثن في الخرافة والدجل عن ضمانات نفسية واجتماعية لمحاصرة الخوف الجاثم على قلوبهن من أن يخسرن في لمحة بصر أزواجهن، خصوصا في زمن كانت فيه المرأة آخر من يعلم بطلاقها. مع المدونة الجديدة ومزيد من القوانين الحامية للزوجة والأبناء سيتم تبديد خوف النساء الذي يتحول إلى رُهاب يسمم حياتهن ويقض مضاجعهن فيلجأن إلى أساليب لتخفيف الضغط النفسي والاحتماء بالوهم....فهل تكفي المدونة لحماية النساء من فوبيا الغد المجهول، أبدا......حماية المرأة حسب المحللين من شرنقة "الدجل" لا يتوقف عند وعيها فحسب، بل بتقديم الضمانات لها اقتصاديا واجتماعيا وتشريعيا لحمايتها من نزوات رجال طائشة تبعثر حياتهن للأبد....