توفي بعد ظهر امس الاثنين، 30 شتنبر 2013، الباحث والمؤرخ عبد الكريم الفيلالي، وذلك عن سن تناهز 87 عاما.. وتميز مشوار الراحل عبد الكريم الفيلالي، الذي ولد سنة 1927، بانخراطه منذ سن مبكرة في الحركة الوطنية، كما انه كُّلف بمكتب المغرب العربي بالقاهرة من 1950 إلى غاية 1958 إلى جانب بطل الريف محمد بن عبد الكريم الخطابي، وساهم في تقريب القضية الوطنية للعديد من الدول التي ربطت بفضل ذلك علاقات وطيدة مع المغرب كباكستان والهند..
والتحق الراحل بالمغرب ليتم تكليفه من طرف المغفور له محمد الخامس بمهمة التوثيق بالقصر الملكي، كما انتخب نائبا برلمانيا عن تافيلالت في اول انتخابات تشريعية بعد الاستقلال، وكان اسمه مقترنا بقانون "من اين لك هذا" الذي اشرف على صياغته ليكون بذلك اول صيغة جذرية لمكافحة الفساد بالمغرب. .
وقد ساهم الراحل في إغناء المكتبة التاريخية بالمغرب وذلك من خلال كتاباته القيمة التي ترصد تاريخ المغرب والدول المغاربية في عهد الاستعمار وبعد الاستقلال، ومن بين هذه المؤلفات نذكر موسوعته "التاريخ السياسي للمغرب العربي الكبير"، التي تقع في 12 جزءا، و"التاريخ المفترى عليه" إلى غير ذلك من الكتب والدراسات التي أعاد الراحل من خلالها مساءلة الاحداث التي وقعت ابّان الاستعمار وأثناء استقلال المغرب..
وفي محاولته لإعادة كتابة تاريخ المغرب الحديث ابرز الراحل مجموعة من الوقائع والأحداث، التي حاول البعض التستر عنها او تأويلها تأويلا خاصا، ولربما تكون هذه المواقف الجريئة للراحل هي التي جعلت الكثيرون يسكتون ويتجاهلون نبأ وفاته..
يشار إلى أن كل الصحف اجمعت على مقاطعة خبر وفاته وتأبينه، كما أن سكوت التلفزة الرسمية و "و م ع"، وهي المؤسسة الاعلامية الرسمية بالبلاد، عن إعلان خبر وفاته يشي بأن هناك من تزعجه افكار ومواقف الراحل عبد الكريم الفيلالي..