يوصي خبراء اللجنة العلمية والتقنية للتلقيح ضد فيروس كورونا المستجد بتكثيف عملية التلقيح، من أجل تجنب السيناريوهات السابقة التي رافقت ظهور فيروس كوفيد-19 بالمملكة، مؤكدين أن الوضع الحالي لا يجعل المغرب في مأمن من انتشار المتحور "أوميكرون". اعتبر البروفسور مولاي الطاهر العلوي، رئيس اللجنة العلمية والتقنية للتلقيح ضد فيروس كورونا، وصول المتحور الجديد "أوميكرون" للمملكة مسألة وقت فقط، موضحا أنه سيصل إلى المغرب بلا شك رغم اتخاذ السلطات قرارا استباقيا بتعليق جميع الرحلات المباشرة للمسافرين في اتجاه المملكة لمدة أسبوعين. وأوضح العلوي، في تصريح لموقع SNRTnews الذي أورد الخبر اليوم، أن اللجنة العلمية بصدد تجميع المعطيات الموجودة حول هذا المتحور الجديد، وكيفية تعامل باقي الدول معه، لتقييم مدى خطورته وسرعة انتشاره، مؤكدا أن المملكة مازالت لحدود الآن تتحكم في الوضع الوبائي إلا أن الحذر يظل قائما. وحول السيناريوهات الممكنة في حال تسجيل إصابات بالمتحور الجديد، أبرز رئيس اللجنة العلمية للتلقيح، أنه منذ مارس 2020 والمملكة تبدأ بإجراء تعليق الرحلات أولا، كإجراء استباقي، فيما يظل على المواطنين الالتزام بباقي التدابير الاحترازية والإقبال على التلقيح لمواجهة الوباء. وشدد العلوي على أن 50 في المائة من مقاومة أي متحور لفيروس كورونا كيفما كان، تتعلق بالالتزام بالتدابير المفروضة من قبيل وضع الكمامة بالشكل الصحيح وتعقيم اليدين والتباعد، مؤكدا على أهميتها، بالإضافة إلى التلقيح، في الوقاية من الفيروس والحد من انتشاره. من جهته، دعا عبد الفتاح شكيب، أخصائي الأمراض المعدية والطب الوقائي وعضو اللجنة العلمية والتقنية لتدبير جائحة كورونا، المواطنين إلى التحلي بروح الوطنية خلال فترة مواجهة هذا الوباء، وذلك عبر الإيمان بأهمية التلقيح والوعي بأنه سيحميهم ويحمي محيطهم من كافة أشكال الوباء. وأوضح شكيب، في تصريح لذات الموقع، أنه "لولا التلقيح لأصيب أزيد من 50 في المائة من المغاربة بالوباء"، مبرزا أن المملكة أصبحت في حاجة إلى تلقيح 85 في المائة من السكان بالجرعات الثلاث لتفادي أي انتكاسة وبائية، وذلك في وقت لم يتم فيه تلقيح سوى نصف السكان بالجرعتين معا. ويرى الأخصائي في الأمراض المعدية والمختص في اللقاح، أن نسبة الملقحين حاليا في المغرب لا تكفي لمواجهة الوباء ومتحوراته، ما يهدد بالعودة إلى السيناريوهات الأولى التي عاشتها البلاد من إغلاق وحجر صحي، والتي لن يتحملها الوضع الاقتصادي والاجتماعي بالمغرب. وأوضح شكيب أن التلقيح يقي البشرية من العديد من الأمراض منذ القدم، لافتا إلى أن "عدد سكان الكرة الأرضية تضاعف ثلاث مرات بفضل التلقيح، إذ كان يبلغ قبل 60 سنة مليارين ونصف، نظرا لكثرة الوفيات الناتجة عن الأمراض، فيما وصل الآن إلى 7 ملايير ونصف، بفضل التلقيح ضد الأمراض الخطيرة". كما دعا المواطنات والمواطنين إلى الاستمرار في التقيد بالإجراءات الاحترازية خاصة وضع الكمامة وغسل اليدين أو تعقيمها والحفاظ على التباعد الاجتماعي، منتقدا مشاهد العودة إلى الحياة الطبيعية التي باتت تسود شوارع وأسواق المدن، "والتي لا تبشر بالخير خاصة في حال تسجيل إصابات بالمتحور الجديد".