أجرى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، اليوم الإثنين في بودابست، مباحثات مع الوزير الهنغاري للشؤون الخارجية والتجارة، السيد بيتر سيارتو. وخلال هذا اللقاء، نوه الوزيران بتميز العلاقات القائمة بين المغرب وهنغاريا، مؤكدين رغبتهما المشتركة في تعزيزها، من خلال استكشاف مجالات جديدة للتعاون، وكذا الآليات الكفيلة بتعزيز المشاورات حول القضايا ذات الاهتمام المشترك. كما شددا على أهمية النهوض بمستوى تعاونهما الاقتصادي والتجاري، بما يرقى لتميز العلاقات السياسية الثنائية. وفي هذا السياق، رحب الوزيران بانعقاد الدورة الرابعة للجنة الاقتصادية المشتركة، المقررة ببودابست في مارس 2022، وبتنظيم منتدى للأعمال على هامش أشغال هذه اللجنة. وبهذه المناسبة، أشاد السيد سيارتو بالإصلاحات الوازنة التي نفذها المغرب خلال العقدين الأخيرين تحت القيادة المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، منوها بالنموذج التنموي الجديد وبتعزيز الجهوية الموسعة في المملكة. كما أكد على دور المغرب كقطب إقليمي للاستقرار، وشريك مميز للتنمية في إفريقيا، ومنصة للنمو في المنطقة. وجدد الوزير الهنغاري، من جهة أخرى، دعمه للجهود المبذولة تحت الرعاية الحصرية للأمم المتحدة قصد التوصل إلى حل سياسي، واقعي، براغماتي ومستدام لقضية الصحراء، قائم على أساس التوافق. وجدد، أيضا، دعم بلاده للمقترح المغربي المتعلق بمخطط الحكم الذاتي المقدم للأمين العام للأمم المتحدة في 11 أبريل 2007، وللجهود التي تبذلها المملكة من أجل تنمية الأقاليم الجنوبية. وأكد الوزير الهنغاري، كذلك، أن المغرب، الشريك الإستراتيجي للاتحاد الأوروبي، يضطلع بدور حاسم ونموذجي في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية والإرهاب. من جهة أخرى، جدد السيد سيارتو تأكيده على التمسك بالشراكة الإستراتيجية القائمة بين المغرب والاتحاد الأوروبي، وأكد دعم بلاده لاستئناف مجلس الاتحاد الأوروبي لدى محكمة العدل الأوروبية ضد الأحكام الصادرة عن محكمة الاتحاد الأوروبي بشأن اتفاقيتي الفلاحة والصيد البحري المبرمتين بين المغرب والتكتل. كما جدد الوزير الهنغاري تأكيده على دعم بلاده لترشيحات المغرب لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، مجلس حقوق الإنسان ومجلس المنظمة البحرية الدولية. وقد مكن هذا اللقاء السيدين بوريطة وسيارتو، أيضا، من التأكيد على أهمية تطوير التعاون، الشراكة والحوار بين الاتحاد الأوروبي وجواره الجنوبي ومع المنطقة الأورو-إفريقية، قصد تقديم إجابات مشتركة على جميع التحديات التي تواجهها هذه المناطق، لاسيما من حيث الأمن، الاستقرار، الهجرة والتنمية السوسيو-اقتصادية والبشرية. وشدد الوزيران على أهمية تعزيز التعاون الثلاثي بين المغرب وهنغاريا وشركائهما في القارة الإفريقية. كما رحب السيدان بوريطة وسيارتو بنمو تعاونهما على الصعيد الدولي، مشيدين في هذا الصدد، بانعقاد أول اجتماع لمجموعة "فيسغراد+ المغرب"، يوم الثلاثاء ببودابست، والذي سيؤسس، حسب الوزيرين، لانطلاق حوار سياسي بين المملكة المغربية والبلدان الأعضاء بمجموعة فيسغراد.