تزداد يوما عن يوم حدة الاحتجاجات في مخيمات الاحتجاز التي تسيطر عليها جبهة البوليساريو، والتي تمنع الصحراويين من الخروج من المخيمات قصد البحث عن الرزق كما تحرمهم من المساعدات الإنسانية التي تسرقها قيادة الجبهة، وأصبحت الوسيلة الوثيرة لدى الصحراويين للتعبير عن رأيهم وتحديد مطالبهم هي الكتابات على الجدران، حيث لا يمر يوم دون أن تجد البوليساريو كتابات تطالب برحيل القيادة التي باعت نفسها للجزائر. فخلال يومي السابع والثامن من الشهر الجاري تم اكتشاف كتابات حائطية في مستوصف ومدرسة 17 جوان في دائرة جديرية وكذا على حائط منزل في دائرة الفارسية وتطالب هذه الكتابات برحيل والي المخيم إدا إبراهيم حمايم وتضامنا مع المحتجين بمخيم الرابوني. كما تم ضبط كتابات بما يسمى ولاية السمارة تطالب برفع الحصار عن تجارة الصحراويين "شباب ولاية السمارة يريد رفع الحصار عن التجارة" و"شباب ولاية السمارة يتضامن مع المحتجين أمام وكالة غوث اللاجئين" وبدائرة الفارسية تم العثور على كتابات من قبيل "شباب التغيير فرع مخيم السمارة يطالب برحيل رمز الفساد بهذا المخيم الوالي إدا حمايم". وتتجه الأوضاع في مخيمات تندوف نحو الأسوإ، فالتوتر مازال مستمرا بالمخيمات بسبب حالة القمع الذي تفرضه جبهة البوليساريو على المحتجزين في مخيمات تغيب فيها أبسط شروط العيش، وقد قرر عبد الحي ولد ليمام ولد جولي ومعروف ولد حمدي الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام تنديدا بالأوضاع المزرية التي يعيشانها هناك رفقة باقي المحتجزين، ونظرا لتدهور حالتهما الصحية قامت منظمة غوث اللاجئين بنقلهما مرتين إلى المستشفى غير أن الشابين ما زالا بالرغم من ذلك يخوضان إضرابهما عن الطعام إلى حين تحقيق مطالبهما. وسبق للمحتجين أن كتبوا شعارات على الجدران للتعبير عن رفضهم للأحوال المعيشية اللاإنسانية التي يعيشونها في المخيمات وحالة الحصار التي يفرضها عليهم قادة البوليساريو عسكريا واقتصاديا وإعلاميا لإجبارهم على الخضوع لإملاءاتهم، وذلك بعد أن قيدت حريتهم وبات محظورا عليهم التعبير أو التجمع وحتى التنقل داخل المخيمات. هي إذن فصول من القمع العسكري والإقصاء الاجتماعي الذي يفرضه قادة البوليساريو على مغاربة المخيمات، قمع طفح إلى السطح وتفجر دوليا بعد أن أقدم الجيش الجزائري على إطلاق نار كثيف على شابين صحراويين مغربيين بمخيمات تندوف، توفيا على إثرها في الحال وهو ما أدى إلى انطلاق احتجاجات واسعة مطالبة بفتح تحقيق نزيه وعادل في هذه الجريمة النكراء. واتسعت رقعة الاحتجاجات والمواجهات المباشرة بين المحتجزين بمخيمات تندوف ومليشيات البوليساريو في الآونة الأخيرة، حيث دخل مخيم "الداخلة" ضمن لائحة المناطق التي أعلن شبابها انتفاضته ضمن قيادة الرابوني والجيش الجزائري.