أبرز الوزير الهنغاري للشؤون الخارجية والتجارة، بيتر سيارتو، اليوم الإثنين ببودابست، دور المغرب كبلد "محوري" في مجال محاربة الهجرة السرية. وقال الوزير الهنغاري، خلال ندوة صحفية عقدت عقب لقاء جمعه بوزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، السيد ناصر بوريطة، "نعتبر المغرب بلدا محوريا في محاربة الهجرة السرية، ونقدر الدور الذي يضطلع به في هذا المجال". وأكد السيد سيارتو، أيضا، أن المغرب، البلد الاستراتيجي من حيث الاستقرار والتنمية في إفريقيا، "مهم" بالنسبة لأمن أوروبا، مشددا، في هذا الصدد، على ضرورة قيام الاتحاد الأوروبي بدعم المملكة وتنميتها. وأكد، من جهة أخرى، أن المغرب وهنغاريا يتشاطران نفس الرؤية بشأن عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، مسجلا أن البلدين يجمعهما التزام مماثل في مجال الأمن ومحاربة الإرهاب. وبخصوص تدبير وباء "كوفيد-19"، أوضح السيد سيارتو أن الرباط وبودابست كانت لهما نفس المقاربة المتعلقة بالتلقيح، من خلال رفض أخذ الاعتبارات "السياسية والإيديولوجية" بعين الاعتبار عندما يتعلق الأمر بحماية الأرواح البشرية. من جهة أخرى، جدد الوزير الهنغاري رغبة بلاده في النهوض بالمبادلات الاقتصادية والتجارية مع المغرب واستكشاف مجالات جديدة للتعاون الثنائي. من جانبه، أشاد السيد بوريطة بالدينامية "الإيجابية" التي تطبع العلاقات الثنائية القائمة بين المملكة وهنغاريا، والتي تعززت من خلال الزيارة التي قام بها السيد سيارتو إلى المغرب في يونيو الماضي. وأشار، في هذا الصدد، إلى أن البلدين لديهما تقاطع في وجهات النظر بشأن مجموعة من القضايا ذات الاهتمام المشترك، لافتا إلى أن تعزيز علاقات التعاون مع هنغاريا وباقي دول مجموعة فيسغراد، أي بولونيا، التشيك وسلوفاكيا، يندرج في إطار استراتيجية تنويع المغرب لشراكاته الدولية، المستلهمة من الرؤية الملكية. وأكد السيد بوريطة أن المملكة تتطلع إلى تنويع شراكاتها داخل الاتحاد الأوروبي، والانفتاح بشكل أكبر على دول وسط وشرق أوروبا. وبعد إشارته إلى أن المغرب يعد ثالث شريك تجاري لهنغاريا في إفريقيا، أكد الوزير أن المملكة ستعمل على الدفع بشراكة اقتصادية حقيقية مع هذا البلد. ونوه بوريطة، في هذا الإطار، بانعقاد الدورة الرابعة للجنة الاقتصادية المشتركة، المقررة ببودابست في مارس 2022، وبتنظيم منتدى للأعمال على هامش أشغال هذه اللجنة. وقال "إن المغرب شريك موثوق وذو مصداقية ويتمتع باستقرار كبير، ما يمكن من منح شركائه مزيدا من الرؤية حول آفاق التعاون"، مشددا على أهمية تعزيز التعاون الثلاثي بين المغرب، هنغاريا والقارة الإفريقية. وبعد إبرازه السياسة الإفريقية التي يتبناها المغرب بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، سلط السيد بوريطة الضوء على استراتيجية المملكة في مجال الهجرة واللجوء وجهودها من أجل إدماج المهاجرين. كما أجرى بوريطة مباحثات مع رئيس الجمعية الوطنية الهنغارية، السيد لاسلو كوفير، والتي شكلت مناسبة لبحث سبل تعزيز التعاون بين المؤسستين البرلمانيتين بكلا البلدين وإضفاء دينامية جديدة على العلاقات الثنائية القائمة بين الرباط وبودابست.