خصصت الصحف التونسية الصادرة امس الأحد حيزا ضافيا للزيارة التي يقوم بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى تونس، مسلطة الضوء على الخطاب الذي ألقاه جلالته، أمس السبت، بالمجلس الوطني التأسيسي، والاتفاقيات التي تم توقيعها بين المغرب وتونس في مختلف المجالات. وفي هذا السياق، كتبت صحيفة "المغرب" أن زيارة جلالة الملك "تأتي في الوقت المناسب، وهي فرصة لدعم الصلة بين البلدين"، مضيفة "أن أهم ما حملته هذه الزيارة هو توقيع الجانبين على 23 اتفاقية أهمها تلك المتعلقة بمكافحة الإرهاب والمخدرات".
وأشارت الصحيفة إلى أن 15 وزيرا وعددا من رجال الأعمال رافقوا جلالة الملك في زيارته التي تستمر ثلاثة أيام والتي "يطمح الجانبان في أن تكون مثمرة وتعود نتائجها بالنفع على الشعبين الشقيقين".
وأبرزت الصحيفة، التي أكدت أهمية لقاء جلالة الملك بكل من رئيس الجمهورية منصف المرزوقي ورئيس الحكومة مهدي جمعة ورئيس المجلس التأسيسي مصطفى بن جعفر، أن الخطاب الذي ألقاه جلالته بالمجلس "لقي ترحيبا من قبل نواب المجلس".
بدورها، أبرزت صحيفة "لابريس" أن خطاب جلالة الملك "لقي ترحيبا من قبل الحضور"، مشيرة إلى التصريح الصحفي الذي أدلى به وزير الشؤون الخارجية التونسي منجي حامد في هذا الصدد، حيث اعتبر فيه أن خطاب جلالة الملك "يحمل رسالة إيجابية، خصوصا حينما أعرب عن تقديره وإعجابه بتونس".
كما نقلت الصحيفة عن رئيس الحكومة السابق علي العريض قوله ، في تصريح صحفي، إن زيارة جلالته "أعطت دفعة للعلاقات الثنائية ومستقبل الاتحاد المغاربي"، مضيفا أن هذه الزيارة "ستليها لا محالة خطوات ملموسة في مسار دعم العلاقة بين البلدين".
وأضافت الصحيفة، نقلا عن نضال الورفلي الوزير المكلف بالملفات الاقتصادية والناطق الرسمي باسم الحكومة التونسية، الذي أشاد بخطاب جلالته، قوله، في تصريح مماثل، "نحن في حاجة لبلدان صديقة، وأمامنا فرص عديدة للتنسيق والتعاون بين البلدين في ميادين الصناعة والاستثمار والطاقة والتربية والصحة"، مضيفا أن أمام المغرب وتونس فرصا كبيرة وواعدة للدفع قدما بعلاقاتهما الثنائية نحو مستويات أفضل.
من جهتها، توقفت صحيفة "الصحافة" عند الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي وقعها المغرب وتونس في حفل أشرف على مراسمه صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس التونسي المنصف المرزوقي ، مشيرة إلى أن هذه الاتفاقيات شملت عددا من المجالات منها، على الخصوص، الامن والصحة والاقتصاد والسياحة والطاقة.
ونقلت الصحيفة عن وزير الشؤون الدينية منير التليلي التونسي قوله ، في تصريح صحفي إثر التوقيع على اتفاقية تعاون في مجال الشؤون الدينية والأوقاف مع نظيره المغربي أحمد التوفيق، إن "هذا التعاون هو الأول من نوعه بين البلدين من أجل الاستفادة من التجربة المغربية في تكوين الائمة والأطر الدينية".
كما أوردت تصريحا لوزير الاقتصاد والمالية التونسي حكيم بن حمودة، قال فيه إن "آفاق التعاون بين البلدين كبيرة في المجال التجاري والمالي والصناعي والبورصة"، موضحا أن "بين تونس والمغرب علاقات استراتيجية يجب الاستفادة منها لما فيه خير البلدين".
ومن جانبها، كتبت صحفية "الصباح" أن خطاب جلالة الملك في المجلس الوطني التأسيسي سلط الضوء على ضرورة استكمال بناء الاتحاد المغاربي، مبرزة تأكيد جلالته على وجود "تعطيل مؤسف" لاستكمال بناء الاتحاد وعلى ضرورة الارتقاء بالعلاقات بين تونس والمغرب إلى مستوى الشراكة النموذجية.
وتحت عنوان "جلالة الملك محمد السادس وبن جعفر يؤكدان الإرادة لتعزيز التعاون الثنائي وتفعيل الاتحاد المغاربي" ، كتبت صحيفة "الضمير" أن "جلالة الملك أكد خلال كلمته بالمجلس أن العلاقات الأخوية القوية التي تربط الشعبين التونسي والمغربي تضرب جذورها في أعماق التاريخ، وهي روابط روحية وإنسانية عميقة، قائمة على الإيمان بوحدة الانتماء والمصير المشترك"، مضيفة أن رئيس المجلس أوضح أن "تونس استفادت بشكل كبير من تجربة المغرب في الانتقال الديمقراطي وتركيز المؤسسات الداعمة للديمقراطية، ودعم حقوق الانسان على غرار الاستفادة من تجربته في مسار العدالة الانتقالية".
وتوقفت صحيفة "التونسية"، من جانبها، عند خطابي جلالة الملك ورئيس المجلس التأسيسي، مشيرة إلى أن جلالته أشاد في خطابه بمجهودات الرؤساء الثلاثة (الجمهورية والحكومة والمجلس) وبالحوار الوطني من أجل إنجاح الانتقال الديمقراطي ودعم دولة المؤسسات في إطار السيادة الوطنية رغم نزعات التطرف والارهاب.
وأضافت أن بن جعفر أكد في كلمته أن "ما يجمع تونس والمغرب رباط وثيق متصل عبر التاريخ يشهد به جامع الزيتونة بتونس وجامع القرويين بفاس".
وتطرقت صحيفة "الشروق" بدورها لمضامين خطاب جلالة الملك والذي أكد فيه "أنه لن يتأتى تحقيق تنمية شاملة لشعوبنا إلا بتوفير المناخ المناسب لإنجاز المشاريع الاندماجية الكبرى، خاصة استكمال إقامة منطقة التبادل الحر المغاربية، وبناء شبكات للربط تهم مختلف البنيات التحتية، وذلك لتسهيل حرية تنقل الاشخاص والخدمات والبضائع ورؤوس الاموال بين دول المغرب الكبير، مما سيمكن من فتح آفاق أوسع للتنمية، بما تعنيه من إفراز للثروات ولفرص الشغل، وخاصة بالنسبة للشباب".
وفي نفس الاتجاه، كتبت صحيفة "لوتون" أن جلالة الملك حرص على التذكير في خطابه أمام أعضاء المجلس الوطني التأسيسي، بأن "تونس تعد البلد المغاربي الوحيد الذي زاره أكثر من مرة"، مبرزة أن المغرب بات يمثل "جسر عبور نحو إفريقيا بالنسبة للاستثمارات التونسية".