عقد مجلس جامعة الدول العربية، اليوم الاثنين، اجتماعا طارئا على مستوى المندوبين الدائمين، برئاسة المغرب، خصص لبحث التطورات الأخيرة للقضية الفلسطينية في ضوء العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، ومتابعة قرارات مجلس وزراء الخارجية العرب الذي انعقد في 14 يونيو الماضي والسبل الكفيلة بدعم الشعب الفلسطيني،فضلا عن بحث جهود التهدئة في القطاع.
وشارك في هذا الاجتماع وفد فلسطيني ضم على الخصوص صائب عريقات، كبير المفاوضين الفلسطينيين، وعزام الأحمد، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ورئيس الوفد الفلسطيني في مفاوضات القاهرة حول التهدئة التي تجري برعاية مصرية بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وألقى سعيد الحاضي، الوزير المفوض نائب المندوب الدائم للمملكة المغربية لدى جامعة الدول العربية، الذي ترأس هذا الاجتماع، بحضور الأمين العام للجامعة، كلمة باسم المغرب الذي يترأس الدورة الحالية لمجلس وزراء الخارجية العرب، أبرز فيها الظرفية العصيبة بقطاع غزة الذي تعرض إلى دمار شامل راح ضحيته نحو ألفي شهيد وآلاف من الجرحى والمشردين والنازحين.
وأكد الحاضي أن هذا العدوان الإسرائيلي "لا يمكن تبريره أو إخضاعه لأي منطق اللهم منطق الاحتلال والعجرفة والتعنت الذي يميز سلوك الاحتلال الإسرائيلي الذي يقوم بعدوانه بشكل ممنهج ومحكم بغاية إضعاف إدارة الشعب الفلسطيني الصامد، وضرب وحدته الوطنية في الصميم وتدمير منشآته وبنياته التحتية وبالتالي قدراته الذاتية".
وقال في هذا الصدد " إننا لا نعرف لحد الآن نوعية الأسلحة المدمرة التي استعملها الاحتلال الإسرائيلي في تدمير غزة، والتي لم تراع حرمة المساجد والمدارس والمستشفيات والمنازل ولا الأطفال والنساء والشيوخ".
وطالب المجتمع الدولي وقواه الفاعلة ب" اتخاذ مواقف أكثر حزما وفاعلية لردع إسرائيل التي أصبحت بأفعالها تهدد السلم والأمن الدوليين والعمل على إلزامها بالتجاوب الفعلي مع إرادة السلام".
وقال ممثل المملكة المغربية في هذا الاجتماع الطارئ إن "المجتمع الدولي مطالب اليوم بالضغط على إسرائيل لرفع حصارها على القطاع والتعجيل بتقديم المساعدات الإنسانية وتوفير الاحتياجات اللازمة والضرورية للتخفيف من معاناة السكان الفلسطينيين في قطاع غزة".
وأكد أن المملكة المغربية، بصفتها رئيسة الدورة الحالية لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري، تتابع عن كثب التطورات الحاصلة في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية وفي كافة المنطقة العربية، وذلك بتنسيق وتشاور مع دولة الكويت رئيسة الدورة الحالية لمجلس الجامعة على مستوى القمة، ومع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.
وذكر بمبادرة جلالة الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس، منذ اندلاع أزمة قطاع غزة، بإصدار قراره السامي بإرسال مساعدات إنسانية عاجلة لفائدة السكان الفلسطينيين في القطاع ضحايا العدوان الإسرائيلي، ومنح الجرحى الفلسطينيين إمكانية تلقي العلاج والاستشفاء والرعاية الطبية في المغرب، مؤكدا أن هذه العملية يجري "التنسيق والتحضير لإتمامها".
وأشار في هذا السياق إلى أن المغرب بادر إلى الإعلان عن إقامة جسر جوي لنقل المساعدات الإنسانية والمعدات الطبية والأدوية إلى الهلال الأحمر الفلسطيني.
وأعرب في الختام باسم مجلس الجامعة العربية عن التضامن المطلق مع الشعب الفلسطيني في محنته الراهنة، وعن التأييد التام لحقوقه المشروعة من أجل إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، مؤكدا مساندة المجلس لكل الجهود الدبلوماسية الرامية إلى إنهاء العدوان على قطاع غزة وإلى تسوية القضية الفلسطينية على أساس الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
من جانبه، قد قدم الوفد الفلسطيني تقرير مفصلا أمام مجلس الجامعة حول آخر تطورات الأوضاع في غزة، وفي عموم الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتداعيات العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في كافة المناحي.
كما استعرض الوفد الفلسطيني الخطوات العربية الواجب اتخاذها من أجل دعم مطالب الشعب الفلسطيني وتوفير حماية دولية له.
وأحيط المجلس خلال هذا الاجتماع علما بسير المفاوضات غير المباشرة التي تتم بالقاهرة برعاية مصرية من أجل إقرار تهدئة دائمة في قطاع غزة.
وبهذه المناسبة، استعرض نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية الاتصالات والتحركات التي قامت بها الجامعة منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، خاصة مع الأطراف الدولية الفاعلة في هذا الشأن.