قال المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير مصطفى الكثيري، أمس الخميس بالجماعة القروية الهري بخنيفرة، إن معركة الهري التاريخية تشكل "مدرسة للوطنية" لأجيال الحاضر والمستقبل، وكذا مناسبة لاستحضار قيم الوطنية والتضحية في سبيل الوطن التي أبان عنها الوطنيون بالأطلس المتوسط وعلى رأسهم البطل موحى أوحمو الزياني . وأكد الكثيري، خلال مهرجان خطابي بمناسبة تخليد الذكرى المائوية لمعركة الهري الشهيرة ، أن هذا الحدث التاريخي الذي يشكل فرصة للحفاظ على قيم المواطنة، سيظل واحدا من أهم المعالم في تاريخ المقاومة الوطنية والنضال ضد الاحتلال الأجنبي.
وأبرز أن تخليد هذه الذكرى هو أيضا مناسبة لاستحضار التضحيات التي قدمتها ساكنة إقليمخنيفرة ومختلف مناطق الأطلس المتوسط من أجل استقلال البلاد، معتبرا أن الشهيد موحى أو حمو الزياني الذي كان على رأس المقاومين بالمنطقة ، هو بحق واحد من أكبر المقاومين بالمنطقة ورمز من رموز النضال الوطني، مضيفا " ونحن إذ نخلد هذه الذكرى فإننا بذلك نستحضر الملاحم البطولية وتضحيات شهداء النضال الوطني من أجل نيل الاستقلال والوحدة الوطنية والحفاظ على الهوية الوطنية والقيم الدينية والتاريخية والحضارية".
وأشار المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير إلى أن الشهيد موحى أو حمو الزياني، الذي التحق بالشهداء الأبرار يوم 27 مارس من سنة 1921 ، لم يدخر جهدا في نصرة إخوانه في كل ربوع المغرب منذ سنة 1908 ، إذ دفع برجاله في عدة معارك ضد الجيش الفرنسي لاسيما معارك الشاوية ومناطق زمور وزعير حيث قاتل هذا البطل بكل شراسة.
كما توقف عند ظروف هزيمة الجيش الفرنسي بمعركة الهري والخسائر الفادحة التي تكبدها في هذه المعركة .
ومن ناحية أخرى، ثمن السيد الكثيري مضمون الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى ال 39 للمسيرة الخضراء، مؤكدا على التعبئة المتواصلة لأسرة المقاومة وأعضاء جيش التحرير من أجل الدفاع عن الوحدة الوطنية للمملكة.
كما أشار السيد الكثيري إلى أن المملكة دخلت تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك عهدا جديدا من خلال إطلاق أوراش كبرى تروم تحقيق التقدم ومواصلة مسيرة الانتقال الديمقراطي، مؤكدا اعتزاز أسرة المقاومة وأعضاء جيش التحرير بالمبادرة المغربية الرامية إلى منح حكم ذاتي موسع بالأقاليم الجنوبية وإيجاد تسوية نهائية للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية .
وتم خلال هذا اللقاء، الذي حضره عامل إقليمخنيفرة السيد محمد علي أوقسو وعدد من أعضاء أسرة المقاومة وجيش التحرير والمنتخبين وفعاليات من المجتمع المدني وشخصيات أخرى مدنية وعسكرية ، منح إعانات اجتماعية ومالية لعدد من أفراد أسرة المقاومة ينتمون لإقليمخنيفرة، إضافة إلى توزيع جوائز على الفائزين في مختلف المسابقات والتظاهرات الثقافية والرياضية.
وأشرف الكثيري، بالمناسبة على تدشين نصب تذكاري يحمل أسماء شهداء المنطقة.
وبمنطقة أجدير (حوالي 32 كلم عن مدينة خنيفرة )، أشرف المندوب السامي على تدشين نصب تذكاري يخلد للزيارة التاريخية لجلالة المغفور له محمد الخامس ورفيقه في الكفاح جلالة المغفور له الحسن الثاني، وكذا للزيارة التي قام بها جلالة الملك محمد السادس لهذا الموقع التاريخي الذي أعلن منه عن إحداث المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية.