ازداد محمد مرادجي في 25 دجنبر 1939، كان رجلا عصاميا صنع اسمه بعمله المتواصل، منذ أن كان مجرد مصور في شوارع الرباط، إلى أن أضحى مصور الملكين الراحلين محمد الخامس والحسن الثاني، ثم بعدهما الملك الحالي محمد السادس، حيث ساهم بشكل كبير في إغناء الذاكرة الفوتوغرافية الوطنية التي حملت بصمته لمدة طويلة. كما عمل على إنجاز العديد من الروبورتاجات والأعمال والمعارض، مواكبة منه للتطور الذي عرفه المغرب على المستوى السياسي والثقافي والاقتصادي. يعتبر مرادجي شاهدا حيا على فترات هامة في تاريخ المغرب والعالم العربي، حيث وثق بالصورة عددا من الأحداث التي شغلت الرأي العام في التاريخ السياسي المغربي، بتسجيل عدد من المناسبات والاتفاقيات والمؤتمرات.. بداية بميلاد الأميرة لالة أمينة في المنفى ما بين سنة 1953 و1955 بمدغشقر، مرورا بزيارة رسمية للرئيس الأمريكي إزنهاور للمغرب سنة 1959، ووقوفا عند الزيارة التاريخية لسنة 1960 التي قام بها الملك الراحل محمد الخامس إلى مكةالمكرمة، ثم للقاهرة في نفس السنة، حيث سوف يستقبل محمد عبد الكريم الخطابي رمز المقاومة المغربية، وسيتسلم كذلك دكتوراة فخرية بحضور الرئيس المصري جمال عبد الناصر. كما خصص في سياق هذه الزيارة استقبالا كبيرا لكوكب الشرق أم كلثوم والموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب، وصولا لزيارته الرمزية الأخيرة إلى الأراضي المقدسة قبل وفاته سنة 1961، حيث لم يتوقف مرادجي عن متابعة عمله كمصور، لأحداث سياسية أخرى كالتي سبقت انقلاب الصخيرات في عهد الملك الراحل الحسن الثاني سنة 1971، ثم على المستوى العربي، الخطاب الذي ألقاه الرئيس المصري الراحل أنور السادات في البرلمان الإسرائيلي (الكنيسيت) سنة 1977، إلى غيرها من الأحداث والتطورات الكثيرة التي يصعب حصرها. وقد صدر للمصور مرادجي كتاب بعنوان «50 سنة من التصوير: مرادجي شاهد على العصر»، حيث شكل هذا الإصدار وثيقة فعلية تداخل فيها السياسي والتاريخي والفني، بحكم أنه محطة أساسية ومفيدة لضبط وتأريخ الذاكرة الوطنية المغربية، والذي يعتبر من خلاله شاهدا وموثقا بصريا لمسار بلد بأكمله، بحرفية ترقى لمستوى عال من بديهية التقاط اللحظات المثيرة والسريعة بعين الصياد المحترف (Chasseur d'images) ، وأهم الأشياء التي اكتسبها في مسيرته الاحترافية، علاقته الوطيدة بعدد من نجوم الأغنية المغربية والعربية مثل عبد الهادي بلخياط، نعيمة سميح، حياة الإدريسي ومحمود الإدريسي... إلى جانب الفنانين المصريين كأم كلثوم، محمد عبد الوهاب والملحن بليغ حمدي والعندليب عبد الحليم حافظ واللائحة طويلة.