مازالت تداعيات القرار الأحادي الجانب الذي اتخذته الجزائر بقطع علاقاتها مع المغرب مستمرة، والتي يأتي مباشرة بعدما لمحت الجزائر عبر وكالتها الرسمية إلى قرب استغنائها عن خط أنابيب الغاز المغاربي-الأوروبي، الذي يمر عبر المغرب. وفي هذا الصدد، قالت جريدة "الشروق" الجزائرية، أن خبراء في المجال الطاقوي بإسبانيا عرضوا فرضية بيع مدريد الغاز الطبيعي الجزائري، إلى المملكة المغربية عبر الاتجاه المعاكس لأنبوب المغرب العربي- أوربا، لكن الثمن سيكون مضاعفا وبنفس سعر السوق الإسبانية أو أكثر، بعد قرار الجزائر ضمان إمداد إسبانيا عبر أنبوب "ميدغاز" المباشر بين البلدين، حسب تعبيرها.
ونقلت الجريدة الجزائرية، عن الخبير الإسباني، ومدير برنامج الطاقة والمناخ بالمعهد الملكي "إلكانو"، غونثالو إيسكريبانو، قوله "إن من الحلول الممكنة للمغرب بعد قرار الجزائر إمداد اسبانيا بحاجياته الغازية عبر الأنبوب المباشر "ميدغاز"، اعتبارا من 31 أكتوبر المقبل، وفي حال لم يتوصل لاتفاق مع الجزائر لشراء الغاز، هو شراء الغاز الجزائري أو من موردين آخرين من إسبانيا عبر الاتجاه المعاكس لأنبوب المغرب العربي- أوربا.
وذكر المتحدث في تصريحات نقلتها وسائل إعلام اسبانية أن هذا الحل الممكن أمام المغرب، سيكون ثمنه غاليا، بالنظر إلى أن سعر الغاز المدفوع سيكون بفارق كبير عما كان عليه الحال بالنسبة للغاز المستورد من الجزائر، بالنظر لكون الغاز في هذه الحالة سيسوق من اسبانيا إلى دولة أخرى افريقية لذلك سيكون بسعر السوق الإسبانية أو أكثر.
وأوضحت الجريدة أنه "يجري حاليا في إسبانيا جدل حاد بشأن أسعار الكهرباء والغاز التي ارتفعت كثيرا في الفترة الأخيرة، بما يقارب 400 بالمائة مقارنة بصيف 2020، حيث وصل سعر الميغاواط ساعي من الغاز إلى 50 أورو، في حين كان قبل عام واحد فقط في حدود 14 أورو فقط.
ومن المنتظر أن ينتهي الاتفاق الثلاثي بين الجزائر والرباط ومدريد في 31 أكتوبر المقبل، الذي يضمن وصول الغاز من الجزائر إلى إسبانيا والبرتغال عبر المغرب، والمسمى بأنبوب "غاز المغرب العربي".
وخط أنابيب المغرب العربي–أوروبا(MEG) ، يعرف أيضا باسم Pedro Duran Farell pipeline، وهو خط أنابيب غاز طبيعي، يصل بين حقل حاسي الرمل في أصى جنوبالجزائر عبر المغرب إلى قرطبة في إسبانيا، حيث يتصل مع شبكة الغاز البرتغال وإسبانيا.
وهذا الخط يمد كلا من إسبانيا، والبرتغال، والمغرب بالغاز الطبيعي.
ويُنقل أكثر من 30 في المائة من الغاز الطبيعي المستهلك في إسبانيا عبر المغرب، وفقًا لموقع خط أنابيب أوروبا المغاربي المحدود (EMPL).
كما يساعد خط الأنابيب البرتغال في تلقي إمداداتها من الغاز من الجزائر عبر المغرب.