بعد أقل من شهر على توقف خط الأنابيب الذي يمر عبر الأراضي المغربية، والذي ينقل الغاز الجزائري إلى اسبانيا، بدأت هذه الأخيرة تحسّ بخطر الرهان على نظام العصابات بكوريا الشرقية الذي طمأنها ووعدها بإمدادها بما يكفي من الغاز عبر أنبوب ميدغاز الذي يمر مباشرة عبر البحر الأبيض المتوسط في اتجاه الميريا. وكان وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل الباريس، قد انتقل إلى الجزائر، حيث التقى مع "المسؤولين" (أو لنقل أقنعة العسكر المدنية ومنفذي أجنداتهم)، وضمنهم كبيرهم الرئيس المعين شرشربون، حيث تلقى ضمانات باستمرار إمدادات الغاز لبلاده، عقب التخلي عن الأنبوب المغاربي-الأوربي الذي يمر عبر الأراضي المغربية. وحسب مصادر صحفية اسبانية، فإن مدريد عانت لمدة 54 ساعة من نقص في إمداد الغاز من الجزائر عبر خط ميدغاز الذي يربط التراب الجزائري والإسباني عبر "الميرية". وذكر موقع "أوكي دياريو" الإسباني، اليوم الاربعاء، "Enagás"، أن الشركة الموزعة للغاز في اسبانيا، أطلقت إنذارا حذرت فيه من "تقييد السوائل" بين الساعة 00:00 يوم الاثنين و 6:00 يوم الأربعاء. وأضافت المصادر ذاتها، أن ما يقلق هو أن سبب هذا النقص لا يرجع إلى عطل في الانبوب على التراب الاسباني، بل الأمر يتعلق بنقص حاصل في الإمدادات انطلاقا من الجزائر.. وقال موقع "اوكي دياريو"، أن هذا المشكل نابع من فشل انبوب "مدغاز" الذي يمد إسبانيا بالغاز مباشرة من الجزائر، والذي كان سانشيز قد وضع فيه كل آماله في الحفاظ على الإمداد دون مشاكل بعد إغلاق خط أنابيب الغاز المغاربي، الذي يعبر المغرب ويصل إلى إسبانيا عبر المضيق. ويرى المتتبعون ان هذا الحادث ليس إلا بداية لازمة ستعرفها اسبانيا، لأن ميدغاز لا يستطيع ان يفي بوعود جنرالات الجزائر، الذين يكذبون يوميا كما يتنفسون، كما ان ادعاءاتهم بتمكين الإسبان من الغاز ولو تطلب الأمر تعبئته كغاز مسال وإيصاله عبر البواخر، ليست إلا وعودا كاذبة لن تصمد أمام سوق الغاز المتقلبة وحاجات كوريا الشرقية إلى العملة الصعبة في ظل الأزمة الخانقة التي تطوق أعناق الجنرالات...