نحن لا نختلق شيئا لكننا فقط ننشر تقرير سري حول الإخوان المسلمين، قدمته المخابرات الإنجليزية مؤخرا لرئيس الوزراء البريطاني، وإمكانية التعامل معهم بناء على طلبه، المخابرات البريطانية لم تفعل جديدا فقط استعانت بمعلوماتها الموثقة من داخل المحفل الماسوني الأعظم والذي لم يجد حرجا في مد المخابرات البريطانية بتقرير كامل يدعم وجهة نظره في ضرورة التعاون مع جماعة الإخوان المسلمين باعتبار التعامل معها أفضل من غيرها من الحركات، مدللا على ذلك بالعلاقات القديمة بين الماسون والإخوان المسلمين وتنظيمهم الدولي، الذي ساعدت الحركة الماسونية على تدشينه ورعايته على مر العقود الماضية. التقرير نضعه بين أيديكم مع النسخة الإنجليزية ونترك لشعب مصر أن يقرر هل يقبل بأن يحكمه هؤلاء أم لا. التقرير الخطير والمثير يذكر علاقة الاخوان المسلمين و سيد بمنظمات ماسونية و يقدم دلائل تثبت ان سيد قطب خادم مخلص للماسونية العالمية، علما ان سيد كان له اتصالات مشبوهة قبل الثورة بمنظمات امريكية، و معلوم أن المحافل الماسونية خرجت أبطالا وهميين و ثوار تعلق صورهم في الجدران و تنصب لهم التماثيل و ما هم الا حميرا يركبها "اليهود" لإثارة الفتن و الثورات و زعزعة استقرار الامم تمهيدا للقضاء عليها و انشاء الحكومة العالمية تحت قيادة "اليهود"..
سيد قطب، الأب الروحي لجماعات العنف الدموية، جعلت كتابه النكبة معالم في الطريق دستورا للدمار و الخراب يعكفون عليه لا يفارقه الحركي و الإخوان المسلمون أول ما يدرسونه للمجند الجديد المسكين الواقع في حبالهم، يدرسون له معالة في الطريق دستور الماسونية في العالم الإسلامي، مثله مثل كتاب العقد الإجتماعي لروسو، كتب خرجت من رحم الأفعى الماسونية ولما كانت الماسونية تضرب بالثورات الإلحادية في أوروبا ضربت في العالم الإسلامي في توحيد الألوهية فأزاحت الإله و رفعت الحاكمية و جعلت الشرع محصورا في المواجهة مع الحاكم ...
سيد قطب بين الماسونية والإخوان: سيد قطب إبراهيم حسن الشاذلي الذي عانى من التيه حتى عرف طريقه، عانى من الضياع الروحي والتيه النفسي حتى وجد ضالته المنشودة في حركة إسلامية إصلاحية سمت نفسها باسم "الأخوان المسلمين".
ولد "سيد قطب" في قرية (موشة) بمحافظة أسيوط في يوم 9/10/1906، وفى عام 1920 سافر إلى القاهرة لينضم إلى مدرسة المعلمين الأولية ونال منها شهادة الكفاءة، التحق بعدها إلى تجهيزية دار العلوم، وفى عام 1932 حصل على درجة البكالوريوس في الآداب من كلية دار العلوم. وعمل مدرسا لمدة ست سنوات، ثم موظفا في الحكومة. وبعد سنتين عين في وزارة المعارف – في عهد إسماعيل القباني – في وظيفة "مراقب مساعد" حتى قدم استقالته لأن رؤساءه لم يقتنعوا بمقترحاته وقبل مجلس قيادة الثورة الاستقالة سنة 1954، وفي نفس السنة تم اعتقاله وحكم عليه بالسجن لمدة خمسة عشر عاما. ولكن الرئيس العراقي "عبد السلام عارف" تدخل وتم الإفراج عنه بسبب سوء حالته الصحية سنة 1964 وفي سنة 1965 اعتقل بتهمة محاولة "اغتيال جمال عبد الناصر". وقد صدر حكم الإعدام على سيد قطب بتاريخ 21/8/1966، وتم تنفيذه بسرعة بعد أسبوع واحد فقط في 29/8/1966 قبل أن يتدخل أحد الزعماء العرب.
وطوال حياته السياسية انضم قطب إلى حزب الوفد ثم انفصل عنه، وانضم إلى حزب السعديين لكنه مل من الأحزاب ورجالها وعلل موقفه هذا قائلاً : "لم أعد أرى في حزب من هذه الأحزاب ما يستحق عناء الحماسة له والعمل من أجله". لقد مر "سيد قطب" في حياته بمراحل عديدة انتقل فيها من تيارات فكرية إلى أخرى، ويعترف "سيد قطب" أكثر من مرة بمروره بمرحلة التيه في عقيدته الدينية، وفى عام 1934 نشر في الأهرام دعوته للعري التام، وأن يعيش الناس عرايا كما ولدتهم أمهاتهم، وقد كان ذلك منتشرا في البلدان الأوربية آنذاك وقد أكدت ذلك مجلة روز اليوسف حين نشرت مقالا بعنوان "سيد قطب من الإلحاد إلى القداسة والعكس"، وكتبت فيه عن دعوته للعري، وعن حبه لفتاة أمريكية حتى أنه بكى حينما تزوجت من غيره.
ويبدو أن الماسونية امتدت إلى "سيد قطب" وبعض الأعضاء من التنظيم المسمى"الأخوان المسلمين"، وكان يكتب بعض مقالاته الأدبية في جريدة ماسونية هي "التاج المصري" لسان حال المحفل الأكبر الوطني المصري، وإن لم يصرح أي من مصادر الماسونية أنه كان ماسونيا، لكن الصحف الماسونية لم تكن لتسمح لأحد من غير الأعضاء في الماسونية بالكتابة فيها مهما كانت صفته أو منصبه. لقد كتب الشيخ "محمد الغزالي" في كتابه (من ملامح الحق)، وهو من أكبر رجالات الأخوان وصاحب للشيخ "حسن البنا"، أن "سيد قطب" منحرف عن طريقة البنا، وأنه بعد مقتل البنا وضعت الماسونية زعماء لحزب الأخوان المسلمين، وقالت لهم ادخلوا فيهم لتفسدوهم وكان منهم "سيد قطب".
لم يكن وحده ماسونياً: يبدو أن الشكوك في تورط بعض الأعضاء من التنظيم المسمى "الأخوان المسلمين" إلى الماسونية تزيد حينما نذكر أن "مصطفى السباعي" الذي ساهم في الحركة الوطنية المصرية كان من أنشط الأعضاء الماسون في بيروت. ولكن لأي مدى كان انتماؤه للماسونية؟ وهل كان يخدم بها أهداف المسمين بالأخوان المسلمين في مصر وسوريا؟ ولقد انتخب "مصطفى السباعي" بعد عام 1945 رئيسا عاما للحركة المسماة "الإخوان المسلمين" في سوريا وأطلقوا عليه اسم المراقب العام. وقد انتخب "مصطفى السباعي" [1944 – 1945] مراقبا عاما لموهبته في الكتابة والخطابة. وهكذا فبعض الأعضاء في التنظيم المسمى "الأخوان المسلمين" كانوا أعضاء في الماسونية، ولو صدق ذلك فسوف يكون هناك علامات استفهام لا تجد من يجيب عليها، فما مدى انتمائهم إلى الماسونية؟ وما هو الغرض من انضمامهم ؟ ولأي مدى كان اقتناعهم بمبادئها ؟ كل ذلك لا يجد من يجيب عليه. خاصة وأنه شتان بين مبادئ الماسونية ومبادئ ما يسمونه "الأخوان المسلمين".
وكما رأينا أن أحد المعاصرين المقربين وهو الشيخ "محمد الغزالي" أكد بأن الماسونية زرعت وسط صفوف الأخوان رجالا ومنهم "سيد قطب". وهو أمر محير فمسألة مدى الانتماء إلى الماسونية ومدى صدق ذلك الانتماء ومدى الإيمان بمبادئها أمر غامض لا يباح به لأقرب الأقربين، كما لا تظهر المذكرات الشخصية لأي منهم أية علاقة من قريب ولا من بعيد بالماسونية وكأنهم لم يقربونها قط.
لا يسمح لغير الماسون بالكتابة في صحف الماسون: احتوت أوراق الماسونية في مصر على (أمر عال) بتاريخ 29 غشت عام 1922 يعترض فيه "إدريس راغب" أستاذ أعظم المحفل الأكبر الوطني المصري بشدة على أمر إفشاء أعمال الماسونية في الجرائد السيارة، فالموضوعات الماسونية تناقش في صحف الماسون فقط، ويبدو أنه قصد بصحف الماسون تلك التي كان يمتلكها الماسون دون غيرها، أو المتخصصة التي تصدر عن الشروق الماسونية ومحافلها تحت السلطة العامة للمحفل الأكبر الوطني المصري. ولقد صدر ذلك الأمر حينما نشر الماسوني "محمد مصطفى عبده" مقالا بعنوان "في الماسونية" بجريدة "وادي النيل" الغير متخصصة في الماسونية في عددها الصادر في 27 أغسطس 1922. وأمر "إدريس راغب" في نهاية اعتراضه الرسمي بإيقاف "محمد مصطفى عبده" عن الأعمال الماسونية وأوصى بلزوم محاكمته.
وأعلنت "المجلة الماسونية" في إحدى الأعداد بأنها ترجو كل أخ ماسونى يريد نشر أي مقالة علمية أو أدبية أو ماسونية أن يرسلها على الجريدة مباشرة، وبالتالي لا يسمح لغير الماسون بالنشر في الصحف الماسونية كما لا يسمح بعكس ذلك. ومما يؤكد ذلك أن الصحف الماسونية كانت دائما ما تكرر الترحيب بالباحثين الماسون للكتابة في الصحف الماسونية ولا ترحب باستقبال أعمال العوام من غير الماسون، وكان هذا هو التقليد المتبع في كل صحف الماسون في العالم، وقد كانت الماسونية في مصر كمثيلتها في دول العالم لا تسمح لأحد من غير الماسون بالاقتراب من الماسونية بأي شكل من الأشكال إلا إذا كانت الماسونية ترغب في اقترابه ليكون عضوا فيها، وهذا من التقاليد المتبعة إلى الوقت الحاضر، وبالتالي فإن أي شخص يذكر في الصحف الماسونية مشاركا فيها أو حتى مبديا رأيه في أي من الموضوعات العامة أو الماسونية فهو منهم، فقوانين الماسونية صارمة أيا كانت طبيعة المجتمع الذي تعيش فيه.
وأخيرا نذكر ما كتبه "محمد الغزالي" تتمة لما كتبناه سابقا وخاتمة له، فكتب يقول "فلم يشعر أحد بفراغ الميدان من الرجالات المقتدرة في الصف الأول من الجماعة المسماة الأخوان المسلمين إلا يوم قتل حسن البنا في الأربعين من عمره، لقد بدا الأقزام على حقيقتهم بعد أن ولى الرجل الذي طالما سد عجزهم. وكان في الصفوف التالية من يصلحون بلا ريب لقيادة الجماعة اليتيمة، ولكن المتحاقدين الضعاف من أعضاء مكتب الإرشاد حلوا الأزمة، أو حلت بأسمائهم الأزمة بأن استقدمت الجماعة رجلاً غريباً عنها ليتولى قيادتها، وأكاد أوقن بأن من وراء هذا الاستقدام أصابع هيئات سرية عالمية أرادت تدويخ النشاط الإسلامي الوليد فتسللت من خلال الثغرات المفتوحة في كيان جماعة هذه حالها وصنعت ما صنعت. ولقد سمعنا كلاما كثيرا عن انتساب عدد من الماسون بينهم الأستاذ حسن الهضيبي نفسه لجماعة الأخوان ولكنني لا أعرف بالضبط، استطاعت هذه الهيئات الكافرة بالإسلام أن تخنق جماعة كبيرة على النحو الذي فعلته، وربما كشف المستقبل أسرار هذه المأساة".
ويبدو أنه بين أمر "إدريس راغب" والمنشور في الصحف الماسونية بعدم السماح لغير الماسون في الكتابة بصحفها، وما كتبه تمام البرازي في كتابه عن ماسونية أحد أعضاء الأخوان وهو مصطفى السباعي، وما ذكره محمد الغزالي في كتابه تأكيد ولو من بعيد عن ماسونية البعض من جماعة الأخوان المسلمين مثل (سيد قطب – حسن الهضيبي – مصطفى السباعي).
إننا لا نتهم ولا نبرئ بل نعرض حقائق ونلقي الضوء على مسائل كانت ولا تزال غامضة في التاريخ العربي، نقدم من الدلائل والبراهين ما يمكن أن يؤكد، لكن في نفس الوقت لا يمكن أن نتأكد.. لوجوب التزييف في الوثائق التاريخية، أو حتى.. تغلب الأهواء الشخصية على الشخصيات ذات الرأي، لكن من حقنا أن نعرض ما تصل إليه أيدينا لنفتح الطريق أمام الباحثين كي يؤكدوا أو ينفوا ما كتبه القلم..