قال محمد ضريف، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، إن البيان المشترك الذي صدر في أعقاب لقاء القمة بالبيت الأبيض، بين جلالة الملك محمد السادس والرئيس باراك أوباما أمس الجمعة، يرسم خارطة طريق لمستقبل العلاقات المغربية الأمريكية. وأضاف ضريف، أن البيان المشترك "جد مطمئن، ويبعث على التفاؤل في ما يخص العلاقات المغربية الأمريكية، ويضع خارطة طريق لمستقبل هذه العلاقات، ويسير في اتجاه مراهنة الإدارة الأمريكية على الدور الذي يلعبه المغرب على مستوى شمال إفريقيا ومنطقة الساحل جنوب الصحراء".
وأكد أن البيان المشترك يتناول ثلاثة مستويات في علاقة الرباط بواشنطن، يتمثل الأول في العلاقات بين البلدين من حيث تطوير الجوانب الاقتصادية من خلال تفعيل اتفاقية التبادل الحر ومواصلة الحوار الاستراتيجي الذي كان قد انطلق السنة الماضية فضلا عن التركيز على الجهود التي بذلها المغرب لتوسيع مجال احترام حقوق الإنسان سواء منها التي تستهدف المواطنين المغاربة أو التي تستهدف المواطنين الأجانب.
وأبرز ضريف أنه تم التركيز في هذا المستوى أيضا على التدابير والإجراءات التي اتخذها المغرب في ما يتعلق باللجوء والهجرة.
وبخصوص المستوى الثاني، أكد ضريف أنه يتمثل في "مراهنة الإدارة الأمريكية على الدور الذي يلعبه المغرب في محيطه سواء في الشرق الأوسط أو شمال إفريقيا أو منطقة الساحل، وبصفة خاصة في ظل تنامي التنظيمات الإرهابية التي تهدد أمن المنطقة".
وفي ما يتعلق بالمستوى الثالث، أوضح ضريف أنه يتمثل في موقف الإدارة الأمريكية من قضية الوحدة الترابية للمملكة، مشيرا إلى أن البيان "بدد كل المخاوف التي تنامت في ظل الحديث عن تشنج أو توتر في العلاقات المغربية الأمريكية".
وأكد أن البيان المشترك شكل "انتصارا كبيرا للمغرب بحيث تحدث عن الموقف الأمريكي الثابت من قضية الوحدة الترابية للمملكة واعتبر مقترح الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب مقترحا جديا وواقعيا وذا مصداقية، ويمثل مقاربة تمكن ساكنة الصحراء من تدبير شؤونها الخاصة في إطار من السلم والكرامة".
وخلص إلى أن الزيارة الملكية للولايات المتحدة "شكلت انتصارا كبيرا للمغرب خاصة إذا ما تم ربطها بأجواء التصعيد التي حاولت أن تفتعلها الجزائر وبعض التقارير التي سعت إلى الإساءة للمغرب في ما يتعلق بحقوق الإنسان".