قالت صحيفة "ABC" الإسبانية، في تقرير لها اليوم الخميس، أن المسؤولين الحكوميين الإسبان، بدأوا المفاوضات من أجل الوصول إلى حل يضمن وصول الغاز إلى التراب الإسباني عبر الأنبوب العابر للمغرب من الأراضي الجزائرية. وحسب ذات المصدر، فإن إسبانيا تسعى إلى التوسط بين المغرب والجزائر، من أجل الوصول إلى اتفاق تجديد عقد نقل الغاز عبر أنبوب "المغرب العربي" الذي ينطلق من الجزائر ويعبر المغرب وصولا إلى إسبانيا، خشية وقوع أزمة غاز لديها. وأضافت الصحيفة الإسبانية، بأنه بالرغم من التطمينات التي قدمها المسؤولون الجزائريون في تصريحات سابقة التي تتحدث عن قدرة الجزائر لضمان توصل إسبانيا بكافة حاجياتها من الغاز عبر الأنبوب المباشر من الجزائر إلى إسبانيا والذي يُعرف بإسم أنبوب "ميد غاز"، إلا أن تلك التصريحات لم تُطمئن إسبانيا. ويسود اعتقاد لدى المسؤولين الإسبان، أن هذا الأنبوب الوحيد لن يكون كافيا لتوفير كافة حاجيات إسبانيا من الغاز، خاصة في فصل الشتاء حيث يرتفع الطلب على هذه المادة الحيوية، وبالتالي تسعى من خلال المفاوضات إلى الوصول إلى حل يضمن تجديد العقد بين المغرب والجزائر الذي ينتهي في أكتوبر. وقالت صحيفة "ABC" إن وزير الخارجية الإسباني، خوسي مانويل ألباريس، من المرتقب أن يلتقي بنظيره الجزائري، ووزير الطاقة الجزائري، من أجل مناقشة قضية تجديد عقد نقل الغاز الجزائري عبر أنبوب المغرب العربي، إضافة إلى أنبوب "ميدغاز". وكان المسؤولون الجزائريون قد اتخذوا قرارا شبه رسمي، عبر تصريحات متفرقة، تشي بأن الجزائر ستوقف إمداد الغاز عبر أنبوب "المغرب العربي" الذي يعبر التراب المغربي، والاكتفاء بأنبوب "ميدغاز"، كخطوة مضادة للمغرب في ظل التوتر القائم بين البلدين والذي أدى إلى قطع العلاقات الثنائية. وتُسارع إسبانيا في تحركاتها لإيجاد حل قبل انتهاء العقد القائم حاليا بين الأطراف الثلاثة، من أجل تفادي أي نقص في إمدادات الغاز خلال فصل الشتاء، خاصة أن سوق الغاز العالمي يعرف مؤخرا ارتفاعا في الأسعار، والإمدادات الجزائرية من أنبوب واحد قد لا تكون كافية.