كشفت تقارير إعلامية إسبانية، أن إسبانيا هي الأكثر قلقا من مصير عقد الأنبوب "المغاربي- الأوربي" للغاز، الذي ينتهي في نهاية أكتوبر الجاري، في ظل الغموض الذي يكتنف الاتفاق المغربي الجزائري بشأن تمديد العمل بهذا الأنبوب، حيث يلتزم المغرب الصمت حاليا، في حين تُلمح الجزائر إلى إيقاف العمل بهذا الأنبوب. وأظهرت الصحافة الإسبانية الأهمية الكبيرة التي يكتسيها هذا الأنبوب الذي يعبر منه الغاز الجزائري مرورا من الأراضي المغربية وصولا إلى إسبانيا، حيث تحصل إسبانيا عبره على أكبر الإمدادات من الغاز الجزائري مقارنة بأنبوب "ميدغاز" الذي يربط مباشرة بين الجزائر وإسبانيا. وحسب ما أشار إليه مسؤولون جزائريون في الفترة الأخيرة، فإن هناك نية للجزائر لإيقاف إمداد إسبانيا بالغاز عبر هذا الأنبوب، كرد فعل ضد المغرب بسبب توتر العلاقات الثنائية، وتعويضه بأنبوب "ميد غاز" الجزائري، وقد أكد المسؤولون الجزائريون لإسبانيا قدرتها على تأمينها بكافة الحاجيات من الغاز. لكن بالرغم من التطمينات الجزائرية لإسبانيا، إلا أن صحيفة "20 Minutos" الإسبانية كشفت في تقرير لها أن المخاوف مستمرة في مدريد، في حالة ما إذا لم يتوصل المغرب والجزائر إلى اتفاق لتمديد عقد الأنبوب، إذ في هذا الحالة ستعتمد إسبانيا على الأنبوب الوحيد لنقل الغاز من الجزائر، وهو الأنبوب المباشر "ميد غاز". وحسب ذات الصحيفة، فإن الاعتماد على أنبوب واحد لنقل الغاز له مخاطر عديدة، أبرزها أن حدوث أي عطب في الأنبوب وفي عملية نقل الغاز، سيكون لها تأثير كبير على سير القطاعات التي تشتغل بالغاز، خاصة أن الأعطاب واردة الحدوث وسبق أن حدثت مرارا. كما أن الخطر الثاني والذي يؤرق الإسبان، وفق الصحيفة نفسها، هو أن الاعتماد على أنبوب واحد لنقل الغاز، غير كاف لسد كافة الحاجيات الإسبانية، وبالتالي فسيكون هناك اعتماد على سفن نقل الغاز لاستكمال كافة المتطلبات، وهذه العملية تكون مكلفة ماديا، وبالتالي سيكون لها تأثير على أسعار الغاز ومن البديهي أن تعرف ارتفاعا سيثقل كاهل الإسبان الذين يعانون في السنوات الأخيرة من ارتفاع كلفة الكهرباء أيضا. ولهذين السببين المؤثرين، فإن هناك مساع إسبانية حثيثة تهدف إلى الوصول إلى حل بين المغرب والجزائر، على الأقل بشأن أنبوب المغرب العربي للغاز، من أجل تجاوز أي مشكل قد يحدث مستقبلا في إمدادات الغاز إلى إسبانيا، خاصة في ظل الارتفاع الكبير للأسعار في العالم حاليا.