لم يجد الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بدا، خلال الاحتفال باليوم الوطني للمجاهد الجزائري الذي يتزامن مع ذكرى ثورة الملك والشعب بالمغرب، من استحضار التاريخ المشترك بين المغرب والجزائر إبّان فترة مقاومة الاستعمار الفرنسي. وهكذا بدا بوتفليقة، الذي كلف مستشاره محمد علي بوغازي بتلاوة رسالته نظرا لتدهور صحته، كمن يعزف على وتر التاريخ المشترك والعلاقات الجيدة التي كانت تربط المقاومة الجزائرية وشعب الجزائر بالشعب المغربي وعلى رأسه بطل التحرير المغفور له محمد الخامس، لمحاولة نسج علاقات الود والإخاء مع المغرب..
وقال بوتفليقة في رسالته، التي تناقلتها وسائل الاعلام الجزائرية مساء الاربعاء، إن بلاد المليون ونصف مليون شهيد ساهمت في فك الحصار على الملك المجاهد الراحل محمد الخامس وأسرته بمدغشقر، وذلك بعد نفيه إليها من طرف سلطة الحماية الفرنسية يوم 20 غشت 1953..
وجاء في خطاب بوتفليقة أن هجومات 20 غشت لعام 1955، التي نفذتها المقاومة الجزائرية بمنطقة قسنطينة، "ساهمت في ظهور بوادر البحث عن الحلول السياسية بين الحكومة الفرنسية والمغربية".
وأضاف بوتفليقة أن تلك العلمية "كان لها الأثر في فك الحصار على العاهل المغربي محمد الخامس وأسرته بمدغشقر"، وتحمل "دلالات تضامنية، خاصة مع الشعب المغربي الشقيق ومؤازرته في الذكرى الثانية لمحنة نفي الملك المجاهد محمد الخامس، طيب الله ثراه."
وقال بوتفليقة، في رسالته، ان ذكرى 20 غشت تعتبر "عربونا للأخوة والتضامن بين الشعبين المغربي والجزائري"، مضيفا ان مثل هذه التواريخ تبقى "أياما مشتركة تحدث عن وحدة المصير في السراء والضراء وتجعلنا نغض الطرف عن ركام الأيام العادية التي تحاول أن تنسينا إياها أو تجعلنا نخلط بين الأشياء الثابتة و المتغيرات".
واضاف الرئيس الجزائري ان تراكم التجارب النضالية لرواد الحركة الوطنية و"تلاحم الجزائريين مع المقاومين في كل من تونس والمغرب.. خلق وعيا بالتحرر شمل في عمقه وأبعاده كل المنطقة المغاربية".
وقال عبد العزيز بوتفليقة ، في إشارة إلى ما يتهدد المنطقة المغاربية من طرف الجماعات الإرهابية، ان استقرار دول الجوار "هو استقرار للجزائر وأمن لها"، مضيفا أن بلاده تعمل "بكل ما بوسعها لوقف الهيمنة وإراقة الدماء وتفكيك الأنظمة لأن في استقرار الجوار والتنمية والرفاه استقرارا لبلادنا وأمنا لها".
خطاب الرئيس بوتفليقة المعنون ب"فذكر إن نفعت الذكرى"، وإن كان يريد به مخاطبة المغرب والعزف على وتر التاريخ المشترك، فإن استلهام ما جاء فيه من مضامين من طرف سعادة الرئيس لمن شانه ان يضع النظام الجزائري على السكة الصحيحة ويدفع بالمسؤولين هناك بإعادة النظر في السياسة العدائية التي ينهجونها تجاه المغرب ووحدته الترابية، وهي لهم ولرئيسهم في المقام الاول بمثابة دعوة إلى التذكر وأخذ العبر او كما جاء في عنوان رسالة بوتفليقة: " فذكر إن نفعت الذكرى"..