بلغت الخسائر البشرية في صفوف القوات المسلحة المالية خلال المعارك الاخيرة التي خاضتها مع مجموعات مسلحة في كيدال شمال شرق البلاد وخسرت في اعقابها المدينة، حوالى 50 قتيلا. وقال وزير الدفاع المالي سوميلو بوبيي مايغا ، عبر التلفزيون الحكومي، انه "بالنسبة الى حصيلة" المعارك التي جرت بين 17 و21 مايو الجاري "لدينا حوالى خمسين قتيلا مع الاسف وحوالى اربعين جريحا بل 48 جريحا".
وأضاف وزير الدفاع المالي "في الجهة المقابلة لا نعرف كم هي الحصيلة ولكن نعرف انهم هم ايضا تكبدوا خسائر".
وكانت معارك قد دارت في كيدال (1500 كلم شمال العاصمة باماكو)، بين 17 و21 مايو الجاري، بين الجيش المالي وثلاث ميليشيات انفصالية هي الحركة الوطنية لتحرير ازواد (المتمردون الطوارق) والمجلس الاعلى لوحدة ازواد (شكله منشقون عن تنظيم جهادي) والحركة العربية الأزوادية.
وانتهت المعارك بانسحاب الجيش من المدينة التي باتت منذ ذاك الحين في ايدي المتمردين.
وقالت الاممالمتحدة ومصادر عسكرية في شمال مالي وشهود عيان في المنطقة ان خسارة القوات الحكومية لم تقتصر على كيدال بل شملت ايضا مدينة ميناكا (منطقة غاو جنوب كيدال) التي خسرها الجيش بدون معارك، وهو ما تنفيه الحكومة المالية.
وجدد وزير الدفاع المالي مساء امس الاحد نفيه لهذا الامر، مؤكدا ان الجيش موجود في كل مدن المنطقة باستثناء كيدال فقط. لكنه اشار الى ان هناك "تعايشا" بين الجيش والمتمردين في ميناكا (تبعد 660 كلم عن كيدال). وقال ان الجيش المالي ينسق مع "قواته الشريكة" في عملية سرفال الفرنسية ومهمة الاممالمتحدة في مالي (مينوسما) المنتشرة في اطار التدخل العسكري الدولي الجاري في البلاد.
وبدأت هذه العملية في يناير 2013 بمبادرة من فرنسا، واتاحت طرد المجموعات الاسلامية التي احتلت طوال عشرة اشهر بين 2012 ومطلع 2013 مناطق شمال مالي.
وأضاف مايغا "اننا نناقش مع قوة الامم المحتدة بما في ذلك حول مدينة ميناكا الخطوات التي يتعين القيام بها حتى لا يؤدي التعايش المفروض علينا في كيدال الى تدهور الوضع".
ووقعت الحكومة المالية والجماعات المسلحة المتمردة الكبرى الثلاث التي تسيطر على مدينة كيدال مساء الجمعة اتفاقا لوقف اطلاق النار بعد ساعات من المحادثات مع الرئيس الدوري للاتحاد الافريقي رئيس موريتانيا محمد ولد عبد العزيز.
من جهة اخرى، اعلنت القوة الدولية (مينوسما) في بيان انها عززت دورياتها في كل مدن الشمال الموجودة فيها. واشار البيان الى "اكثر من 80 دورية عسكرية" السبت والأحد بمساهمة وسائل جوية. وقال ان "شرطة الاممالمتحدة تنوي ايضا تسيير دوريات اضافية في مناطق الشمال".
وأوضح البيان انه "منذ يوليو 2013 قام جنود حفظ السلام في قوة وشرطة الاممالمتحدة ب14 الفا و700 دورية على جميع الاراضي المالية".
من جهة اخرى، اعلنت اللجنة الدولية للصليب الاحمر الاثنين انها قامت بزيارة خمسين شخصا تعتقلهم مجموعتان مسلحتان في كيدال منذ المواجهات الاخيرة في هذه المدينة.
وقالت اللجنة في بيان لها ان المعتقلين الخمسين هم "32 شخصا يعتقلهم المجلس الاعلى لوحدة ازواد و18 تعتقلهم الحركة الوطنية لتحرير ازواد".
وأكد كريستوف لودي، رئيس وفد اللجنة الدولية للصليب الاحمر في مالي، ان "مساعدات عاجلة (افرشة ومواد تنظيف) وزعت على الموقوفين وأتحنا للذين لم يتمكنوا بعد من الاتصال بعائلاتهم ان يتصلوا بهم هاتفيا".
وأضاف "ايا تكن اسباب اعتقال هؤلاء الاشخاص، يجب احترامهم. وهم يحتاجون ايضا الى الماء والمواد الغذائية والعناية الصحية".
وأعربت اللجنة الدولية للصليب الاحمر عن "الامل في ان تتمكن من ان تقوم في الايام المقبلة" بتكرار هذه الزيارات للمعتقلين للتأكد من ان جميع هؤلاء الاشخاص يحصلون على معاملة جيدة، كما جاء في البيان.