ينتهي العقد الثلاثي بين الجزائر وإسبانيا والمغرب لضخ الغاز عبر الأنبوب المغاربي متم شهر أكتوبر الجاري، ورغم تطمينات الجزائر لا يبدو أن مدريد واثقة من قدرة سوناطراك على ضمان الإمدادات نحو الأراضي الإسبانية عبر أنبوب واحد وهو الذي يمر تحت مياه البحر الأبيض المتوسط، وكان ذلك موضوع زيارة قامت بها تريسا ريفيرا النائبة الثالثة لرئيس الحكومة الاسبانية بيدرو سانشيز بزيارة أمس الأربعاء إلى الجارة الشرقية للمغرب في إطار تحرك إسباني مكثف على أكثر من واجهة تحت وطأة ارتفاع أسعار الغاز والارتفاع المرتقب في الطلب مع حلول فصل الشتاء. وفي لقائها بوزير الطاقة الجزائري محمد عرقاب، أعلنت أنها تلقت ضمانات من قبل السلطات الجزائرية من اجل إمداد إسبانيا بالغاز الطبيعي عبر أنبوب ميدغاز، ومن جانبه قال عرقاب "طمأنا شركاءنا في اسبانيا أن كل امداداتنا بالغاز الطبيعي للكميات التعاقدية مع شركة سوناطراك سنلتزم بها في إطار العقود المبرمة بين سوناطراك والشركات الاسبانية".
ويذكر أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون وعد اسبانيا بإمدادها بالغاز عن طريق خط أنابيب "ميدغاز" عوض الأنبوب المغاربي، ويعمل "ميدغاز" الآن بما يقترب من طاقته القصوى البالغة 8 مليار متر مكعب في العام، أي ما يمثل نصف صادرات الجزائر من الغاز الى اسبانيا والبرتغال.
لكن إسبانيا متخوفة بشأن أمنها الطاقي ولا تأمن إمدادات الغاز عبر أنبوب واحد في منطقة متوترة، وبمقابل ذلك اقترحت الجزائر نقل نقل الغاز الطبيعي المسال بالسفن إذا اقتضت الضرورة، غير أن حكومة مدريد لا تزال غير واثقة وكثفت تحركاتها على مستوى أوروبا والخليج بحثا عن البدائل.
ويوم الثلاثاء الماضي عقد وزراء الطاقة الأوروبيون اجتماعا طارئا لمناقشة كيفية التعامل مع ارتفاع أسعار الغاز، فيما رفضت 11 دولة بينها ألمانيا مقترحات فرنسية وإسبانية بإدخال إصلاحات سوقية عميقة وشراء الغاز بشكل مشترك. ويأتي على وقع ارتفاع أسعار الطاقة على مستوى العالم مع عودة حركة اقتصادات العديد من الدول إلى الحياة بعد جمود طويل تسبب به فيروس كورونا المستجد.
وارتفعت أسعار الطاقة في أوروبا التي تعتمد بدرجة كبيرة على الغاز والنفط المستوردين، بشكل كبير، خصوصا على خلفية الارتفاع الذي طرأ على أسعار الغاز للبيع الفوري والتي تعد مرجعية.
وتسعى فرنسا، الداعمة لإسبانيا، إلى إعادة تصميم سوق الطاقة الأوروبي لجعل الغاز مكونا أقل أهمية في تحديد الأسعار، وهو أمر يتناسب مع مزيج الطاقة المحلي لديها والذي يأتي 70 في المئة منه من الطاقة النووية.
حكومة بيدرو سانشيز لم تغفل "جنة البترول والغاز" هناك في الخليج، ووجهت دبلوماسيتها اهتمامها نحو قطر، حيث كشفت صحيفة "أوكي دياريو" أن وزارة الخارجية باشرت مفاوضاتها مع الدولة الخليجية لأن أنبوب "ميدغاز" الجزائري يصعب الوثوق فيه لضمان إمداد كاف من الغاز.