أعلنت روسيا، أمس الأربعاء، أنها ستصوت ضد مشروع قرار للأمم المتحدة بشأن دخول المساعدات إلى سوريا بصيغته الحالية، التي شجبتها قائلة إنها تمهد للقيام بتدخل عسكري ضد حكومة الرئيس السوري بشار الأسد. آثار الدمار جراء الحرب الدائرة في سوريا (خاص) كانت روسيا قد شجبت، أول أمس الثلاثاء، مشروع القرار الذي جرت صياغته بمشاركة غربية وعربية وناقشه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قائلة إنه لا يؤدي إلى نتائج إيجابية، لكن الإدانة الصريحة التي جاءت، أمس الأربعاء، على لسان دبلوماسي روسي رفيع تشير إلى أن موسكو ستسعى لإدخال تعديلات كبيرة على مشروع القرار حتى تتنازل عن معارضته. ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن نائب وزير الخارجية الروسي جينادي جاتيلوف قوله في جنيف "كل غرضه وهدفه هو تمهيد الطريق أمام التحرك عسكريا في المستقبل ضد الحكومة السورية إذا لم تف ببعض المطالب المتضمنة". واستطرد "هو غير مقبول بالنسبة لنا بالشكل الذي يجري إعداده الآن ونحن بطبيعة الحال لن ندعه يمر". ومنذ بدء الحرب الأهلية في سوريا عام 2011 استخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) ضد ثلاثة قرارات لمجلس الأمن دعمها الغرب لإدانة حكومة الأسد والتهديد بفرض عقوبات. وترفض موسكو بصلابة أي تدخل عسكري غربي. وفي الأممالمتحدة أبلغ السفير الفرنسي جيرار أرو الصحافيين أن السفير الروسي فيتالي تشوركين قال للمجلس إن موسكو مستعدة للعمل في قرار ما بشأن دخول المساعدات إلى سوريا، لكن ليس بصيغته الحالية. من جهة أخرى، قال جيمس كلابر، مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية، أول أمس الثلاثاء، إن الحرب في سوريا خلقت "كارثة تنذر بشر مستطير" وإنه مقتنع بأن الوثائق، التي تتحدث عن وقوع تعذيب وقتل في الصراع الدائر هناك صحيحة. وسأل السناتور جون مكين كلابر في جلسة لمجلس الشيوخ هل يعتبر تلك الوثائق التي نشرتها طائفة من وسائل الإعلام منها شبكة تلفزيون سي.إن إن دليلا محتملا على فظائع ترتكبها حكومة الرئيس بشار الأسد. ورد كلابر قائلا إنه يراها كذلك ويعتقد أنها صحيحة، وقال كلابر "إنها رهيبة. وإذا نظرت إلى الكارثة الإنسانية ووجود 2.5 مليون لاجيء و6.5 ملايين أو 7 ملايين من المهجرين في الداخل ومقتل ما يربو على 134 ألف شخص ترى أنها كارثة تنذر بشر مستطير". وسأل مكين السناتور الجمهوري عن أريزونا هل يرى كلابر "من منظور المحترف" أن الوثائق صحيحة. وقال كلابر للجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ "أعتقد أنها كذلك. ولا أرى سببا يدعو للشك في ذلك. ومن الصعب القول إن شيئا على هذا القدر الهائل من الضخامة يمكن اختلاقه". وقال كلابر إن توقعاته لمفاوضات السلام السورية في جنيف "ضعيفة" ووصف احتمالات التوصل إلى حل سياسي دائم للحرب الأهلية الدائرة رحاها منذ ثلاثة أعوام بأنها "مشحونة بالمشكلات". وأضاف قوله إنه يتوقع "نوعا من مأزق يطول أمده" لا تملك فيه حكومة الأسد القوة الكافية للاحتفاظ بسيطرتها على الأرض التي تحوزها وتحصل المعارضة على مساندة خارجية كافية لمواصلة القتال. وكان الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي قال، أول أمس الثلاثاء، إن مفاوضات السلام بين الحكومة السورية والمعارضة لم تحقق تقدما كبيرا بعد اجتماع وجها لوجه بين الأطراف المتحاربة في جنيف وصفه الجانبان بأنه غير مثمر. ويشير كلابر ومسؤولون آخرون إلى سوريا بوصفها مصدرا لعدم الاستقرار في المنطقة وأيضا خطرا على البلدان الأوروبية والولايات المتحدة. وقال كلابر إن تقديرات عدد قوات المعارضة السورية الآن تتراوح من 75 ألف مقاتل إلى 115 ألف مقاتل وأنهم ينتظمون في أكثر من 150 جماعة "تتباين تباينا واسعا في اتجاهاتها السياسية".