امر الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط بفتح تحقيق مفصل مع مجموعة من المسؤولين ببلدية سيدي علال البحراوي، التابعة لعمالة الخميسات، وذلك بغرض الوقوف على الخروقات التي حملها تقرير المجلس الأعلى للحسابات. ويوجد من بين هؤلاء المسؤولين، نقول بعض المصادر الصحفية، الرئيس السابق لبلدية سيدي علال البحراوي ومسؤولين بقسم التعمير والقسم التقني، حيث كشف تقرير المجلس الاعلى للحسابات على مجموعة من الخروقات، خاصة في مجال التعمير، الذي يعتبر نقطة سوداء بالكاموني، حيث تناسلت العمارات والتجزئات السكنية والفيلات بكثرة، في غياب معامل ومصانع تنقذ شباب القرية العاطل عن العمل..
وجمع المحققون، تضيف ذات المصادر، كل الوثائق والشكايات والتقارير التي أنجزت حول سيدي علال البحرواي في فترة الرئيس السابق، والتي ضمت العديد من الخروقات الخطيرة التي عاشتها الجماعة الحضرية، التي تحولت إلى بلدية خلال التقطيع الانتخابي الأخير.
ومن بين الملفات التي طالتها الخروقات، تقول المصادر نفسها، تدبير مشاريع التأهيل الحضري وكذا تدبير التعمير والممتلكات الجماعية خلال سنة 2006 والانطلاقة لبرنامج التأهيل بغلاف مالي حدد في 70 مليون درهم تم تمويل جزء منه بواسطة قرض من صندوق التجهيز الجماعي بمبلغ 41 مليون درهم.
وطالت الخروقات الفاضحة والاختلالات الخطيرة قطاع التعمير، حيث منحت لجماعة سيدي علال البحراوي تراخيص بإحداث 9 تجزئات تتراوح مساحتها بين 10 هكتارات و 44 هكتار، دون إخضاع ملفات هذه التجزئات لتأشيرة السلطة الحكومية المكلفة بالتعمير.
كما منحت لنفس الجماعة، تقول ذات المصادر، خلال الفترة الممتدة من 2005 إلى 2008 تراخيص بإحداث 16 مشروع للتجزئة، التي عرفت جملة من مخالفات مشاريع التجزئات لمقتضيات تصميم التهيئة، لاسيما مشروعي تجزئة (اليمامة) و (الجزيرة) المرخص لهما على التوالي، رغم عدم مطابقتها للمقتضيات القانونية التنظيمية المعمول بها، اللتان عرفتا تقليص في المساحات المخصصة للتجهيزات الجماعية بشكل جعل هذه المساحات غير ملائمة لإنشاء هذه التجهيزات العمومية وتقليص المساحات الخضراء وزيادة بقع أخرى.
ويسود نوع من الخوف والانتظار في صفوف منتخبي البلدية وموظفيها، وذلك بموازاة مجريات التحقيق، الذي سيطيح لا محالة بمجموعة من الرؤوس التي تشير إليها أصابع الاتهام، والتي ظهرت عليها علامات الاغتناء الفاحش في ظرف وجيز، من خلال امتلاكها للعقارات والأراضي والضيعات الفلاحية والمقاهي...