كتبت مجلة (ناشيونال إنتريست) الأمريكية، اليوم الأربعاء، أن التنمية المشتركة تشكل "حجر الزاوية" في دبلوماسية صاحب الجلالة الملك محمد السادس تجاه إفريقيا، معتبرة أن الجولة الأخيرة لجلالة الملك بالعديد من البلدان الإفريقية "خير دليل" على هذا الالتزام الملكي لفائدة الاندماج الاقتصادي للقارة. وأوضح كاتب المقال، أحمد الشرعي، ناشر وعضو مجلس إدارة العديد من مراكز التفكير الأمريكية، "أن التنمية المشتركة تشكل دعامة أساسية لدبلوماسية جلالة الملك، ولاستراتيجية تفعيل التعاون الاقتصادي الذي اعتمده جلالة الملك تجاه إفريقيا"، مشيرا إلى أن الزيارات المتتالية لجلالة الملك إلى كل من مالي والكونغو والسينغال وغيرها من البلدان الإفريقية تعكس الأهمية التي يوليها جلالته إلى التعاون الإقليمي.
ولاحظت المجلة أن "الاهتمام المشترك لكل من الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي بإقامة شراكات "عبر الأطلسي و"عبر الهادي" يمكن أن يؤثر على مكانة بلدان الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط في استراتيجيات التعاون الاقتصادي، مضيفة أن هذا الأمر ينطبق أيضا على بلدان إفريقيا جنوب الصحراء التي تحاول إقامة تعاون اقتصادي وسياسي وأمني لرفع مختلف التحديات التي تجابهها.
وبخصوص مكافحة الإرهاب، اعتبر كاتب المقال أن هذه "المعركة"، إذا ما كللت بالنجاح، فلا يجب أن تقتصر على التعاون الأمني والانتشار العسكري، معبرا عن أسفه إزاء الموقفين الأمريكي والأوروبي اللذين يميزان على ما يبدو بين الاعتبارات الاقتصادية والأنشطة العسكرية والاستخباراتية.
وأوضح كاتب المقال في هذا السياق، أن المغرب، تحت قيادة جلالة الملك، دعا منذ عدة سنوات إلى تبني مقاربة "شاملة"، ترتكز بالأساس على تعزيز التعاون الاقتصادي، مع توفير "بدائل سلمية" لمواجهة زحف التطرف الديني الذي يغذي الإرهاب.
ولدى تطرقها للآفاق الاقتصادية للمملكة، أشارت مجلة (ناشيونال إنتريست) إلى أن المغرب اختار منذ استقلاله مسار الاندماج في نسيج الاقتصاد العالمي عبر إبرامه اتفاق شراكة مع الاتحاد الأوروبي سنة 1990، وتوقيعه لاتفاقية للتجارة الحرة مع نفس التجمع الإقليمي سنة 2000، كما أبرم اتفاقا مماثلا مع الولاياتالمتحدة سنة 2006.