عبر العالم عن تخوفه من عودة الإرهابيين المقاتلين بسوريا إلى بلدانهم حيث أصبحوا يشكلون خطرا، بعد أن علمتهم الحرب الجديدة تقنيات كثيرة في الإرهاب. وقد أعلن جيمس كلابر مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية إن الحرب في سوريا أوجدت "كارثة تنذر بشر مستطير" وإنه مقتنع بأن الوثائق التي تتحدث عن وقوع تعذيب وقتل في الصراع الدائر هناك صحيحة.
وأشار كلابر ومسؤولون آخرون إلى سوريا بوصفها مصدرا لعدم الاستقرار في المنطقة وأيضا خطرا على البلدان الأوروبية والولاياتالمتحدة. وقال كلابر أن تقديرات عدد قوات المعارضة السورية الآن تتراوح من 75 ألف مقاتل إلى 115 ألف مقاتل وأنهم ينتظمون في أكثر من 150 جماعة "تتباين تباينا واسعا في اتجاهاتها السياسية".
وأضاف "إننا نعتبر ما يتراوح بين 20 ألفا منهم وربما ما يصل إلى 26 ألفا متطرفين. وهم مؤثرون تأثيرا لا يتناسب مع أعدادهم لأنهم من بين أكثر المقاتلين فاعلية في ميدان المعارك". وقال كلابر أن من بين 7500 مقاتل أجنبي ينحدرون من 50 بلدا يوجد بعض مقاتلي تنظيم القاعدة الذين شاركوا في الحرب في أفغانستان وباكستان ويتطلعون إلى الهجوم على أوروبا وكذلك الولاياتالمتحدة. المشكلة لا تتعلق فقط بالمقاتلين الذي جذبتهم الحرب في سوريا بل بالتكنولوجيا والتقنيات التي تعلموها هناك والتي "تمثل تهديدا على دفاعاتنا".
وفي حالة الأمريكيين فليس كل الذين ذهبوا إلى سوريا من السوريين- الأمريكيين أو المسلمين وبحسب المسؤول "فليس هناك هدف واحد، فبعضهم ذهب للدفاع عن عائلاتهم وآخرون ذهبوا لمواجهة ما رأوه عدوانا شيعيا، وبعضهم ذهب لقتال الأسد، فيما سافر آخرون لهدف إنساني وانجذبوا هناك للتطرف". ويضيف المسؤول أن البعض سافر وبنيته الانضمام للجهاد العالمي وآخرون من الباحثين عن المغامرة.
و قامت "أف بي أي" بتدقيق ومراقبة عدد من الذين عادوا من سوريا. وفي الوقت الذي تم استبعاد عدد من المراقبة وكونهم يمثلون تهديدا، لكن آخرون لا يزالون تحت الرقابة. وكان مدير "أف بي أي" جيمس بي كومي قد أكد في تصريحات صحفية أن متابعة الذين عادوا من سوريا أصبح أولوية. وتم توجيه تهم في العام الماضي لإريك هارون (31 عاما) من مدينة فونيكس بتهم تتعلق بقتاله في صفوف جبهة النصرة، واعترف هارون بارتكابه أعمال غير القتال وتم إطلاق سراحه في شتنبر.
وفي ماي قتلت نيكول فلين (33 عاما)، وهي فتاة أمريكية من مدينة فلينت، ميتشغان اعتنقت الإسلام وتزوجت سعوديا، أثناء وجودها في مناطق المقاتلين، شمال- غرب سوريا. وبحسب أرقام نشرها مركز مائير أميت للمعلومات الأمنية والإستخباراتية والذي له علاقة وثيقة مع الجيش الإسرائيلي فهناك 2100 و70 أمريكيا قاتلوا في سوريا.