تعمد بعض الصحف الإسبانية على عقد مقارنات دائمة بين المغرب والجزائر، فرغم الأموال الجزائرية المتدفقة بسخاء على جزء كبير من الصحافة الإسبانية، فإن هناك جزء اختار الموضوعية والاستقلالية، وهنا نعثر على مقالات جريئة، تنتقد النظام الجزائري، بل تتحدث عن الأمن في الجزائر التي تراه مهتزا، والذي يهم دول جنوب أوروبا. وفي سياق المقالات التي تنتقد الجزائر نختار مقالا واحدا صدر في صحيفة إسبانية الأسبوع الحالي، يتعلق بالصحفي الإسباني رامون مورينو كاستيا الذي قال إن الجزائر بلد "غير مستقر" سياسيا واجتماعيا ويصدر الإرهاب خارج حدوده.
ولم يعد أمر تصدير الإرهاب من قبل الجزائر موضوعا سريا، ولكنه أصبح حديث العام والخاص، وهو حديث التقارير المتخصصة، التي تشير جميعها إلى أن الجزائر ترعى الإرهاب، رغم أنها كانت ضحية له، وأنها هي حاضنة البوليساريو التي تحولت إلى حركة تتاجر في السلاح وتأوي الجماعات الإرهابية.
وأوضح مورينو كاستيا، في مقال رأي نشرته المجلة الإسبانية (أتلايار بين الضفتين) ضمن طبعتها على الانترنت، أن "الجزائر، التي لم تعش انتقالا سياسيا، بلد مضطرب يشجع ليس فقط الجماعات الإرهابية الجهادية، بل ويصدر الإرهاب خارج حدوده". وهو حكم ليس جزافيا، ولكن لأن الجزائر تستعمل الموارد البشرية الإرهابية لمحاربة جيرانها. وأضاف هذا الخبير في القضايا المغاربية، أن هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، قدمت، هي أيضا، في كتابها الأخير "هارد شويس" (خيارات صعبة) شهادة معبرة عن الجزائر "البلد المعقد"، معترفة بوجود لوبي قوي يدير البلاد، و"ورقة البوليساريو" التي يلعب بها النظام الجزائري باستمرار.
وبالتالي، يقول كاتب المقال، فإن مؤلف كلينتون يؤكد الاتهامات الموجهة للجزائر بتعبئة دبلوماسيتها ومواردها النفطية لأجندتها المعادية للمغرب، مضيفا أن الجزائر "لا تزال تحكمها الاستخبارات العسكرية" التي تخوض "حربا نفسية" لترويع السكان.
وبحسب هذا الصحفي الإسباني فإنه على الرغم من الموارد النفطية الهائلة التي تزخر بها البلاد، يعيش الشعب الجزائري "ظروفا معيشية أكثر بؤسا"، متسائلا حول مآل عائدات النفط في بلد غني لكن مليء بالفقراء.
وكي يكون الكاتب موضوعيا عقد مقارنة بين هذا البلد النفطي وبين المغرب، إذ قال لقد أضحى المغرب مرجعا عالميا في مجال الاستقرار والإصلاح والتنمية، فالتناوب السياسي، ودستور 2011، واحترام حقوق الإنسان والنمو الاقتصادي جعلوه في طليعة بلدان المنطقة المغاربية، مبرزا أنه منذ استقلالها أطلقت المملكة سلسلة تدابير لتطوير اقتصادها والانفتاح على العالم.
وخلص مورينو كاستيا إلى أن المغرب كرس خيار الانتخابات الحرة والديمقراطية، ويحترم بدقة نتائج الاستحقاقات، مبرزا جهود المملكة في مجال مكافحة التطرف الديني بالمنطقة.