اثارت الكاتبة والمفكرة السوريّة عفراء جلبي، ردود فعل كثيرة على مواقع التواصل الاجتماعي بالانترنيت، وذلك مباشرة بعد إلقاءها خطبة العيد بمركز النور الثقافي في مدينة تورنتو الكندية.. ففي فجر أول أيام عيد الأضحى، حسب موقع "روزانا راديو" الذي اورد الخبر، توجّهت الكاتبة والمفكرة السوريّة، عفراء جلبي، إلى مركز النور الثقافي في مدينة تورنتو الكندية، وألقت خطبة العيد هناك، في خطوة، لم تسبقها إمرأة سورية إليها من قبل.
وشهد المكان وقوف المرأة والرجل جنباً إلى جنب، الخطيبة والإمام، وهو ما وصفته جلبي عبر حسابها على الفيسبوك، قبل ذهابها إلى تورنتو، بأنه جزء من جهادها ضد التطرف، للمحافظة على إسلام تحديه السابق والحالي، هو المساواة.
هكذا حملت جلبي أفكارها ووقفت على منبر، لا يُسمحُ إلا للرجال بالوقوف عليه، لتواجه ردود فعل متعددة.
بعد إلقائها الخطبة، كتبت المفكرة السورية على صفحتها في الفيسبوك: " شكر كبير لمن دعم وشجع وكتب كلاماً طيباً رقيقاً على خطبة العيد التي قدمتها اليوم في تورنتو"، مضيفةً: "وأما البقية الذين كانوا في حالة صدمة وقاموا بارتكاسات قوية، الله يسامحهم ويهدي قلوبهم، فأرى أنها بسبب محبتهم وغيرتهم على الحفاظ على إرث معين بفهم معين".
لم ترق الخطوة للبعض، وهو ما ظهر، من خلال تعليق أحدهم على كلامها: "للأسف هذا ليس من الإسلام في شيء"، وقول آخر متهجماً: " لم يعجبني الله ينتقم منك ومن يلي علمك الإسلام".
لكن، غاب عن المهاجمين، يضيف ذات الموقع، أن المفكرة السورية ترعرت دينياً على يد والدها المفكر الإنساني خالص جلبي، وخالها المفكر الإسلامي المعاصر، جودت سعيد.
جلبي التي ساهمت منذ عام 2000 بالعديد من التجمعات السلمية المعارضة للنظام السوري، وهي عضو في المجلس الوطني حالياً، أكملت كلامها على الفيسبوك بالقول :" من المهم جداً في هذه الأوقات أن نرفق ببعضنا حتى ولو رأينا أخطاءً ونتواصى بالحق ونتواصى بالصبر". مضيفة :" وأنا اجتهدت، فإن أخطأت فلي أجر الاجتهاد وإن أصبت فسأكون فتحت فسحة أمل وتشارك في حل تحدياتنا. الإسلام دين واضح المعالم وفيه مساحات هائلة تسمح لنا باجتهادات كثيرة ومصمم أن يكون قابلاً لتجليات عديدة في أمكنة وأزمنة مختلفة".
وكما كان لخطوة جلبي منتقدون، ثمة أيضاً العديد من المؤيدين والمشجعين لها، ممن أكدوا أهمية عملها، وانتظارهم لنسخة صوتية أو مصورة، حول الخطبة التي ألقتها.
ما فعلته المعارضة السوريّة، سبقتها إليه، الأميركية أمينة ودود، وهي أستاذة جامعية بالولايات المتحدة، حين أمّت بالمصلين عام 2005 في نيويورك، وتلقت تهديدات بالقتل، ولم يثنها ذلك، عن أداء خطبة الجمعة في اكسفورد وسط بريطانية، عام 2008، إذ واجهت بعدها، حملات كثيرة من رجال دين، كان بينهم، الداعية الإسلامي يوسف القرضاوي، الذي قال، إن ما فعلته ودود "بدعة منكرة".
سشار أن عفراء جلبي نشأت في بلدة بئر عجم بالجولان السوري، عام 1969، لأم شركسية وأب كردي، عاشت طفولتها، في بيئة مسلمة تنويرية، وأكملت دراستها في كندا، فحصلت على بكالوريوس في علم الإنسان والعلوم السياسية من جامعة ماكغيل، ودرجة الماجستير في الصحافة، من جامعة كارلتون...