أكدت صحيفة الوسط البحرينية، اليوم الثلاثاء، أن الزيارة الأخيرة التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لتونس، "مثلت حدثا استثنائيا في تاريخ العلاقة بين البلدين الشقيقين"، بالنظر إلى ما انطوت عليه من "مكاسب على جميع المستويات وللبلدين وشعوب شمال إفريقيا عموما". واعتبرت الصحيفة أن هذه الزيارة "تمثل يدا مغربية وتونسية ممدودة لتفعيل مؤسسات اتحاد المغرب العربي، وخطوة أخرى في طريق الإعداد للقمة المغاربية المرتقبة في تونس في أكتوبر المقبل"، مؤكدة أن مثل هذه الزيارات تشكل "مفتاحا لإعادة تفعيل النظام المغاربي الذي تظل الحاجة إليه ملحة في ظل التكتلات العالمية وما يحركها من استراتيجيات عالمية للعولمة تنبني على الجمع ولا تستند إلى القوة الواحدة". وكتب سليم مصطفى بودبوس، في مقال بعنوان "حين يترجل الملك المغربي في شوارع العاصمة التونسية"، أن مثل هذه الزيارات "تفضح أعداء التقارب ممن حاولوا التشويش على هذه الزيارة بافتعال الأكاذيب واختلاق ما تتمناه أنفسهم المريضة من وجود خلافات بين القائدين في البلدين الشقيقين حول الموقف من الصحراء، ما دعا الرئاسة التونسية والديوان الملكي المغربي إلى تفنيد هذه المزاعم وإصدار بيانات تنفي قطعيا ما تداولته بعض الصحف ذات النوايا المبيتة بشأن هذا الخلاف المزعوم". وعلى النقيض تماما من ذلك، يضيف كاتب المقال، تأتي زيارة جلالة الملك لتونس "لتؤكد الدعم المغربي للشقيقة تونس على كافة الأصعدة (...) وتساهم في تيسير إنجاح الاستقرار والتوافق وإنجاح التجربة الفتية في تونس، لاسيما وأنه تتوفر فيها كافة شروط النجاح، خصوصا بما أظهره الفرقاء السياسيون في تونس من حرص على تسويق صورة ناصعة للثورة التونسية، وتأكيد كونها شأنا محليا لا يرقى إلى مستوى التصدير وإزعاج دول الجوار والمنطقة عموما".
وتحدث كاتب المقال، أيضا، عن الشق غير الرسمي للزيارة، معتبرا "ترجل شخصية سياسية في حجم العاهل المغربي في شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة تونس دون حراسة كبيرة تذكر (...) هو حقا المفاجأة بعينها، حيث قام بجولات احتك فيها بالمواطنين البسطاء من عامة الشعب".
وأردف أن جلالة الملك فند من خلال جولاته بتونس "الرعب الذي تتمادى بعض وسائل الإعلام في زرعه في قلوب الناس في داخل تونس وخارجها، بغاية تشويه صورة تونس وتقديمها للعالم بعد الثورة على أنها بلد الإرهاب والسلاح والموت".
وختم الكاتب مقاله بالقول: "نعم لقد قدم ملك المغرب دليلا للعالم كله أن التونسي أبعد ما يكون عن العنف والقتل، وأن ملكا في حجمه يستطيع الاختلاط بالبسطاء الطيبين من أبناء الشعب التونسي.