عاش بعض زعماء العالم والدول العربية سنة 2011، التي لم يعد يفصلنا عن نهايتها سوى 15 يوما، على أعصابهم، فهناك من عصفت به رياح الثورات وهناك من نكل بجثته شر تنكيل. والبداية هذه السنة كانت من تونس، حيث أعطى محمد البوعزيزي اشارة الثورة التي انتهت بفرار الرئيس زين العابدين بنعلي إلى السعودية، حيث أدانه القضاء التونسي،غيابيا، بعشرات السنوات سجنا على الجرائم التي ارتكبها في حق الشعب التونسي. وتجري حاليا دراسة الإجراءات قصد تسليمه إلى القضاء التونسي لتنفيذ العقوبة.
وغير بعيد عن تونس كانت سنة 2011 مقدم خير على المصريين، الذين قادوا ثورة منذ 25 يناير، انتهت في الأخير بالإطاحة بالرئيس محمد حسني مبارك الذي عمر في منصب رئيس الجمهورية عقودا من الزمن.
وبعد مصر، جاء الدور على ليبيا التي لم تكن في يوم من الأيام لتنتفض لولا رياح الربيع العربي التي هبت بقوة على طرابلس، وفجرت ثورة أعنف من تلك التي اندلعت في الجارة تونس والشقيقة مصر.
فسالت دماء كثيرة سنة 2011، لكن في ليبيا تمكن الثوار من قتل معمر القذافي في الأخير، والإعلان عن تحرير التراب الليبي من قبضة دكتاتور أحمق، ملأ الدنيا بحماقاته وهفواته.
وأمام النهاية المأساوية للزعيم الليبي معمر القذافي، اضطر الرئيس عبد الله صالح، إلى توقيع مبادرة الخليج لتسليم السلطة في اليمن، بعد إراقة دماء لن تجف إلا بعد سنوات.
وفي السودان ايضا، ما تزال المحكمة الدولية تطالب برأس عمر البشير، الرئيس السوداني. وغير بعيد عن السودان والمنطقة العربية، نفس مصير القذافي ينتظر بشار الأسد الذي تفنن هذه السنة في تقتيل ودبح شعبه، والتنكر أمام عدسات الكاميرات عن جرائمه.
ويبدو أن بشارا يسير أيضا نحو حبل المشنقة، كمصير الرئيس العراقي الراحل، الذي حوكم ثم أعدم في مشهد لن ينساه أحد.
ولعلها سنوات عجاف، مر بها مجموعة من رؤساء العالم وقادته على مر عشر سنوات، منهم من نجا بأعجوبة، ومنهم من هلك وتحول إلى رماد، حتى نسيه الناس.
واليوم تناقلت مختلف وسائل الإعلام الغربية والعربية، خبر الحكم على الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك، بتهمة تبديد أموال عمومية والتلاعب في وظائف وهمية.
وهو ما ينم على أن القطر العربي أو الاسلامي ليس هو الوحيد الذي عاش زعماءه سنوات عجاف، وإنما الأمر يمتد إلى دول غربية أخرى، كفرنسا ورومانيا التي أعدمت في السابق زعيمها نيكولا تشاوشسكو، والدور أكيد قادم على قادة آخرين.