اعتبر الكثيرون ممن حضروا أخيرا في مدينة الدارالبيضاء المغربية في حفل تقديم كتاب محمد مرادجي، مصور الملوك الثلاثة في المغرب: محمد الخامس، والحسن الثاني، ومحمد السادس، الذي حمل عنوان «50 سنة من التصوير: مرادجي شاهد على العصر»، أن هذا الإصدار الجديد يشكل بالفعل وثيقة مصورة يتداخل فيها السياسي والتاريخي والفني. وقال خالد الناصري، وزير الاتصال (الإعلام)،الناطق الرسمي باسم الحكومة الذي حضر الحفل إلى جانب عبد الرحمن اليوسفي، رئيس الوزراء الأسبق، إن هذا الكتاب يعتبر محطة أساسية بالنسبة لضبط الذاكرة الوطنية المغربية، مشيرا إلى أن مرادجي ليس مجرد مصور، ولكنه شاهد على المسار التاريخي لهذه البلاد،حيث واكب هذا المسار بكثير من الأريحية والمهنية. وأضاف الناصري، في كلمة ألقاها في الحفل، أن الكتاب الألبوم يؤرخ لجزء أساسي من تاريخ المغرب، مبرزا أن مرادجي يتميز بمهارة خاصة تجعل الصورة تنطق وتبلغ أكثر من الجمل والكلمات. وأكد المؤرخ والجامعي والدبلوماسي السابق، عبد الهادي التازي، أن مرادجي، الذي يؤرخ بواسطة الصورة، يعتبر من البصمات الحية في تاريخ المغرب الحديث نظرا لما قدمه من وثائق تنفع المؤرخ والجيل المقبل. وأوضح التازي أن مرادجي، الذي «اعتبره من المؤرخين» المغاربة أنجز كتابا «أصيلا» في ما يتعلق بالخبر ورسم ما يروى. وفي تعليق له بالمناسبة، قال مرادجي إنه يعتز بمساره المهني الفني التصويري الذي يؤرخ لعهد ثلاثة ملوك مغاربة أمجاد، مشيرا إلى أن حضور شخصيات من مختلف المشارب هذا اللقاء هو تشريف له ولتاريخ المغرب، مشيدا بحضور عبد الرحمان اليوسفي الذي قال عنه إنه ما يزال يناديه ب«عزيزي»، مستحضرا بالمناسبة علاقاتهما المهنية حينما كان اليوسفي رئيسا لتحرير جريدة «التحرير» قبل منعها عام 1963. ومن جهته، قال عبد القادر الرتنان، مدير دار النشر «ملتقى الطرق»، التي أشرفت على طبع الإصدار، إن إنجاز هذا الكتاب وإخراجه للوجود تطلب سنتين من الجهد والعمل، ووصف الكتاب بأنه يشكل موسوعة حقيقية بكل المقاييس. وساهم مرادجي، المزداد في 25 ديسمبر(كانون الأول) 1939، بشكل كبير في إغناء الذاكرة الفوتوغرافية المغربية التي حملت بصمته لمدة طويلة. كما عمل على إنجاز العديد من التحقيقات المصورة والأعمال والمعارض، مواكبة منه للتطور الذي عرفه المغرب على المستوى السياسي والثقافي والفني والاقتصادي والاجتماعي. وغطى مرادجي، بحكم مهنته كمصور احترافي، العديد من الأحداث الدولية الهامة التي تعتبر علامات فارقة في تاريخ العالم، مما جعل من صوره الملتقطة بعين ذكية، سجلا حيا ونابضا بالكثير من الذكريات المرتبطة بصناع القرار السياسي في جميع أنحاء العالم، وليس في المغرب وحده فقط.