رفضت بكين الدعوة التي وجهها رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي لإجراء محادثات مع القادة الصينيين ووصفت الدعوة بالمخادعة. وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية تشين غانغ، خلال لقاء مع الصحافة، "صرحنا مرارا بموقفنا بهذا الشأن، لا ينبغي لرئيس الوزراء الياباني أن يحلم بإجراء محادثات جوفاء في الوقت الذي يرفض فيه الإقرار بأخطائه ويواصل تصريحاته السلبية تجاه الصين". وأضاف أن القادة الصينيين "مشغولون للغاية ويفضلون تخصيص وقتهم لأشياء أكثر قيمة وفائدة"، معتبرا أن آبي "هو من أغلق باب الحوار". وشدد على ضرورة "إقرار الجانب الياباني بأخطائه والانتقال إلى مسار جديد وتحسين العلاقات مع الصين بأفعال ملموسة".
وتجدر الإشارة إلى أن رئيس الوزراء الياباني قام في دجنبر الماضي بزيارة لضريح ياسوكوني، الذي يكرم 14 من القادة العسكريين اليابانيين الذين أدانتهم محكمة الشرق الأقصى الخاصة باليابان بارتكاب جرائم حرب خلال الحرب العالمية الثانية.
وقد أثارت الزيارة احتجاج الصين وجمهورية كوريا، وانتقادات العديد من الدول، كما زادت الزيارة من تدهور علاقات اليابان مع الصين وجمهورية كوريا.
ودعا المتحدث باسم الخارجية الصينية آبي "لأن يضع نفسه مكان الضحايا"، متسائلا "لو كان رئيس الوزراء الياباني أحد أبناء ضحايا الحرب العالمية الثانية أو أحد أفراد الشعب الذي أجبر على أن يعمل في السخرة أو تعرض للاسترقاق الأبيض في زمن الحرب أو من ضحايا اختبارات الأسلحة البكتيرية التي أجرتها الوحدة اليابانية رقم 731 على البشر في الصين خلال الثلاثينيات، هل كان سيقوم بزيارة ضريح ياسوكوني".
وقال إن الضريح "رمز للنزعة العسكرية اليابانية، وإن طبيعة الخطوة التي أقدم عليها آبي هي تبجيل العدوان وتحدي النظام العالمي لما بعد الحرب العالمية الثانية".
كما دعا آبي "للالتزام بالكلمة التي ألقاها رئيس الوزراء الياباني السابق توميتشي موراياما والتي أقر فيها بإلحاق اليابان، طوال فترة الحكم الاستعماري والعدوان، الكثير من الضرر والمعاناة بشعوب عدة، خاصة في آسيا وأنه لا ينبغي تكرار مثل هذا الخطأ مستقبلا".