كانت خطوة في محلها أن تأمر النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بالرباط الشرطة القضائية بتوقيف علي أنوزلا، مدير موقع لكم الالكتروني، للتحقيق معه على خلفية بثه لشريط فيديو منسوب إلى تنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي يتهدد المغرب رموزا ودولة وشعبا بالويل والثبور، ويتوعد بتدمير الأرض وأن يأتي على الأخضر واليابس ويحرض على القتل والفتنة والفوضى، حيث أصر انوزلا على الاستمرار في نشر الشريط حتى بعد سحبه من موقع اليوتوب موصلا إياه برابط للصحافي الإسباني المرتزق إغناسيو سمبريرو. فهل سينتصر القضاء لدماء المغاربة ضدا على تنظيم القاعدة وعلي أنوزلا الذي تحول إلى شيخ بدون لحية ينطق باسمه بالمغرب؟ فمن غير المقبول أن نترك الأمور تسير بهذه الطريقة. ففي ذلك إهانة للشهداء المغاربة والضحايا الذين سقطوا في تفجيرات 16 ماي الإرهابية التي هزت مدينة الدارالبيضاء واستهدفت القلب النابض للمغرب، واستهدفت روحه الحضارية التعددية وانفتاحه على العالم، حيث مست التفجيرات المقبرة اليهودية ومطعما إسبانيا، وذلك من أجل تصوير المغرب على انه بلد التزمت والانغلاق. وفي ذلك إهانة لعائلات الشهداء والضحايا ومعاناتهم النفسية.
ومن المتوقع أن تقوم جمعية عائلات شهداء وضحايا 16 ماي وباقي العمليات الإرهابية بتنصيب نفسها طرفا مدنيا في القضية التي يواجه فيها علي أنوزلا بمجموعة من التهم منها التحريض والإشادة بالإرهاب، وهذا أقل ما يمكن أن يقوم به كل من تضرر من الإرهاب وكل من يريد الاستقرار لبلده لأن أي بلد تدخله القاعدة يصبح كالنار التي تأكل الهشيم حيث ينهار فيه الأمن والاستقرار.
لا يمكن بأي حال من الأحوال ترك علي أنوزلا دون أن يأخذ حقه من الحكم العادل الذي لا ظلم فيه ولسنا ممن يدعون إلى إنزال عقوبات غير قانونية بهذا الشخص، ولكن نريد أن ينال حظه من المحاكمة العادلة التي ينبغي أن تنصف المغاربة من التحريض الذي يمارسه هذا الشخص، الذي تحول إلى بوق لكل أعداء المغرب.
فعلي أنوزلا لا يترك الفرصة تمر دون أن يطعن في الدولة ورموزها ورموز المغاربة، وضدا على الدستور الذي يوجب التوقير للملك، فأنوزلا ليس له شغل سوى الكتابة عن الملك ومرض الملك وغيرها، ولم يكتب مرة واحدة عن مهام الملك أو ينتقد الملك وهو يؤدي وظائف الدولة ولكن يسعى إلى الطعن في الرموز التي تجسد وحدة المغاربة حتى يسهل على الأعداء ضرب البلد. فالرجل وخلافا لأخلاقيات المهنة كتب أخيرا أنه تم قتل سبعة أشخاص في مواجهات بين المواطنين والدرك بعين عيشة، وتبين أن الخبر من صناعة علي أنوزلا، لكنه خبر يتضمن خطورة كبيرة لأنه يؤدي إلى الفوضى.
وهو الصحفي الوحيد الذي يعتبر ناطقا رسميا باسم البوليساريو في المغرب وهو الذي يدافع عن أطروحاتهم "عيني عينك" وضدا على شهداء القضية الوطنية. فالشريط الذي بثه علي أنوزلا ورغم أنه يحمل بصمات القاعدة إلى أنه ينتمي إلى صنف الصناعة الإعلامية التي تسعى إلى إحداث الفوضى ولا غرابة أن يكون شريكا في هذه الصناعة القريبة من خبرات المخابرات الجزائرية.
ننتظر من قضائنا العادل والسائر في طريق تكريس استقلاله التام عن باقي السلطات إنصاف المغاربة من جرائم علي أنوزلا.