سيكون يومه الجمعة الواقع في 11 يونيو مناسبة تاريخية لجنوب إفريقيا التي تحتفل بافتتاح أول نهائيات لكأس العالم على الأراضي الإفريقية وسيكون ذلك بحضور الزعيم التاريخي ل "امة قوس القزح" نيلسون مانديلا الذي سيحتفل مع «بافانا بافانا» بهذا الحدث. لكنه سيتذكر أيضا يوما مشؤوما في تاريخ البلاد والإنسانية. ففي 11 يونيو 1964 وجدت محكمة ريفونيا ان «ماديبا» ورفاق الدرب وولتر سيسولو واحمد كاترادا ورايموند مهلابا ودينس غولدبرغ واندرو ملانغيني وايلياس موتسواليدي وغوفان مبيكي مذنبون بتهمة «التخريب» إبان حكم نظام الفصل العنصري، وفي اليوم التالي حكم عليهم بالسجن المؤبد بسبب الضغط الدولي الذي جنبهم الإعدام. فصل غولدبرغ الابيض، عن المجموعة ونقل إلى سجن بريتوريا المركزي، أما بالنسبة لمانديلا والآخرين فوصلوا في الساعات الأولى من صباح 13 يونيو 1964 الى روبن ايلاند. نقل مانديلا وسيسولو وكاترادا عام 1982 الى سجن بولسمور، وبعد ان اصيب «ماديبا» بمرض السل في اب/اغسطس 1988 نقل الى مستشفى تيغربيرغ ثم الى عيادة كونستيانتيابيرغ قبل ان ينقل بعدها الى سجن فيكتور فيرستر على مشارف بارل في كانون الاول/ديسمبر من ذلك العام. خرج مانديلا من المعتقل في 11 شباط/فبراير 1990، وكان سبقه إلى الحرية كل من غولدبرغ عام 1985 ومبيكي عام 1987، اما سيسولو وكاترادا ومهلابا وموتسواليدي وملانغيني فخرجوا في اكتوبر عام 1989. وسيشكل اليوم أيضا الذكرى ال22 لإقامة حفل «أطلقوا سراح مانديلا» الموسيقي الذي أقيم في 11 يونيو 1988 على ملعب ويمبلي في لندن. وكان الحفل الذي أقيم في ويمبلي احتفالا بميلاد مانديلا السبعين، ومناسبة شعبية للمطالبة بإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين في جنوب إفريقيا. سيكون مانديلا متواجدا في «سوكر سيتي» ليحتفل بالحدث التاريخي الذي تحتضنه، وسيكون حضور «ماديبا» قصيرا بسبب تقدمه في العمر (91 عاما) لكنه سيكون كافيا لمنح «بافانا بافانا» الدعم المعنوي المطلوب أمام المنتخب المكسيكي. ويعود الظهور العلني الأخير لمانديلا إلى 11 فبراير الماضي عند زيارته لمقر البرلمان الجنوب إفريقي في ذكرى مرور 20 عاما على خروجه من المعتقل. وكان مانديلا استخدم بطولة العالم للركبي التي اقيمت في جنوب إفريقيا عام 1995 كفرصة لتوحيد البلاد بعد انتهاء حقبة الفصل العنصري، خصوصا أن منتخب جنوب إفريقيا للركبي كان مكونا بغالبيته العظمى من البيض ولم يكن يتابع هذه الرياضة حينها في جنوب إفريقيا سوى البيض أيضا. وأضحى نيلسون مانديلا رمزا عالميا للمصالحة والغفران منذ أن خرج من سجون نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا قبل عشرين عاما، وقد ساهم الإفراج عنه بعد سجنه 27 عاما في سجن روبن ايلاند في تسريع سقوط نظام الفصل العنصري، ثم وبعد أربع سنوات أصبح أول رئيس اسود ينتخب ديموقراطيا في جنوب إفريقيا.