"فدرالية حقوق النساء": نأمل أن تستوعب مراجعة مدونة الأسرة مطالب الحركة النسائية    مجلس الحكومة يتدارس أربعة مشاريع مراسيم    أ. الدشيرة يفوت على ا. يعقوب المنصور فرصة الارتقاء للصدارة    تنزيلا للتعليمات الملكية.. هيئة مراجعة مدونة الأسرة تكشف عن التعديلات المعتمدة وهذه أهمها    "على سلامتكم".. وهبي: لا يحق للزوج التعدد إلا في حال عقم الزوجة وتحديد سن الزواج في 18 سنة    أول دواء مستخلص من «الكيف» سيسوق في النصف الأول من 2025    النصيري يرفض الانتقال إلى النصر السعودي على سبيل الاعارة            الإعلان عن تشكيلة الحكومة الفرنسية الجديدة    عودة نحو 25 ألف سوري إلى بلدهم منذ سقوط نظام الأسد    الصين تكشف عن مخطط جديد لتطوير اقتصاد الارتفاعات المنخفضة    مبعوث الأمم المتحدة: الصراع الجديد في شمال شرق سوريا ينذر بعواقب وخيمة    تركيا: مقتل 12 شخصا على الأقل في انفجار في مصنع ذخيرة    مستشار الأمن القومي بجمهورية العراق يجدد موقف بلاده الداعم للوحدة الترابية للمغرب    مدونة الأسرة.. علماء المغرب وافقوا على 7 تعديلات منها "اقتسام الأموال المكتسبة" و"الحضانة للمطلقة"    العصبة تكشف عن مواعيد مباريات الجولة ال17 من البطولة الاحترافية    "فيفبرو" يعارض تعديلات "فيفا" المؤقتة في لوائح الانتقالات    برقية تعزية من الملك محمد السادس إلى أفراد أسرة المرحوم الفنان محمد الخلفي    الملك محمد السادس يهنئ رئيس المجلس الرئاسي الليبي بمناسبة عيد استقلال بلاده            مدونة الأسرة ترفع سن للزواج إلى 17 سنة و"تمنع" تعدد الزوجات        مختص في النظم الصحية يوضح أسباب انتشار مرض الحصبة بالمغرب    دعوات برلمانية إلى تحديد السن القانوني الرقمي ب16 عاما    وعكة تدخل بيل كلينتون إلى المستشفى    "الاتحاديات" يشدن ببلاغ الديوان الملكي    التامك يحث على مواجهة الإكراهات    "بيت الشعر" يقدم "أنطولوجيا الزجل"    الفتح يقسو على "الكوديم" بخماسية    المغرب يشارك في أشغال الدورة الأولى لمجلس وزراء الأمن السيبراني العرب بالرياض    موظف بالمحكمة الابتدائية بطنجة خلف القضبان بتهمة النصب وانتحال صفة    موانئ الواجهة المتوسطية: انخفاض بنسبة 17 بالمائة في كمية مفرغات الصيد البحري عند متم نونبر الماضي    "نيويورك تايمز": كيف أصبحت كرة القدم المغربية أداة دبلوماسية وتنموية؟    اختطاف المخيم وشعارات المقاومة    دياز يثني على مبابي.. أوفى بالوعد الذي قطعه لي    "بوحمرون" يستنفر المدارس بتطوان    أخبار الساحة    تقديم «أنطولوجيا الزجل المغربي المعاصر» بالرباط        بمناسبة رأس السنة الأمازيغية.. جمهور العاصمة على موعد مع ليلة إيقاعات الأطلس المتوسط    تواشجات المدرسة.. الكتابة.. الأسرة/ الأب    الجزائريون يبحثون عن متنفس في أنحاء الغرب التونسي    "سونيك ذي هيدجهوغ 3" يتصدر ترتيب شباك التذاكر    إدريس الروخ يكتب: الممثل والوضع الاعتباري    تصنيف التنافسية المستدامة يضع المغرب على رأس دول المغرب العربي    إعلامية فرنسية تتعرض لتنمر الجزائريين بسبب ارتدائها القفطان المغربي    الأخضر يفتتح تداولات بورصة الدار البيضاء    شركات الطيران ليست مستعدة للاستغناء عن "الكيروسين"    مواجهة نوبات الهلع .. استراتيجية الإلهاء ترافق الاستشفاء    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عجائب وغرائب القذافي
نشر في خريبكة أون لاين يوم 27 - 10 - 2011

قالها القذافي قبل 4 سنوات " سوف يأتي يوم و سيسقطون جميع حكام العرب وعندما أسقِط أنا سوف تذكرون كلامي" وقالها في الدوحة سنة 2008 "صدام راح و الدور جاي عليكم كلكم"
وقتها ضحك كل الحكام العرب، ولد عام 1942، وحكم ليبيا 42 عاما .،
قام بانقلابه في 1969 ، ومات وعمره 69 ولد في سرت ومات فيها بدأ حكمه بثورة وقتل نتيجة ثورة
لنتدبر هذه الآيات
وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء وَأَنذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُواْ رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُّجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُواْ أَقْسَمْتُم مِّن قَبْلُ مَا لَكُم مِّن زَوَالٍ وَسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأَمْثَالَ وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ
سورة إبراهيم
موت القذافي هل هي بداية لعهد جديد في ليبيا
استُقبل نبأ مقتل معمر القذافي باحتفالات عارمة عبر ليبيا وفتح الباب للتأمل في باقي الدول المغاربية
استيقظت ليبيا الجمعة على عهد جديد بعد أزيد من اثنين وأربعين سنة من حكم معمر القذافي. وكان الناطق باسم المجلس الوطني الانتقالي عبد الحفيظ غوقة قد صرح الخميس 20 أكتوبر أن الإعلان عن تحرير البلاد سيتم خلال "ساعات قريبة جدا".
وأضاف الناطق الرسمي ونائب رئيس المجلس الانتقالي أن القذافي قُتل "على أيدي الثوار" الخميس أثناء محاولته الفرار من سرت.
وفي تصريح للصحفيين ببنغازي، قال غوقة "نعلن للعالم مقتل القذافي على أيدي الثوار إلى غير رجعة عن ليبيا والعالم ووجه الأرض، بعد أن طال رأسه أيدي الثوار، ولقي مصيره الذي يستحقه مثل باقي الجبابرة والطغاة".
وجاء نبأ القبض على القذافي في الوقت الذي كان مقاتلو المجلس الوطني الانتقالي يقومون بعملية تمشيط أخيرة في الحي السكني الثاني بالمدينة، آخر معقل للموالين له في كافة أنحاء ليبيا.
وأفادت تقارير أن حوالي 40 سيارة تُقلّ شخصيات بارزة من النظام ومقاتلين موالين للقذافي فرّت من الحي وطاردتها قوات المجلس الوطني الانتقالي حسب قول القادة. ولم تكشف التقارير عن وجود القذافي في هذا الموكب الكبير.
وقال غوقة "أخيرا انتهى الطغيان والديكتاتورية، وطُويت هذه الصفحة بالنسبة لليبيين والعالم أجمع. ما يسعدنا هو وقف نزيف الدم لشبابنا وثوارنا في الجبهة".
وغمرت موجة الاحتفالات ليبيا. وتكاثف إطلاق الرصاص في سماء بنغازي تعبيرا عن الأفراح، فيما يتلقى بعض المواطنين العلاج في المستشفيات إثر تعرضهم لجروح خلال الاحتفالات.
وعرفت طرابلس مشاهد مماثلة حيث توافدت الحشود على ميدان طرابلس. وأطلقت النساء الزغاريد التي امتزجت بالغناء والأهازيج وأطلقت السيارات العنان لأبواقها ورقص الشباب على الطريق، كما غمرت الألعاب النارية سماء العاصمة. ورفع البعض أعلام الاستقلال، ورشوا العطر والروائح على المارة ووزعوا الحلوى.
كما رفع بعض الأهالي صور الشهداء وجابوا الشوارع وهم يهتفون "دم الشهداء ما يمشيش هباء".
محمد عبد السلام من الزنتاني قال "نحن سعداء جدا بسقوط الطاغية، ونحن لن نبقى هكذا سنرجع إلى أعمالنا ونبني ليبيا الحرة الجديدة". وقال رفيقه على الزنتاني "عندما أتذكر قصف قوات القذافي للزنتان وما حدث اليوم يمتلكني شعور بفرح سعيد ونشوة الانتصار لأننا انتصرنا على طاغية شتمنا ونعتنا بالجرذان ونحن شباب نتطلع للحرية وليبيا أمنا ووطننا".
محمد بن شعبان قال "يوم الفرح يوم الانتصار يعم الفرح قلبي الآن حقا أنا حر وسعيد ولن نرضى بأي آخر يقوم بمثل ما فعله القذافي".
الشاب محمد المصراتي قال "أنا سعيد وفخور جدا بأن ثوار ليبيا هم من قتلوا القذافي ولم يقصف ويمت من قبل طائرات حلف الناتو".
المغرب الكبير يتأمل تداعيات مقتل القذافي ،بيد أن الردود جاءت مختلفة شيئا ما في الجزائر التي توترت علاقاتها مع المجلس الوطني الانتقالي بعد منح الجزائر اللجوء لأفراد عائلة القذافي.
الناطق باسم الشؤون الخارجية عمار بلاني قال "نأمل أن يُكرس العهد الجديد الذي ينتظر الليبيين للمصالحة بين الأشقاء الليبيين وتحقيق كل التطلعات المشروعة للديمقراطية وسيادة القانون والازدهار".
فيما تابع سياسيون آخرون ومواطنون تطور الأحداث بقلق.
حركة مجتمع السلم ذات التوجه الإسلامي قالت في بيان لها أصدرته الخميس أنه على الليبيين الابتعاد عن "مشاعر الثّأر والانتقام وتصفية الحسابات"، في إعادة بناء البلاد.
من جهته قال عادل بن ثامر، رجال أعمال "صحيح أن القذافي يستحق الإعدام. لكن هل الطريقة التي قتل بها القذافي من الإسلام في شيء؟ لكن ما قام به الثوار لا يختلف كثيرا عما كان يقوم به القذافي من خلال طريقة قتلهم".
ويرى الباحث في الشؤون الأمنية محمد صميم "أن رحيل القذافي يعنى فتح صفحة جديدة في ليبيا". وأضاف أنه بإمكان السلطات الجديدة أن "تذهب بالشعب الليبي نحو حقبة جديدة من الرخاء والمصالحة أو الدخول في صراعات من أجل السلطة وتصفية حسابات قديمة قد تعصف بالدولة الليبية الجديدة".
وبخصوص العلاقات المستقبلية بين الجزائر وليبيا قال صميم "الوضع الجديد في ليبيا يستدعي التعاطي معه بحكمة من الطرفين لإزالة التراكمات التي طغت على العلاقات بين البلدين، من خلال تسوية إشكالية الأمن على الحدود وبحث قضية تسليم أفراد عائلة القذافي المتواجدين بالجزائر".
في غضون ذلك في تونس مهد "الربيع العربي"، انضم اللاجئون الليبيون إلى مواطنيهم في الاحتفالات. ولم ينس بعضهم شكر تونس على مساندتها للثورة الليبية.
الشاب الليبي صلاح قال "نحن لن ننسى دور تونس في نجاح الثورة الليبية "، مضيفا "لقد استقبلنا التونسيون بكل رحابة صدر وفتحوا لنا بيوتهم "وقال صلاح "إن اليوم هو يوم تاريخي لكل الليبيين وكل المغاربيين، فنحن سنبني مغربا كبيرا جديدا يلم شمل كل الأخوة المغاربيين دون استثناء".
فيما أعرب بعض المراقبين عن قلقهم فيما قد يحدث بعد عهد القذافي. الصحفي والمحلل السياسي نبيل الشاهد قال إن الوضع الحالي "سيمثل حقل ألغام بالمعنى السياسي والأمني" لأنه قد يكشف عن تراكمات الأربعين سنة الأخيرة.
وقال "ستبرز على السطح كل المتناقضات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية في ليبيا مع ما يمثله ذلك من خطر على بلد نفطي تتربص به كل الدول التي تريد أن تتمعش من دورها المفترض في إسقاط هذا النظام".
من ناحية أخرى، أثار الشاهد شبح المخاطر الأمنية والانقسامات بين "تيارات إسلامية تدعي دورا كبيرا في الثورة وتيارا علمانيا ترعرع خارج ليبيا وله موقفه الخاص من مستقبل البلاد".
حسان علية مواطن تونسي قال "ما حدث في ليبيا اليوم هو اغتيال سياسي لرجل يعرف الكثير. كان الأحرى بالثوار أن يحرصوا على بقائه حيا لأن هذا الرجل وإن كان مجرما فإنه مستودع أسرار لحقبة كاملة من التاريخ العالمي والعربي تتجاوز 40 سنة".
وفي موريتانيا، أبدى المراقبون المحليون قلقا حول تداعيات مقتل القذافي على الوضع الأمني في الساحل.
في هذا الصدد، قال الصحفي والخبير في الفكر السلفي ربيع ولد إدومو "وفاة الديكتاتور معمر القذافي ستساهم في وضع حد للأساليب التي استخدمها في محاربة العقليات التقدمية: كضخ الأموال لنشر الفكر المتطرف ومساعدته للديكتاتوريين في المنطقة ودعم الصراعات المسلحة في إفريقيا".
بدوره قال زين ولد عبد القادر، أستاذ جامعي، إن "أسطورة" القذافي شبيهة بأسطورة أسامة بن لادن في أفغانستان. وقال "وفاته قد تكون مكسبا سياسيا للثوار، لكن تداعياتها لن تتوقف بالنسبة لبلدان الساحل".
وختم ولد عبد القادر بالقول "يمكننا القول ببساطة إن القذافي كشخص قد مات، لكن تأثيره السلبي سيبقى لفترة نظرا لتسرب وانتشار الأسلحة وانتشار فكره الثوري والإرهابي".
عطوان الناتو على اتفاق مع المجلس الوطني الليبي
وقد أكد عبد الباري عطوان أن إعدام القذافي بتلك الطريقة البشعة كان مبرمجا شيئا ما بين المجلس الوطني الليبي الانتقالي وحلف الناتو ، فقد تزايدت الأدلة والبراهين التي تؤكد وجود اتفاق مسبق بين انصار المجلس الوطني الليبي الانتقالي، وقادة دول حلف الناتو، على تصفية العقيد القذافي وابنائه والمقربين منه جسدياً، وعدم اعتقالهم أحياء،والقصد من ذالك كان تجنب تقديمهم الى محاكمات عادلة، يمكن ان تؤدي الى كشف أسرار وملفات لا يريد هؤلاء ان تظهر الى العلن، خاصة تلك المتعلقة بتعاون أجهزة الأمن الغربية مع النظام السابق، في قمع وتعذيب واغتيال شخصيات ليبية معارضة.
الصورة لا تكذب يقول عطوان ، خاصة اذا كانت تسجيلاً حياً، وشاهدنا أشرطة بثتها قنوات فضائية تظهر الزعيم الليبي السابق وهو يسير على قدميه، ويستعطف معتقليه الرحمة به، وعدم قتله، مثلما شاهدنا صوراً حية لابنه المعتصم وهو ملقى على الأرض يحرك يديه ولا نقطة دم واحدة على جسمه، ثم في صور اخرى وقد تحول الى جثة هامدة، وثقب كبير بين صدره وعنقه، قال الطبيب الشرعي الذي فحص جثمانه انه نتيجة عملية قتل بسلاح ثقيل، وأكد انه جرى اعدامه بعد اعدام والده برصاصة في الرأس. والشيء نفسه حصل للواء ابو بكر يونس جابر وزير الدفاع.
السيدة صفية فركاش ارملة المرحوم تقدمت بطلب رسمي الى الامم المتحدة للتحقيق في ظروف اعدامه، واعلن مكتب الامم المتحدة لحقوق الانسان عن عزمه اجراء تحقيق في مقتل الزعيم الليبي بعد اعتقاله حياً.
اللافت ان جميع قادة المجتمع الغربي الحر الذين لم يتوقفوا عن القاء محاضرات علينا حول كيفية احترام حقوق الانسان، وتطبيق حكم القانون، لم يعترضوا على عملية الاعدام هذه بل باركوها. وعلينا ان نتخيل كيف سيكون موقف هؤلاء لو ان حركة المقاومة الاسلامية 'حماس' قد اعدمت الجندي الاسرائيلي غلعاد شليط ومثلت بجثته، وسحلته في شوارع قطاع غزة.
نعم معمر القذافي كان مجرماً دموياً، نكّل بأفراد شعبه، وحرمهم من ابسط سبل العيش الكريم، وهم اناس احرار، شرفاء، سمتهم التواضع والكرم وعزة النفس ويرضون بأقل القليل، ولكن هذا لا يعني ان يعامل بالطريقة التي كان يعامل فيها خصومه ومعارضيه الذين يطالبون بالقضاء العادل واحترام الحد الادنى من مبادئ حقوق الانسان وقيمها.
شخصياً اصبت بصدمة وانا أرى بعض العناصر التابعة للمجلس الوطني الانتقالي تنهال ضرباً وبالأحذية على رأس رجل جريح، وتجره على الأرض، وتضاعفت هذه الصدمة عندما جرى عرض جثمانه وولده المعتصم في حاوية قذرة في مصراتة امام المارة، وكأن لا حرمة للموتى.
يجادل البعض من المسؤولين في ليبيا 'الجديدة' ان قتله يعفي من اجراءات قضائية معقدة، قد تطول وتؤثر سلباً على العملية الانتقالية، وبناء مؤسسات الدولة، ولكن هذا الجدل واصحابه ينسون انهم يريدون ان تكون هذه المؤسسات ديمقراطية، اساسها العدالة وحقوق الانسان والحكم الرشيد. ولا نعتقد ان عمليات الاعدام للزعيم الليبي الراحل ورجاله تستقيم مع هذه التطلعات.
يواصل عطوان شككنا منذ البداية في نوايا حلف الناتو وتدخله في ليبيا، ليس لأننا ضد حماية ابناء الشعب الليبي من مجازر القذافي ورجاله، فهذه مهمة سامية نؤيدها بقوة، وانما لأننا ندرك ان هذا التدخل يأتي لأسباب اخرى غير انسانية، واستعمارية في الاساس.
أليس غريباً ان تستمر عمليات حلف الناتو وغاراته لما بعد سقوط طرابلس العاصمة، وانهيار نظام العقيد القذافي، ولجوء حفنة من انصاره الى مدينتي سرت وبني وليد، وذلك تحت ذريعة حماية المدنيين الليبيين.. اي مدنيين يتحدث عنهم هؤلاء، فهل الذين كانت تقصفهم طائرات حلف الناتو في المدينتين هم من انصار المجلس الوطني الانتقالي، او المعارضين لنظام الطاغية؟
لم يكن من قبيل الصدفة ان يعلن حلف الناتو وقادته، انتهاء مهمتهم في ليبيا بعد اقل من 24 ساعة من مقتل الزعيم الليبي ونجله ووزير دفاعه، فمهمة الناتو لم تكن في الاساس لحماية المدنيين، فهذه ذريعة، ولا تغيير النظام، واما قتل رأس النظام ايضاً.
بإعدام العقيد القذافي بالطريقة الدموية التي شاهدنا، وشاهدها معنا العالم بأسره، تكون ليبيا طوت صفحة سوداء في تاريخها ، ولكن المأمول ان تكون الصفحة الجديدة التي تنوي فتحها اكثر بياضاً، عنوانها التسامح والترفع عن النزعات الثأرية والانتقامية، التي لمسنا ابشع صورها في تصفية رموز النظام السابق.
صحيح ان ليبيا تملك المال، بل الكثير منه، حيث هناك اكثر من 160 مليار دولار مجمدة أودعها النظام السابق في حسابات اوروبية وامريكية، ودخل سنوي من عوائد النفط في حدود 50 مليار دولار سنوياً، والمال ربما يسهل، بل يعجل بحل الكثير من المشاكل، ولكن يظل سلاح المال هذا قاصراً وغير فاعل اذا لم يتم ترميم الوحدة الوطنية بسرعة، وتحقيق المصالحة، وبالتالي التعايش بين مختلف القبائل والمناطق، بروح بعيدة عن منطق المنتصر والمهزوم.
الإعلام العربي، والفضائي منه على وجه الخصوص، لعب دورا كبيرا في تزوير الكثير من الحقائق، وخرج عن المهنية مرات عديدة، وهذا لا يعني ان الاعلام الغربي كان افضل حالا، وقد آن الأوان لكي يكفر هذا الاعلام عن اخطائه ،ويعمل من اجل الحفاظ على وحدة ليبيا الترابية ، وتعزيز أواصر التلاحم بين ابناء شعبها الواحد.
نخشى على ليبيا من التقسيم والتفتيت، مثلما نخشى عليها من عدم الاستقرار، والغرق في حروب داخلية، حتى بعد إعدام العقيد القذافي،وهناك العديد من المؤشرات التي تعزز هذه المخاوف، حيث فوضى السلاح والخلافات بين الليبراليين والاسلامييين، والمشارقة والمغاربة، وهي مخاوف عبّر عنها قادة في نظام الحكم الانتقالي الجديد انفسهم.
العقيد القذافي لم يجد أحداً يتعاطف معه، واذا كان هناك من متعاطفين في الداخل والخارج فهم قله خجولة، لا تجرؤ على اظهار تعاطفها، لان سجل الرجل الدموي لم يكسبه الكثير من الاصدقاء، والمأمول ان يكون حكام ليبيا الجدد عكسه تماماً، وان لا تحركهم الاحقاد والثارات، وان كنا حذرين جداً في الاغراق في التفاؤل، بعد ان شاهدنا عدالة الخارجين عن القانون تطبق ضد من يختلفون معهم، وهم في ابشع لحظات ضعفهم وانهيارهم.
من ليبيا الى سورية.. بشار سيرحل و لكن ليس غدا
على حبل المشنقة.
زين العابدين فر بروحه من تونس في اللحظة الاخيرة.
حسني مبارك في قسم مغلق في مستشفى.
لا احد يمكنه أن يخمن اذا كان موته سيأتي قبل أن يقرر القضاة حكمه.
الدكتاتور اليمني علي صالح اصيب بشدة في محاولة اغتيال وخيل للحظة اننا تخلصنا منه ولكنه مصر على الامساك بالحكم.
معمر القذافي امتشق من انبوب المجاري وصفي تصفية كلب مصعور .
القاسم المشترك: عميان عن رؤية الواقع، الدكتاتوريون الذين لم يعرفوا كيف يشخصون لحظة الحقيقة انتهوا بطريقة لم يحلموا بها. من الصعب التصديق انه لم تمر سنة منذ اندلاع الربيع العربي، واذا بهم ينصرفون ثلاثة حكام عرب، ويترنح اثنان آخران، واسامة بن لادن يصفى، والمتظاهرون لا يتركون الميادين. من الطبيعي فقط الاشارة الان الى بشار الاسد. من يتذكر أنه أعد لنفسه حياة مهنية لطبيب عيون متنقل بشراكة زميل سعودي واستعد لحياة ملياردير؟ العالم تأثر به، وفي سوريا طوروا اوهاما عن حياة جديدة بعد الدكتاتورية العنيفة لابيه، حافظ الاسد، الى أن شرحوا لبشار كيف ينبغي له أن يتصرف وكيف أنه لا حاجة له لان يأبه بالمواطن الصغير، وتبددت الاحلام في ظل موجات الاعتقالات وعربدة الفساد. وقد تعلم كيف يكذب، فتح جبهة مع الملك السعودي، دخل في مغامرات مع مفاعل نووي وتلقى ضربة، فتح سورية أمام قاتلي جنود امريكيين في العراق وفجأة بطريقته غير الذكية، عشق السلطة.
بعيون غربية، أنهى بشار حياته السياسية قبل أربعة خمسة اشهر، ويغلق على نفسه، في زمن مستقطع، داخل القصر. ومثل سجنائه، لا يمكنه أن يخرج من المكتب الا في مناورات تضليل، ومحيطه يحذر من حمام دماء. لا جدال في أن القيادة في دمشق لن تتنازل بسهولة، وحتى اذا كان الاسد يريد الانصراف فانه اسير في أيدي أصحاب الامتيازات.
اسم اللعبة: البقاء بقوة العصابة التي تحتفظ بالرئيس رؤساء الطائفة العلوية، قادة الجيش والاجهزة، التجار الذين اغتنوا من الارتباط بين المال والسلطة ويجنون الملايين من التهريب. واضح لكل واحد منهم انه اذا ما حزم الاسد حقيبته، فانهم سيسيرون نحو المجهول.
بشار هو الاخر يفهم بان هذه ليست سوى مسألة وقت. المواطن السوري لا يصدق أي كلمة له، والاصلاحات التي يقترحها ولدت متأخرة جدا وهي معوزة لكل مؤشر بتغيير حقيقي. ليس له حليف في العالم العربي. الغرب ينظر اليه بعين شاذة، وهو يحمل جهاز التوقيت. مجلس الحكم البديل يجتمع خارج سوريا بتشجيع أمريكي، واستضافة تركية ورفقة من الاسرة الاوروبية.
حتى اشعار آخر، الحرس الثوري الايراني مجند لحمايته. سوريا بشار هي ملعب لطهران، مسار قصير لحزب الله، بوابة أخيرة لعصابات الارهاب. من جهة، غزل خالد مشعل وقيادة حماس دمشق للحكم العسكري المصري وقصر الملك الاردني يشهد على ما يعرفونه عن وضع بشار. من جهة اخرى تلقى مشعل ضوء أخضر من الايرانيين للبحث عن عنوان جديد. هذا جيد لحماس، هذا مجدٍ لايات الله. وكما يبدو الامر، فان أربعة الاف متظاهر صفوا في ميادين سورية بالدم البارد والالاف الذين اختفوا في سبعة اشهر لا يبررون بعد تحويل سورية الى ساحة مواجهة مع ايران.
بقدر ما هو معروف، فان عشيرة الاسد هربت الكثير من ملايين الدولارات الى جنوب امريكا، وهي ستكفي بشار، اسماء واطفالهما الثلاثة ليعيشوا في مستوى معيشي مدلل على مدى سنوات طويلة. ولكن التجربة من سنة الربيع العربي تفيد بان الدكتاتوريين لا يدركون لحظة الحقيقة. دون تدخل قوات اجنبية لا أمل للسوريين في التخلص من بشار. هو على بؤرة الاستهداف، هو سيرحل، ولكن اذا لم يرتكب الخطأ الذي سيكلفه حياته، فان هذا لن يحصل غدا أو بعد غد.
جثة القذافي شرحت وستسلم لقبيلته...
ووفاته نجمت عن عيار ناري ومعركة بين المسلحين الليبين حول من يحصل على مكافأة الامساك به
اعلن المسؤول في المجلس الوطني الانتقالي احمد جبريل ان السلطات الليبية الجديدة ستسلم جثة معمر القذافي الى اقربائه.
وقال جبريل لوكالة 'فرانس برس'، 'ان القرار اتخذ لتسليمه الى عائلته الكبيرة، لانه لا يوجد اي فرد من عائلته المباشرة في الوقت الحاضر'.
وقال طبيب شارك في تشريح جثة الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي لرويترز إن القذافي توفي متأثرا باصابة ناجمة عن عيار ناري.
وتابع 'من الواضح أن وفاته ناجمة عن اصابته بعيار ناري'. ولم يذكر أي تفاصيل عما إذا كانت الوفاة ناجمة عن الطلق الناري على ما يبدو في الناحية اليسرى من رأس القذافي.
واستطرد 'هناك عدة مسائل أخرى. علينا رفعه (التقرير) إلى النائب العام. كل شيء سيعلن ولن يتم اخفاء أي شيء'.
جاء ذلك فيما أفادت صحيفة ديلي 'ستار صندي' أن معركة تجري بين المسلحين الليبيين الآن حول من يحصل على مكافأة المليون جنيه استرليني لمن يعتقل العقيد القذافي أو يقتله.
وقالت الصحيفة إن شاباً ليبياً في العشرين من العمر تقدم للحصول على المكافأة التي خصصها رجال أعمال ليبيين للمساعدة على انهاء 42 عاماً من حكم القذافي. واضافت أن محمد بيبي صوّر نفسه وهو يمسك بالمسدس الذهبي من طراز براوننغ 9 ملم الخاص بالقذافي بعد القبض على الأخير وقتله، لكن مسلحين آخرين من قوات المعارضة الليبية ادعوا أيضاً أنهم لعبوا دوراً في القضاء على الزعيم الليبي السابق، أو قدموا معلومات حيوية أدت إلى اعتقاله.
ونسبت الصحيفة إلى مصدر أمني قوله 'إن كل واحد من هؤلاء يزعم أنه ساهم في العثور على القذافي ولعب الدور المحوري في اعتقاله، والشخص الذي سيحصل على المكافأة سيصبح واحداً من أغنى الناس في ليبيا بفضل هذا الحجم من المال'.
واضاف المصدر 'هناك بعض الخلاف في الوقت الحالي حول من سيحصل على المكافأة، لكن الأمر متروك للمجلس الوطني الانتقالي الحاكم حالياً في ليبيا لاقرار من هو المؤهل للحصول على المليون جنيه استرليني'. الى ذلك صرح وزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند ان 'سمعة' السلطات الليبية الجديدة 'لطخت بعض الشيء' بسبب مقتل الزعيم الليبي السابق العقيد معمر القذافي في ظروف لا تزال غامضة.
وقال في مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) ان 'الحكومة الليبية الناشئة ستفهم ان سمعتها في العالم لطخت بعض الشيء بسبب ما حصل' مضيفا 'أنا اكيد انها ستكون راغبة في توضيح هذا الامر بشكل يتيح تحسين واعادة بناء سمعتها'.
وقال هاموند انه يرغب في ان يتم فتح تحقيق بمقتل الذافي الذي اعتقل حيا عند سقوط مدينة سرت، مسقط راسه. واضاف 'بالتاكيد ليست تلك الطريقة التي كنا نرغب في ان تحصل الامور بها'. واوضح 'كنا نرغب في ان تتم محاكمة العقيد القذافي وخصوصا امام المحكمة الجنائية الدولية وان يرد على افعاله المسيئة ليس فقط في ليبيا وانما اعمال الارهاب العديدة التي دعمها وقام بها خارج ليبيا، والتي اوقعت بالنسبة لنا في بريطانيا العديد من الضحايا'.
وكان الوزير البريطاني يشير خصوصا الى اعتداء لوكربي الذي اوقع 270 قتيلا في 1988 ومقتل الشرطية البريطانية ايفون فليتشر التي قتلت باطلاق نار مصدره السفارة الليبية في لندن عام 1984.
الأسئلة التي تطرح نفسها بحدة
لماذا تم قتله الآن الم يكن من الأجدى أن يقدم إلي محاكمة ليبية عادلة حيث يمكننا معرفه كل جرائمه السابقة ومن ثم يقدم إلى المشنقة حيث يلقى حتفه.
ولماذا هذا التشهير والتمثيل بجثته الم ينهنا ديننا الحنيف عن التشبيه بجثث الموتى.
________________________________________


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.