من حسنات الحدث التاريخي لمونديال كأس العالم للأندية، الذي يحتضنه المغرب في كل من مدينة اكادير ومراكش، انه كشف لنا بعض الغرائب التي مازالت تعشعش في بيت بعض الإسلاميين المتطرفين وخاصة من حركة التوحيد والإصلاح، التي تعتبر الذراع الدعوي لحزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة الآن، ومن بين الغرائب والتي يمكن أن تصنف في خانة المصائب، هو محاولة الحركة، مدعومة من بعض متطرفي البيجدي، إعلان الحرب على وزير الشبيبة والرياضة محمد اوزين، وذلك بسبب إستراتيجيته في تدبير قطاع الشباب والرياضة. ومن بين المصائب التي ظهرت مؤخرا، هو كون أنصار البيجدي وحركته التوحيد والإصلاح استغل حدث مونديال كأس العالم للأندية لتمرير بعض الرسائل وتطبيق ما يملى على حركة التوحيد من طرف "حركة الإخوان العالمية" من توصيات، وتطبيقها بكل دقة في جميع مناحي الحياة العمومية، وهذا ما ظهر لما حل فريق الأهلي المصري للمغرب، ورفع اعضاء الحركة شعار رابعة العدوية، كما قام أنصار حركة التوحيد والإصلاح بحملات على الفيس بوك لدعم فريق الأهلي ليس لعطائه في لعبة كرة القدم، ولكن لمجرد كونه يأتي من مصر ويمثل في نظرهم "نصرا لمرسي وأتباعه في جماعة الإخوان المسلمين؟؟
هذا الأمر أظهر بكل وضوح مدى ازدواجية المواقف في حركة التوحيد والإصلاح ومعها حزب العدالة والتنمية، الذين مازالوا يحنون إلى "ربيع عربي" قد يحدث في كل لحظة، بعد فشلهم في تدبير الشأن العام بالمغرب ومحاربة الفساد...، خصوصا وان شبيبة البيجدي ومعها حركة التوحيد والإصلاح كانت تطمح ليتولى احد وزراء العدالة والتنمية حقيبة الشبيبة والرياضة، من اجل السيطرة على القطاع و"خونجة" الرياضة، التي هي معطى إنساني تترفع عن ما هو سياسي.
كما أن أطماع "الخوانجية" كانت متوجهة لقطاع الشباب، وخصوصا في المخيمات الصيفية، من اجل شحن وتأطير الشباب المغرب بمفاهيم مستوحاة من فكر الحركة الأصولية، لكن يقظة الوزير اوزين وخبرته في تدبير القطاع مكن من وقف طموحات الإخوان مما فتح عليه جبهات "حرب" تقودها حركة التوحيد والإصلاح والبيجدي.
لكن المتتبعين اليوم، اكتشفوا أن هذه الحرب المعلنة في بعض الأحيان والخفية في الكثير من الأحيان، قد تعصف بالتحالف الحكومي، حيث ان الوزير اوزين يمثل حزب الحركة الشعبية، وبالتالي يخوض حربا غير واضحة لكونها تأتي من حركة أصولية لها ذراع قوي ومؤثرة على حزب بنكيران. كما أن حركة التوحيد والإصلاح تريد ان تنقل المسرح المصري بكل عنفه ودماره إلى المغرب الذي يعيش سلما واستقرارا مهما.
كما اثبت مونديال كأس العالم للأندية مدى قابلية المغرب استضافة مثل هذا الحدث وقبول الآخر المغاير لنا ثقافيا وحضاريا، الأمر الذي يتطلب الترفع عن قبول ممارسات ضيقة وعدوانية وأصولية، لأن الرياضة فوق الاستغلال السياسي الضيق، هذا الأمر لم تفهمه العقول الجاحدة لأنصار الحمداوي لكون قلبهم مازال يحن لرابعة العدوية ولمرسي الذي يحاكم اليوم بالتخابر الدولي..