أكد أحمد عبادي الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، أمس الثلاثاء بباريس، أن المغرب ينهج مقاربة متوازنة تجمع بين التقاليد والانفتاح في مجال تدبير الحقل الديني. وأبرز عبادي، خلال ندوة نظمتها سفارة المغرب بفرنسا في موضوع "الأديان والتحولات المجتمعية" الدور الذي تضطلع به المؤسسات ومنها إمارة المؤمنين في ترسيخ هذه المقاربة،مذكرا بالاختيارات الأساسية للمملكة في هذا الميدان، والمتمثلة في المذهب المالكي والعقيدة الأشعرية والصوفية.
وتطرق عبادي الى الاصلاحات الرئيسية التي شهدها الحقل الديني بالمغرب منذ القرن العشرين، ومن ضمنها تأسيس الرابطة المحمدية للعلماء باعتبارها قوة اقتراحية.
وبعدما أكد على ضرورة الحفاظ على التقاليد مع تكريس الانفتاح على الآخر، ذكر عبادي برؤية المغفور له الحسن الثاني في مجال الحقل الديني، مضيفا أن الملك الراحل كان قد دعا خلال سنوات الثمانينات الى النهوض بالاجتهاد.
وقال عبادي إن من بين أعمال التجديد في هذا المجال هناك ما يتصل بالخطاب الديني، ولاسيما إحداث دار الحديث الحسنية، وتجديد النخب عبر إنشاء معهد تكوين الأئمة والمرشدات وهي التجربة التي حظيت باهتمام العديد من البلدان.
كما تناول المحاضر الجانب المتعلق بالحكامة حيث تم سنة 2004 أطلاق ورش اعادة هيكلة الحقل الديني.
من جهتهم، أكد باقي المتدخلين على أهمية البرنامج الذي اعتمده المغرب في مجال تكوين الأئمة، مبرزين أن هذا البرنامج يكرس مبادئ دين الرحمة والتسامح والتنوع.
وكان سفير المغرب بباريس شكيب بنموسى قد ذكر لدى افتتاحه الندوة بالتجربة الخاصة للمملكة في مجال تدبير الحقل الديني، مشيرا الى أن دستور 2011 يكرس الهوية المتعددة للمجتمع المغربي، ومبادئ الانفتاح والتسامح واحترام الآخر.