قرر مسؤولو اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين، تأجيل الندوة الصحفية، التي كانت اللجنة تنوي تنظيمها الثلاثاء 16 من شتنبر الجاري بمقر النقابة الوطنية للصحافة المغربية، تحت شعار "المعاناة الاجتماعية لزوجات المعتقلين الإسلاميين" وذلك إلى وقت لاحق.
وعزا المنظمون تأجيل الندوة إلى التصريحات الأخيرة لخديجة الرياضي التي كانت مدعوة للتنشيط إلى ما قالته مؤخرا بأن العلاقة الجنسية الرضائية بين الرجل والمرأة، حتى خارج إطار الزوجية جائزا وعلينا الدفاع عليه.
تستغرب حقا عندما ترى المتناقضات تجتمع، وهي مسألة مرفوضة منطقا، فلا يجمع ضده ضد، لكن في المشهد السياسي والحقوقي والجمعوي المغربي تجتمع الأضداد، ليس من منطلق الإيمان بالاختلاف، ولكن من منطلق المصلحة.
فالضد لا يجتمع لضده، والإيمان بالاختلاف لا يقتضي الالتقاء والائتلاف، مادام لا يوجد ما يجمع بين نقيضين، ولكن الإيمان بالاختلاف هو احترام حق الآخر في الوجود.
في المغرب هناك العجب العجاب، يمكن أن تجد تقدمية ومتحررة اجتماعيا وتلبس الميني جيب وتدافع عن جبهة النصرة، التي ترى فيها واحدة من اثنين، إما مجاهدة نكاح أو فاسقة ينبغي إقامة الحد عليها، وإذا أردتم التأكد فاسألوا منسقة اللجنة الشبابية لدعم سوريا بالمغرب مع من التقت هي ورفاقها بتركيا.
أن تدافع عن الحق شيء مطلوب إنسانيا ونضاليا، لكن أن تنبري للدفاع عن الحق المتلبس بالباطل فتلك الطامة الكبرى، فهل الدفاع عن الإرهابي جزء من النضال الحقوقي، من الأولى الدفاع عن الإرهابيين أم الدفاع عن أمن الوطن؟.
هذا ما وقع بين اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين، التي يتزعمها قدماء معتقلي السلفية الجهادية، وبين خديجة الرياضي، الرئيسة السابقة للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، حيث ظهر أن اللقاء بينهما مجرد زواج مصلحة، تعثر على أول صخرة في الطريق.
لقد قررت اللجنة المشتركة تأجيل الندوة الصحفية التي كانت مقررة اليوم الثلاثاء تحت شعار "المعاناة الاجتماعية لزوجات المعتقلين الإسلاميين"، وذلك على خلفية التصريحات التي أدلت بها خديجة الرياضي لصحيفة النهار اللبنانية ودافعت فيها عن الجنس خارج مؤسسة الزواج.
وقف شيطان الجنيس وسط الطرفين، بين اليسارية التي تؤمن أن المرأة مجرد سند إيروتيكي للرفيق أو الرفاق، والثورة الجنسية سابقة على الثورة الاجتماعية والسياسية، وبين السلفية الجهادية، التي ترى في المرأة مجرد أداة للتمتع حتى عن طريق جهاد النكاح، وبين هذا وذاك هناك المرأة التي تعرف دورها الحقيقي في المجتمع بعيدا عن مهاترات المناضلين.