قال مصطفى البكوري، الأمين لحزب الأصالة والمعاصرة في العرض الذي قدمه اليوم أمام المجلس الوطني، إن البؤس في التعاطي مع العمل السياسي، الذي تتحمل الحكومة في استفحاله التدريجي المسؤولية الأولى، أضحى يهدد بلادنا ببزوغ طفيليات عناوينها الكبرى، المد الإسلاموي المحافظ، الهادف إلى ممارسة نوع من الوصاية على الدين و على المتدينين. و هو مد ناتج عن محاولة بعض التنظيمات والقوى السياسية المحافظة احتكار التكلم باسم الإسلام، متناسية أنه دين المغاربة، الذين لم و لن يقبلوا أبدا أية محاولة لتوظيفه السياسوي الضيق أو لاستفراد جماعة للتكلم باسمه لأنه دين الجميع.
ويمس بالخيارات الكبرى للبلاد المتمثلة في مؤسساتها الدستورية، و بمشروعها الديمقراطي التنموي الذي يشكل تعاقدا تاريخيا و دستوريا لا رجعة فيه.
وحذر من الاستعمال السياسوي الضيق لمسألة اللغة و الهوية و الثقافة، ضمن تعاطي مشحون بالمزايدات والاستحواذ والإقصاء، وذلك ضدا على الخيار الاستراتيجي للمغاربة القائم على المزاوجة بين التشبث بوحدة الثوابت الوطنية والمؤسساتية والديمقراطية، وبين الاقتناع المتقاسم بتعدد و غنى روافد الهوية الوطنية و الثقافية التي تعد ملكا للجميع دون استثناء.