اعتبر وزير الامن الداخلي الاميركي جي جونسون الجمعة ان سوريا باتت "مسألة امن قومي" بالنسبة الى الولاياتالمتحدة واوروبا. وقال الوزير الاميركي في اول خطاب له بعيد تسلمه مهامه في اواخر كانون الاول/ ديسمبر ان "سوريا كانت موضوع النقاش الاول لهم 'للدول الاوروبية' ولنا".
واضاف غداة عودته من اجتماع عقد في بولندا لوزراء الداخلية في فرنسا والمانيا وبريطانيا واسبانيا وايطاليا وبولندا، "نركز على مسألة المقاتلين الاجانب الذين يتوجهون الى سوريا" مضيفا "استنادا الى عملنا وعمل شركائنا الدوليين نعلم ان اشخاصا من الولاياتالمتحدة وكندا واوروبا يتوجهون الى سوريا للقتال في معارك النزاع" هناك.
وتابع الوزير الاميركي في كلمته التي القاها امام مركز التحليل ويلسون سنتر "وبالطريقة نفسها يحاول متطرفون بشكل نشط تجنيد غربيين وادلجتهم واعادة ارسالهم الى بلدانهم الاصلية لتنفيذ مهمات متطرفة".
واضاف "لسنا وحدنا قلقون ان حلفاءنا الاوروبيين قلقون جدا ونحن مصممون بشكل جماعي على القيام بما يلزم" موضحا ان مديري وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية "سي اي ايه" والشرطة الفدرالية "اف بي اي" يتشاركان ايضا في هذا القلق.
وحذر مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية "جيمس كلابر" في وقت سابق من زيادة الخطر من المقاتلين الأجانب فى سوريا وتهديدهم لدولهم الأصلية فى أميركا الشمالية وأوروبا والشرق الأوسط، مؤكدا التقدير الأخير بأن عدد هؤلاء يصل إلى 7 آلاف مقاتل.
وفى شهادته أمام لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ، قال "كلابر" إن دول أوروبا والشرق الأوسط أكثر قلقا من خطر عودة هؤلاء المقاتلين لتنفيذ عمليات "ارهابية" فى بلادهم، بعدما رصدت الاستخبارات الأميركية مراكز تدريب لهم فى سوريا.
وتقدر أجهزة الاستخبارات الأميركية المختلفة، 16 جهازًا، أن المقاتلين الذين تصفهم اميركا بأنهم "متطرفون" يشكلون ما بين ربع إلى ثلث مقاتلى المعارضة السورية البالغ عددهم ما بين 75 ألفًا وأكثر من مئة ألف.
وترى أجهزة الاستخبارات الأميركية أن سوريا أصبحت "مغناطيسا جاذبا" للمتشددين المرتبطين بتنظيم القاعدة من أنحاء العالم.
يذكر أن الرقم الذى أكده كلابر يفوق ضعف التقديرات السابقة بشأن عدد المقاتلين الأجانب فى سوريا الذين يقاتلون ضمن جماعات متشددة يعتقد أنها مرتبطة بتنظيم القاعدة.
وفى سياق شهادته، قال كلابر إن افريقيا جنوب الصحراء أصبحت ملاذا حضنا لجماعات متطرفة عدة بعد تراجع دور منطقة شمال غرب باكستان التى تأوى قيادة القاعدة وطالبان.
وتنشط الجماعات المرتبطة بالقاعدة فى دول الساحل (مثل تشاد والنيجر ومالى وموريتانيا) بعد دعم تلك الدول للتدخل العسكرى الفرنسى فى مالي.
أما ليبيا، فتقدر الأجهزة الأميركية أن سيولة الوضع فيها، وعدم ضبط حدودها الواسعة مع دول الجوار وتوفر الأسلحة التقليدية بكثافة ودون ضبط يوفر بيئة خصبة للجماعات المسلحة المتشددة.
وتتوقع الاستخبارات الأميركية ان تشهد افريقيا جنوب الصحراء وشمال أفريقيا ودول الساحل تصاعدا فى الأعمال الارهابية هذا العام.