قال أحمد لحليمي، المندوب السامي للتخطيط، فيما يشبه رسائل مشفرة موجهة للوزير محمد الوفا الذي هاجمه يوم الثلاثاء خلال برنامج على القناة الاولى، "أنا لم يسبق لي قط أن سلخت جلدي من أجل المنصب، وهذا ليس من مستواي والحالة هذه مرت علي ثلاثين سنة وكان أجري متوقفا ولا أعيش إلا بالخدمات التي كنت أؤديها مع البنك العالمي." وكان الوفا قد انتقد ارقام الحليمي واعتبرها خاطئة ولم يفته توجيه رسالة مشفرة على المسؤولين، حين قال بطريقته الرحة ان الحليمي قضى "تبارك الله" 15 سنة وهو وزير، وهي إشارة منه إلى ضرورة تغييره..
لحليمي زاد قائلا "جلالة الملك قد أعطى للمندوب السامي للتخطيط صفة وزير ليس لسواد عيوني، ولكن لكي لا يكون لهذه المؤسسة تأثيرات عليها ولتكون مستقلة وتقوم بمهامها أحسن قيام وبشكل علمي".
وقال لحليمي في رد على الوفا، ومن خلاله حكومة بنكيران، إن الاقتصاد الوطني المغربي له عضلات قوية بفضل الإصلاحات المهيكلة التي تمت سنة 2000 ، والتي استمرت وأوصلته إلى نسبة أعلى الاستثمارات في العالم من خلال قطاعات واعدة التي عرفها المغرب سابقا، فالمهم هو أن نعرف الاختلالات التي لدينا في التدبير الماكرو اقتصادي لملاءمة ذلك مع عجز الميزانية وعجز ميزان الأداء، وللمحافظة على المكتسبات وتنافسية المقاولات المغربية.
ودعا لحليمي الذي كان يتحدث في ندوة صحفية عقدها مساء أمس بمقر المندوبية السامية للتخطيط بالرباط، ألا تكون حساسية كبرى لدى البعض إن كانت هناك فوارق في الأرقام، وذلك في إشارة واضحة للضجة التي واكبت الأرقام المتعلقة بالاقتصاد الوطني التي كشف عنها الحليمي خلال اللقاء الصحفي الذي عقده مؤخرا بالدار البيضاء، منبها في نفس الوقت الى أن المندوبية منذ أن أنشئت وهي تقوم سنويا بهذا الندوة الصحفية وهذا شيء عادي وطبيعي وتكون الفوارق في الأرقام أحيانا صغيرة وأحيانا أخرى كبيرة.
وذكر لحليمي في السياق ذاته أن جلالة الملك طلب منه خلال خطاب تعيينه أن ينشر نتائج الدراسات والبحوث والأرقام المحصل عليها للرأي العام والمواطن كي يتمكن من تقييم السياسات العمومية.
ووجه المندوب السامي نداء لكل الذين أثاروا هذه الضجة الإعلامية حول مؤسسة تقوم بمهامها واختصاصاتها، قائلا "اتقوا الله في بلادكم، فالمندوبية مقبلة داخل هذه السنة على عملية من أخطر وأثقل العمليات ولها أهمية كبرى للاقتصاد الوطني ألا وهي إحصاء السكنى والسكان، فلا تشوشوا على صورة ذلك الباحث الذي سيقوم بذلك البحث، وأن نتائج هذا الإحصاء هي التي تبنى عليها كل مخططات الدولة المغربية".
وانتقد لحليمي الذين شنوا حملات إعلامية على أعمال ونتائج المندوبية السامية للتخطيط، مذكرا إياهم بأن مصداقية المندوبية ثابتة ومعروفة وطنيا ودوليا باعتبار أن المندوبية عضو في العديد من المؤسسات الدولية، بل إن لها مراتب متقدمة في الهيئات التنفيذية لمؤسسات دولية ولها دراسات مشتركة موثقة مع البنك العالمي.