كشف المحامي المصري والقيادي السابق لجماعة «الإخوان المسلمين» ثروت الخرباوي، أن هناك تشابهاً كبيراً بين طقوس جماعة الإخوان وحركة الماسونية، كما كشف عن بعض أسماء الإخوان القيادية في نفس الجماعة، والتي تعتقد أنها كانت تنتمي إلى الماسونية. هذه المعطيات وغيرها أدلى بها المنشق عن جماعة «الإخوان المسلمين» وصاحب كتاب «سر المعبد» الذي أثار ردود فعل متباينة ما بين مؤيد ومنتقد إلى قناة «العربية» في برنامج «الذاكرة السياسية» الذي يقدمه الزميل طاهر بركة، حيث أكد الخرباوي، الذي اطلع من الداخل على تفاصيل دقيقة لهذا التنظيم الإخواني العالمي، أن الجماعة تحتوي علي تنظيمين، واحد خاص بالوحدات الذي يعمل على تجنيد عناصر داخل الجيش المصري والشرطة لمصلحة الإخوان المسلمين، كما كشف أن وكيل المخابرات الحربية السابق في الجيش المصري عباس مخيمر، كان من الإخوان. كما أوضح أن هناك قيادات من الصف الأول من التنظيم الاسلامي تتلمذوا على يد أفراد من التنظيم المسمى بتنظيم العشرات، والذين تأثروا بالأفكار التكفيرية لسيد قطب وشكري مصطفى، عندما كانوا في السجن في الفترة الممتدة ما بين سنتي 1965 و 1975، وقد أطلق على هؤلاء بهذا الإسم، لأنهم قضوا عشر سنوات في السجن. كما اتهم بشكل مباشر تنظيم الإخوان المسلمين بقتل الصحفي الحسيني أبو ضيف ما بعد الثورة التي حدثت في مصر، بعد أن وثق هذا الصحافي بالصورة ممارسات الإخوان ضد المعارضة المصرية، بعدما تجمعوا قرب قصر الرئيس محمد مرسي، احتجاجاً على الإعلان الدستوري. وأكد الخرباوي أن سيد قطب تأثر بأفكار أبو الأعلى المودودي التي لا تصلح للمجتمع المصري. كما كشف أن مصطفى السباعي كان ماسونياً. وقدم مؤشرات على انخراط الإخوان المسلمين في الماسونية من خلال العديد من الخطابات لزعمائها، الذين يرددون «الشعوب الحرة والبنائين العظام» للدلالة على الماسونية، وتحويل شعار الإخوان إلى نجمة تبعاً للهندسة الماسونية. كما أوضح أن مسؤولا كبيراً في ذات التنظيم لا يتردد في استعمال مصطلحات ماسونية في خطبه، واستشهد في تدليله على ذلك أيضاً، بمقالة لعباس محمود العقاد سنة 1962، الذي أكد فيها أن الإخوان جماعة ماسونية. كما تطرق إلى رد محمد مرسي الرئيس الحالي لمصر وأحد زعماء الإخوان، وكذلك القيادي عزت الشاطر اللذين ردا على القرضاوي فيما اعتبر في حديث تلفزيوني أن أفكار سيد قطب غير صحيحة، حيث أكدا أنهما لم يجدا في قطب إلا الإسلام. وأوضح المحامي الخرباوي أن الجماعة التي تحكم مصر الآن ليست جماعة الإخوان المسلمين، بل هي جماعة سيد قطب وشكري. واستدل في علاقة الإخوان بقيادات في الجيش، إلى المصاهرة التي تجمع العديد من القياديين، كما أكد أن وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي، كان عمه منتمياً إلى الجماعة، وإن استبعد ثروت الخرباوي أن يكون وزير الدفاع منتمياً إلى ذات الجماعة. وأوضح أن الجيش ساعد الإخوان المسلمين للوصول إلى السلطة. إذ كانوا أول من انخرط في الثورة التي عرفتها مصر، وأول من خرج منها، حيث تجاوبوا مع دعوة اللواء عمر سليمان ودعوا إلى التهدئة، كما كشف أن أمريكا هي الأخرى لها دور في إيصال الإخوان إلى السلطة. وارتباطاً بجيش الجماعة لعناصرها داخل الشرطة والجيش، أكد القيادي المنشق أن للجماعة عناصرها المدربة غاية التدريب، مستنداً في ذلك إلى تصريحات القياديين عصام العريان ومهدي عاكف اللذين صرحا أن لدى الجماعة مقاتلين سيرسلونهم لمحاربة اسرائيل. في تصريحات أخرى، كشف المحامي الخرباوي أن المأسونية اختارت الهضيبي للجماعة مرسي لرئاسة مصر. وفي شرحه للتطابق بين الماسونية والإخوان المسلمين، سلط الخرباوي الضوء على هذه القضية في أحد حواراته، بالتأكيد على ذلك في بحثه الذي يقيمه كتابه الجديد «سر المعبد»، أن هناك تطابقا في أسلوب البيعة مابين الماسونية والجماعة في النظام الخاص، وهي الحجرة المظلمة والجلوس على الأرض على منضدة صغيرة ووضع اليد والقسم بحل الانسان دمه فيما لو خان أو خرج، وأن يكون الشخص الذي يبايعه مرتديا القناع، كذلك التشابه في النجمة الخماسية، فالماسونية، يقول لديها الخاموس المشابه لشعار الإخوان المسلمين، فحين توصيل النقاط الخمسة للشعار سيتكون الخاموس أيضا من درجات الانتماء للماسونية، وهي نفس درجات الانتماء للإخوان، الذي يبدأ بمحب أو مؤيد ثم يصبح أخا ثم أخا عاملا ثم أخا مجاهدا، كذلك كلمة أستاذ، وهو التعبير الذي استخدمه البنا في طموحة للوصول الى أستاذية العالم، وهو الحصول على سيطرة العالم، هو نفس التعبير لدى الماسونية، ونفس الهدف. وأكد أن الشيخ محمد الغزالي في أحد كتبه يتهم المرشد الثاني للجماعة، وهو الهضيبي أنه كان عضوا بالمحفل الماسوني في مصر، واتهم أيضا سيد قطب بأنه كان ماسونيا، وكان من كتاب جريدة «تاج الحق» لسان حال المحفل الماسوني، الذي هو عضو به، وأكد أن الماسونية تنظيم دولي، وكذلك الإخوان. ووفقا للدراسات التاريخية هو تنظيم قائم منذ 3000 سنة. وفي العصر الحديث يؤرخون له من القرن السابع عشر. وكانت حركة مقتصرة على المهندسين، كما أن عضويته مقتصرة على حملة المؤهلات العليا، كذلك الإخوان بعد حسن الهضيبي، خاصة في السبعينيات، اقتصرت على حملة المؤهلات العليا. والماسونية لا مكان فيها للمرأة، وكذلك الإخوان، بل إن قسم الأخوات هو قسم مستحدث، وليس له وجود حقيقي، أيضا كلا الحركتين تهدفان إلى السيطرة على العالم. ورأى، وفق الشيخ الغزالي، أن الماسونية اخترقت جماعة الإخوان المسلمين، حيث تحدث عن دخول سيد قطب للجماعة وتغيير أفكارها الرئيسية لجعلها جماعة انقلابية وليست دعوية. سيد قطب تلميذ عباس العقاد أكد الخرباوي أن سيد قطب كان من تلاميذ عباس العقاد، الذي كان شاعرا وناقدا وكاتبا. وحاول سيد قطب أن يصنع لنفسه مكانة فكرية مستقلة عن العقاد، فبدأ يكتب في مجال الكتابة الاسلامية، وبدأ بكتاب عن العدالة الاجتماعية في الإسلام الذي لم يحمل فكرا خاصا به، كما فعل في الكتاب الأخضر «معالم في الطريق» وكتابه «في ظلال القرآن الكريم»، كل ذلك بدأ بعد عودته من أمريكا، وهو ما سجله في مذكراته. وكان ذلك بعد اغتيال البنا، الأمر الذي جعله يرى أن من الممكن أن ينظر تنظيرا جديدا للجماعة، وهي جماعة كبيرة وممتدة، خاصة وأن الهضيبي، الذي كان مرشدا وقتها، ليس خطيبا، وليس له منتج فكري ولايعد باحثا أو فقيها، مما أشعر قطب بأنه من الممكن أن يكون المرشد الحقيقي للجماعة، فأخذ أفكار أبو الأعلى المودودي، الذي وضع أفكارا للتكفير ولجاهلية المجتمع تتوافق ومجتمعه الهندي الذي يعيد كل شيء دون الله كعبادة البقر والشمس وغيرها، فكان من الطبيعي أن تكون هذه هي أفكار المودودي. وقد أخذ سيد قطب عناوين هذه الأفكار وطبقها على المجتمع المصري، وفسر تفسيرا خاطئا الآيات القرآنية خاصة أن الحكم إلا لله وألا تعبدوا إلا اياه، ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون وأولئك هم الفاسقون وأولئك هم الظالمون.. ففسر هذه الايات في غير موضعها، حيث اتهم الحكومة والنظام كله بأنه غير سليم، وبدأ في تفسيره في ظلال القران أن الذي لا يطبق أحكاما على نفسه تحت أية ظروف هو كافر. وتربت أجيال شابة على هذه الأفكار، هي من تدير الجماعة الآن مثل المرشد العام ورشاد بيومي والحاج مصطفى مشهور.