يبدو أن قدر قادة جبهة البوليساريو للارتزاق والاحتجاز أن يرحلوا تحت وقع الحرائق التي أصبحت "موضة" النضال المحتجزين الصحراويين في مخيمات العار. فلا تكاد القيادة تطفئ حريقا حتى يشتعل آخر، وكل الأخبار الواردة من المخيمات تفيد أن الاحتقان في تزايد مستمر وأن رصيد القيادة تحت الصفر، كما أن الفئات المحتجة أصبحت متنوعة ولا تستثني أحدا. فقد خرجت أخيرا المرأة الصحراوية للاحتجاج على الاستغلال البشع للمرأة الصحراوية في القوادة التي تمارسها القيادة، كما تم تنويع أساليب الاحتجاج وآخرها حرق خيم الاحتجاز وسيارات المرتزقة. وآخر حادث تم تسجيله أخيرا، يتعلق بمواجهات عنيفة أعقبت اعتقال الشاب الصحراوي لحسن الغيلاني، بناء على تعليمات ما يسمى والي مخيم العيون حاما البونية، وذلك إثر قيام الشاب الصحراوي بمباشرة أعمال بناء محل تجاري بدون ترخيص بدائرة الحكونية..
وعقب اعتقال الشاب المذكور نظم أفراد عائلته ومجموعة من الصحراويين من مخيمات الاحتجاز وحوالي 400 شخص وقفة احتجاجية أمام مقر ما يسمى ولاية العيون طلبا للقاء الشخص المذكور. ومباشرة بعد وصوله إلى مكان الاحتجاج على متن سيارته من نوع طويوطا ، قام المشاركون في الوقفة برمي الوالي الدمية بالحجارة قبل ان يلتحق بهم شباب آخرون ليتعدى العدد 400 محتج، قاموا بعدها بإضرام النار في سيارة الوالي ومقر الولاية ورشق عناصر أمن المرتزقة التي تم استنفارها لفض هذه الحركة الاحتجاجية التي دامت الى غاية الساعة الحادية عشرة والنصف ليلا بعد مفاوضات مع مسؤولي "البوليساريو" عبد القادر طالب عمر ("الوزير الاول" للجمهورية الوهمية") ، حاما سلامة (ما يسمى ب"وزير الداخلية") و ابراهيم احمد محمود (ما يسنى ب"كاتب الدولة المكلف بالمستندات و الأمن")..
ولم يعد الوضع في المخيمات يتحمل أكثر مما هو عليه الآن، خصوصا وأن قيادة المرتزقة تستغل مأساة المحتجزين للسعاية الدولية، وتمنعهم من الخروج من وضع المأساة والسفر في الأرض بحثا عن الرزق، حيث قامت قوات الدرك الحربي الجزائري الحامية للبوليساريو بإطلاق النار على شباب صحراويين كانوا يحاولون الالتحاق بموريتانيا فقتلت اثنين منهم.