أظهرت نتائج البحث، الذي نشرته المندوبية السامية للتخطيط، أن أعلى معدلات انتشار العنف الجنسي، سواء كان مقرونا بانتهاك حرمة جسد المرأة أم لا، سجلت ضمن صفوف الشابات من 18 إلى 24 سنة وذلك بمعدل بلغ 40,7 في المائة وهو ما يعادل 763 ألف امرأة.. وأظهرت الارقام التي كشفت عنها المندوبية السامية للتخطيط، بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة العنف ضد النساء، أن العنف الجنسي سواء كان مقرونا بانتهاك حرمة جسد المرأة أم لا يسجل ارتفاعا أيضا في فئة النساء اللواتي لازلن يتابعن دراستهن (بمعدل 46,1 في المائة) والعازبات (بمعدل بلغ 53,9 في المائة) واللواتي لديهن مستوى تعليمي عالي (بمعدل 67,6 في المائة).
وتعرضت امرأة واحدة على الأقل من النساء اللائي تتراوح أعمارهن من 18 إلى 64 سنة (أي ما يعادل 827 ألف امرأة)، خلال 12 شهرا السابقة للبحث إلى فعل من أفعال العنف الجنسي المقرون بانتهاك حرمة جسد المرأة. .
ويبلغ هذا المعدل، حسب ارقام المندوبية، 9,8 في المائة بالوسط الحضري و 7,1 في المائة بالوسط القروي. وفي شكله الأكثر خطورة (الجنس القسري)، بلغ عدد الضحايا حوالي 38.000 امرأة، بمعدل بلغ 0,4 في المائة من النساء
وتعرضت 6,6 في المائة من النساء (أي 444 ألف امرأة)، في بيت الزوجية، لفعل واحد على الأقل من الأفعال التي تندرج ضمن العنف الجنسي المقرون بانتهاك حرمة جسد المرأة. مع الإشارة إلى أن 45,1 في المائة من هذه الأفعال تتعلق بممارسات ذات طبيعة جنسية يفرضها الزوج على زوجته دون رضاها وتهم 415 ألف امرأة.
أما في المجالات الأخرى، غير بيت الزوجية، فقد همّ هذا النوع من العنف 15 ألف فتاة بمؤسسات التعليم والتكوين بمعدل 4,4 في المائة، و372 ألف امرأة بالأماكن العامة بمعدل 3,9 في المائة، و 32 ألف امرأة بأماكن العمل بمعدل 1,8 في المائة، و 64 ألف امرأة ببيت الأبوين بمعدل 0,7 في المائة.
وإذا أضفنا إلى هذه الافعال تلك التي لها طبيعة جنسية غير المقرونة بلمس جسد المرأة (مطاردة المرأة بالشارع، الخ)، فإن العنف الجنسي، سواء كان مقرونا بانتهاك حرمة جسد المرأة أم لا، يهم 25,5 في المائة من النساء، أي بمعدل امرأة واحدة من كل أربع نساء (وهو ما يعادل 2.433 ألف امرأة). ويصل هذا المعدل إلى 31,7 في المائة بالمدن (1.803 ألف امرأة) و 16,4 في المائة بالقرى (630 ألف امرأة).
وذكرت المندوبية السامية للتخطيط أن هذه الأرقام وفرها البحث الوطني حول انتشار العنف ضد النساء، الذي أنجزته هذه المندوبية خلال سنة 2009، وأن ذكرى اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد النساء، مناسبة لنشر بعض المؤشرات حول التحرش الجنسي الذي تتعرض له النساء في المجتمع المغربي، وذلك مساهمة في تنوير الحوارات الوطنية حول هذا الجانب من العنف الممارس على النساء..