قال مسؤولون في أجهزة الاستخبارات ومكافحة الإرهاب الاميركية أن هناك مجموعات مرتبطة بتنظيم القاعدة، تسعى لتجنيد وتدريب أميركيين للعودة إلى الولاياتالمتحدة والقيام بعمليات إرهابية داخل الأراضي الاميركية. وأكد المسؤولون لصحيفة "نيويورك تايمز" الاميركية أن هذه المحاولات مازالت في طورها الاول، وأنها اّخر انعكاسات الحرب الأهلية في سوريا، بعد امتداد خطرها (المتمثل في الجماعات الجهادية والمسلحة) من أوروبا ليشمل الولاياتالمتحدة أيضا.
وأوضح المسؤولون لأول مرة أن هناك أكثر من 70 أميركيا سافروا أو حاولوا السفر للقتال بجانب صفوف المعارضة السورية، منذ اندلاع الحرب هناك قبل ثلاثة أعوام.
وأكد جيمس كومي، المدير العام للمباحث الفيدرالية "اف بي أي" أن مراقبة وتتبع الاميركيين العائدين من سوريا باتت على رأس أولويات فرق مكافحة الإرهاب في الإدارة.
وأضاف "الإدارة حريصة على ترشيد المراقبة، والحذر من التحدث أو مراقبة أو توجيه الاتهام للأشخاص الخاطئين".
وتصاعدت التخوفات داخل أروقة الأجهزة الأمنية الاميركية حول مجموعة من الأميركيين الذين عادوا مؤخرا إلى الولاياتالمتحدة، لوجود شبهات حول تلقيهم بعض التعليمات أو الارشادات من قبل زعماء الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة في سوريا.
ورجحت أجهزة مكافحة الإرهاب الاميركية تلقي هؤلاء الاميركيين تدريبات عالية المستوى في سوريا، وهو ما تطلب وضعهم تحت المراقبة على مدار الساعة، بحسب ما أفادت مصادر أمنية.
وقال مسؤول أمني رفيع المستوى، رفض الكشف عن اسمه، أن التعامل مع الأميركيين في سوريا من قبل تنظيم القاعدة يتم تحت ظروف خاصة، بحيث تنظم لهم محاضرات ودروس منفصلة لتجهيزهم فكريا ورفع استعدادهم نفسيا وتأهيلهم للقيام بعمليات داخل الولاياتالمتحدة في المستقبل.
ورفعت الاجهزة الامنية والاستخباراتية الاوروبية، في الاّونة الاخيرة، من مستوى تعاونها في مجال تداول المعلومات مع نظيرتها في واشنطن، على خلفية ازدياد أعداد الاوروبيين المقاتلين بين صفوف تنظيم القاعدة في سوريا.
وقال محللون أن أكثر من 1200 مواطن أوروبي انضموا للجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة في سوريا منذ اندلاع الحرب، فيما أكد جيليز دي كرخوف، منسق مكافحة الإرهاب في الاتحاد الاوروبي، في بيان أصدره مؤخرا، أن الموجة الأولى من العائدين من سوريا قد وصلت إلى دول الاتحاد بالفعل، وأن هناك حالات مازالت تكرر السفر إلى سوريا والعودة عدة مرات.