شارك عشرات الآلاف من مواطني جنوب إفريقيا والعديد من الزعماء والشخصيات من العالم أجمع، من بينهم صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، الذي يمثل صاحب الجلالة الملك محمد السادس، إضافة إلى أفراد عائلة الزعيم الافريقي الراحل نيلسون مانديلا، رمز مكافحة سياسة التمييز العنصري، في مراسم تأبينه بملعب لكرة القدم بمنطقة سويتو اليوم الثلاثاء. وأشاد الرئيس الامريكي باراك اوباما، في كلمته خلال المراسم بمدينة جوهانسبرج، بخصال الرئيس الاسبق لجنوب افريقيا واصفا إياه ب"عملاق التاريخ".
من جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون "نجتمع معا حزنا على خسارة عظيمة واحتفالا بحياة عظيمة. يا له من عرض رائع لامة قوس قزح. في الطبيعة يظهر قوس قزح من المطر والشمس. انه هذا المزيج لرمز الحزن والامتنان الذي اشعر به اليوم".
وأضاف "مانديلا لم يكن أبا لأولاده فقط بل لأمته أيضا وكذلك للعالم اجمع، لقد كان من اكبر زعماء عصرنا. كان من أكبر المعلمين".
أما رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، فقال لدى وصوله إلى الملعب "اقترحوا علي وضع ربطة عنق سوداء، لكن عندما نرى الأجواء المفعمة هنا، نعلم أن مواطني جنوب إفريقيا لم يأتوا فقط ليودعوا هذا الرجل العظيم ولكن أيضا للاحتفاء بإرثه وتاريخه".
وفي تدخله امام الحضور خلال حفل التابين، أكد رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما ان وفاة الزعيم نيلسون مانديلا "احدثت موجة من مشاعر الحزن والاسى في العالم"، معتبرا الفقيد "رمزا للسلام في العالم" و مؤسس جنوب افريقيا "حرة" و"ديمقراطية".
ورحب زوما بتضامن الجموع من القارة الافريقية ودول العالم مع شعب جنوب افريقيا في فقدان صانع "المصالحة الوطنية و السلام".
اما اندرو ملانجي رجل سياسي وصديق قديم للزعيم الراحل نيلسون مانديلا فقال "كان لي الشرف العظيم في التقارب من هذا الرجل العظيم".
وقال تانديكسولو مانديلا المتحدث باسم عائلة مانديلا إن هذه المراسم "ذات الطابع الكوني" والتي جمعت الحشود من اقوياء وضعفاء ومن فقراء وأغنياء "تعكس الهدف الذي ناضل من أجله مانديلا كل هؤلاء يتقاسمون تكريم زعيم الكفاح ضد نظام التمييز العنصري"، مضيفا "اننا ندرك دوما اننا نتقاسم ماديبا مع جنوب افريقيا والقارة الافرقية وباقي العالم".
وظهر التأثير العالمي لمانديلا في حفل تأبينه. وحضر المراسم ثلاثة رؤساء أمريكيين سابقين : جورج بوش الابن وبيل كلينتون وجيمي كارتر . كما حضر نائب الرئيس الصيني لي يوانتشاو والرئيس الكوبي راؤول كاسترو والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.
واستقبل معظم قادة العالم بشكل حافل لدى وصولهم الملعب الذي أقيم فيه حفل التأبين أيضا، وبالمثل أفراد عائلة مانديلا ، ولا سيما زوجته السابقة ويني ماديكيزيلا-مانديلا التي بقيت قريبة منه حتى لحظة وفاته ، وأرملته جراسا ماشيل.
وسيسجى جثمان مانديلا، الذي كان أول رئيس أسود لجنوب أفريقيا، ونال جائزة نوبل للسلام، لإلقاء النظرة الأخيرة عليه ابتداء من غد الاربعاء وحتى الجمعة، ثم ينقل جوا إلى إيسترن كيب الريفية حيث يوارى الثرى يوم الأحد المقبل في جنازة رسمية، بقرية أجداده "كونو".
وقضى مانديلا 27 عاما خلف القضبان قبل إطلاق سراحه عام 1990، حيث سعى للمصالحة بين أفراد الأمة، ودعا إلى العفو والتسامح. وانتخب عام 1994 رئيسا للبلاد في أول انتخابات تشارك فيها جميع الأعراق، وتخلى مانديلا عن المنصب بعد فترة ولاية واحدة.