ينشغل مستخدمو تويتر هذه الأيام بموضوع قديم ومتجدد يتعلق بفوضى الفتاوى وتدخل الدعاة ورجال الدين بكل شيء، والآثار السلبية التي تخلفها فتاواهم الخاطئة على المجتمعات العربية. وأسس أحد المستخدمين مؤخرا هاشتاغا جديدا بعنوان "كان حرام وصار حلال" يتناول التناقض في مسألة التحريم والتحليل لدى رجال "فما كان محرما بالأمس أصبح بقدرة قادر محللا اليوم"، ويضم الهاشتاغ الجديد آلاف التغريدات حول هذا الأمر. وتراوحت تغريدات المستخدمين بين الانتقاد والتهكم على الفتاوى، حيث كتب مستخدم يسمي نفسه "رئيس حزب الكنبة": "يعيش المجتمع السعودي بين مطرقة القرار الحكومي وسندان الفتوى لذا يصبح تعامله مع كل جديد كالتالي (النكران، الغضب، المساومة، الاكتئاب، التقبل"، حيث نشر صورا توضح كيفية تعامل السعوديين مع تعليم الفتيات واستخدام الأطباق اللاقطة وقيادة المرأة للسيارة. وكتبت آمال "في الشرع الأصل الإباحة الا إذا ورد نص تحريم، لكن في بلاد دستورها القرآن الأصل التحريم لكل ماهو جديد حتى يرضى عليه المطوع!". فيما نقل عبدالله الجديع معلومات من كتاب "حياتي" لأحمد أمين يؤكد فيها أن رجال في مصر اعترضوا في القرن الماضي على استبدال الصنابير بأحواض المياه الجماعية في المساجد لتسهيل الاغتسال على المصلين، مشيرا إلى أن شيوخ الحنفية افتوا حينها بجواز استخدام الصنبور الذي سمي لاحقا "حنفية" نسبة إليهم. ونشر أحد المغردين رسما كاريكاتوريا حول تناقض الدعاة بين تحريم الأطباق اللاقطة بالأمس والتزاحم اليوم على الظهور في الفضائيات مع تعليق مرادف "من يذكر فتوى ابن عثيمين من مات وهو غاش رعيته؟". وكتب مستخدم آخر "المرأه ماكرة وناقصة عقل وتريد ان ترمي نفسها ومن يطيعها في نار جهنم والعياذ بالله!" مع صورة تتضمن فتوى لشيخين سعوديين تحرم استخدام المراة للانترنت دون محرم! ونشر الكاتب خلف الحربي مقالا بعنوان "يسرقون أعمارنا ثم يعتدلون!" في صحيفة "عكاظ" السعودية أشار فيه إلى الآثار الكارثية للفتاوى المتناقضة على المجتمع السعودي بشكل خاص. ومن الأمثلة التي اوردها الحربي في مقاله: سيدة أحرقت صورها وصور اولادها بعدما سمعت من أحد الشيوخ أن الصور الفوتغرافية حرام، لترى لاحقا صور هذا الشيخ في جميع الصحف بعد أن تراجع عن فتواه!، ورجل ترك وظيفته المرموقة في البنك حين نقل له أقرباؤه أن الكثير من الشيوخ يقولون إن راتبه حرام، و"هو يعمل اليوم في وظيفة بائسة ويضحك بعمق على نفسه لأن أغلب هؤلاء الشيوخ أصبحوا أعضاء في الهيئة الشرعية للبنك الذي تركه في شبابه!". وأضاف الحربي "أنتم اليوم لا تحتاجون أكثر من ورقة بيضاء وقلم كي تكتبوا على وجه الورقة أسماء عشرة شيوخ كانوا متشددين ثم اعتدلوا بعد أن سرقوا عشرين عاما من أعمارنا، ثم تكتبوا على ظهر الورقة أسماء عشرة شيوخ يقودون موجة التشدد هذه الأيام وإذا أحياكم الله بعد عشرين عاما سوف تجدون هؤلاء المتشددين أصبحوا ينافسون أصحاب القائمة الأولى على الاعتدال والوسطية بعد أن أصبحوا من سكان القصور، أما أنتم فليس لكم إلا العناء والتحسر على العمر الضائع". وكان مفتي السعودية الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ أثار مؤخرا جدلا جديدا في البلاد بعد تحريمه التحايل على نظام "ساهر" المستخدم لمراقبة حركة المرور، وخاصة أن الفتوى الجديدة تتناقض كليا مع فتوى سابقة لآل الشيخ اعتبر فيها أن نظام "ساهر" غير جائز "شرعا".